31 - 07 - 2012, 02:07 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الوزير حاتم الجبلي "هرب ولن يعد".. الثورة مستمرة والهروب أيضا
حاتم الجبلى
يهتف المتظاهرون في كل وقفة احتجاجية: الثورة مستمرة، فيما يرفع رجال النظام السابق شعارا آخر، أكثر عملية وواقعية، معهم فقط "الهروب مستمر". نبأ صدم البعض، وربما بات من تكراره متوقعا وغير مدهش، إذ غادر وزير الصحة الأسبق الدكتور حاتم الجبلي، مطار القاهرة أمس، متوجها إلى جدة، "على عينك يا تاجر"، وبعلم سلطات المطار، بالرغم من صدور قرار من النائب العام بمنع الرجل من السفر منذ أشهر، إذ قدم موافقة من ضابط الاتصال بمصلحة الجوازات على سفره إلى السعودية.
الجبلي الذي حققت معه نيابة الأموال العامة في العاشر من فبراير العام الماضي، في البلاغ المقدم ضده بتضخم ثورته التي بلغت نحو 12 مليار جنيه، لكن لم تستكمل التحقيقات، ولم يعرف مصيرها بعد، كان متهما بالتورط في أكثر من ملف فساد، ومنها الاستفادة من منصبه لجمع أرباح وميزات للمستشفى الخاص به، إلى جانب شراكته مع مستشفيات خارج مصر، كانت تتربح من وراء قرارات العلاج على نفقة الدولة.
وبعد شهور من الغياب عن المشهد العام، ظهر الجبلي فجأة في صالة مطار القاهرة، مودعا الجميع، "عيني عينك"، وبعلم الحكومة ورعايتها، في فترة الانتقال بين حكومة مقالة وأخرى تتشكل، ليكون بذلك رابع وزارء مبارك الهاربين.
كان أخطر الهاربين المرشح الرئاسي الخاسر الفريق أحمد شفيق، الذي سافر ونجلتاه مي وأميرة وأحفاده الثلاثة، إلى إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسط شكوك حول هروبه من البلاد بعد خسارته الانتخابات الرئاسية في مواجهة مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، خصوصا وأن هروب شفيق جاء بعد اتهام النيابة العامة كل من وزير الزراعة الأسبق يوسف والي، والفريق شفيق بالاستيلاء على أراضي مملوكة للدولة وطالبت النيابة العامة فتح التحقيق معهما، إضافة إلى بلاغات عدة تطالب بمنعه من السفر، وقضايا مخالفات مالية بوزارة الطيران المدني التي كان يتولى إدارتها، بل واتهامات بتلقي "عمولات" من تجارة السلاح، كشفها لواء سابق بالقوات الجوية كان تابعا لإدارته، مما اضطر شفيق لتمديد إقامته في الