رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
امام الله بقلم قداسة البابا شنودة 5\12\2010 أنت يااخى امام الله باستمرار، ليس فقط فى وقت الصلاة او فى دور العبادة، بل انت امامه فى كل مكان وفى كل حين، في مكتبك ووقت العمل ، وفى الشارع، وفى البيت ، وحتى فى حجرتك المغلقة، نعم انت امام الله الذى يرى ويسمع ويلاحظ . من الملاحظ عمليا فى اخطاء الناس ، ان اى شخص يخطي، قد يستحئ ان يخطئ، امام الناس ، اوامام احد من محبيه لئلا تتغير ثقته عنه، او حتى امام اعد ائه حتى لايعيروه بذلك الخطأ،اولذلك يفضل الخطاة ان يرتكبوا اخطائم فى الخفاء ،أو فى الظمة حتى لايرأهم احد ولذلك قيل أمام الله عنهم انهم أحبوا الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم شريرة فإن كان الخطاة يخجلون ان يخطئوا امام البشر امثالهم، افلا يخجلون من ارتكاب الخطية امام الله الذى يراهم؟! يقينا انهم لو شعروا . اثناء خطيئتهم . انهم يفعلون ذلك امام الله ، لخجلوا وخافوا ، الا لو كانت درجة محبتهم للخطية ،او درجة استهتارهم ، اقوى بكثير من الشعور بالوجود امام الله . او ان الخطاة ينسون انهم امام الله، او يحاولون ان ينسوا ذلك ، او انهم يبعدون عن ذهنهم اثناء الخطية كل فكر يختص بالله وبوصاياه لذك فأن الشيطان وهو يقود انسانا الى الخطية، ينسيه اسم الله بالكلية ، وينسيه وصاياه، وكما قال احد الادباء: ان الخطيه تسبقها الشهوة او الغفلة او النسيان . لذلك نقول للخاطيء:إن كانت خطيئتك بالعمل ، اخجل من الله الذى يرأك. وان كانت خطية لسان فاخجل من الله الذى يسمعك وان كانت الخطية بالفكر او بمشاعر القلب ، اخجل من الله فاحص القلوب وقارئ الافكار، نعم اخجل من الله الذى يقول لك فى اعماقك: انا عارف اعمالك . عليك ان تخجل ايضا من الملائكة التى تراك وتسمعك والتى تحيط بنا باستمرار ،وفى كثير من الخطايا البشعة التى لايحتمل الملائكة رؤ يتها او سماعها ، وقد يحدث انهم يتركونك، فتلتف حولك الشياطين وتتعبك . عليك ان تخجل ايضا من ارواح القديسين وهم يرونك ، اخجل من ارواح اقر بائك: واصحابك وزملائك الذين انتقلوا من عالمنا، و هم يرون ماتفعله وماتقوله، وبعضهم كان يثق بك جدا، وماكان يتصور انك تخطئ، هكذا ! وكل اولئك مندهشون جدا مما يحدث منك! والى جوار عنصر الخجل يوجد عنصر النسيان :ففى وقت ارتكاب الخطية تنسى انك امام الله، وتنسى انك بالخطية تكون فى حالة انفصال عن الله بالفكر والقلب، وأنك فى حالة عدم شعور بوجود الله، وعدم شعور بقدسيته، وبنسيان كامل وصاياه. وتكون أيضا .• فى حالة نسيان للابدية ولدينونة الله العادلة، وفى الواقع أنت أمام الله الديان العادل، ليس فى السماء فقط، وانما أيضا هنا على الأرض. وفى غير موضوع الخطية، فإن الذى يدرك أنه أمام الله، لاشك أنه يشعر بخشوع أمامه، فنخشع أمام قوة الله، وأمام لاهوته، وأمام قدسيته. ومن هنا يكون الشخص فى حالة تواضع. فإن الذى يحيط نفسه بالعظمة، ويمشى فى الأرض مرحا، ويتكبر فى علاقته مع الآخرين.. لاشك أنه لا يشعر أبدا أنه أمام الله الذى يرفض هذا التعاظم وهذه الكبرياء. وذلك مهما حصل الانسان على مناصب أو درجات. وأذكر أننى قلت مرة فى بعض أبيات الشعر. قل لمن يعتز بالالقاب إن. . . . .. صاح فى فخره من أعظم منى أنت فى الأصل تراب تافه... . هل سأنسى أصله من . قال إنى ولذلك يا أخى لا تجلس بكبرياء ولا تمشى بكبرياء، ولا تكلم أحدا بكبرياء. لأنك فى كل ذلك أمام الله الذى لايسر بتعظمك. بل عليك أن تقول فى صلاتك: أنا أخجل أمامك يأرب من أن أعامل الناس بكبرياء أو بعظمة أو بسلطان، ناسيا أننى تراب ورماد، وأنهم خليقتك ورعيتك. وبنفس الوضع يكون الانسان الحكيم متواضعا أمام الله فى صلاته. فيقول له: من أنا يأرب حتى أقف أمامك، أو أتحدث إليك.! أنت الذى تقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائكة وكل الأجناد السمائية.. . هذا بعكس الذين فى صلواتهم قد يشعرون بالبر لأنهم أتقياء ويصلون! بل إن الذى يشعرنى الصلاة أنه أمام الله القدوس البار، الذى لا حدود لقدسيته ولبره، إنما يشعر بهذا المصلى بخجل شديد فى أنه يقف أمام الله ناسيا خطاياه الكثيرة التى نجس القلب بها ، لذلك فإنه يعترف بأنه أخطأ أمام الله ولم يخجل! وأنه أخطأ كثيرا ثم تجرأ أن يقف أمام الله ويكلمه ناسيا ما فعله من أخطاء! إن الذى يشعر أنه أمام الله، لابد أن يكون حريصا جدا فى معاملاته مع الناس. وهو يشعر أنه أمام الله الذى ستر عليه ولم يكشفه فى كل ما ارتكب من خطايا . لذلك يحرص أنه يستر على باقى الناس، ولا يشهر بنقائصهم أو بخطاياهم، لأنه بادراكه أنه أمام الله، يقول له: كما سترت على يأرب ينبغى أن أستر على غيرى. وكما غفرت لى، ينبغي أن أغفر لغيري إساءتهم. ولا أحكم على أفعال الناس، لأننى انسان محكوم على منك، الذي يعرف كل أعمالى فى العلن وفى الخفاء. وفى الضيقة أيضا ينبغى أن يدرك كل متضايق انه أمإم الله الذى يهتم به، والذى هو´قادر على أن ينقذه وينجيه. إن مشكلتنا فى الضيقات أننا لا نرى إلا الضيقة، ولا نرى الله الذى يحمينا منها! والواقع أن الله كما يرى خطايانا، يرى أيضا متاعبنا . ولذلك فى الضيقة ينبغى أن تدرك أنك أمام الله الحافظ والراعى والمعين والمنقذ . وبهذا تطمأن ويملك السلام على قلبك مهما حدث. إن شعورنا أننا باستمرار أمام الله الذى يضبط حياتنا كضابط للكل، ويراقبها ، هذا يجعلنا أكثر احتراصا فى حياتنا، لا نتسيب فى شىء ولانخطئ . مؤمنين أن الله يرى كل ما نفعل، ويسمع كل ما نقول، ويطلع على أفكارنا ومشاعرنا، وكل تفاصيل حياتنا مكشوفة أمامه. . . وفى نفس الوقت هو ليس فقط يراقبنا، وانما أيضا يعيننا . بهذا الإيمان نحيا ، واضعين أمامنا فى كل حين وفى كل مكان أننا أمام الله. |
24 - 08 - 2016, 11:13 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: امام الله بقلم قداسة البابا شنودة 5\12\2010
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|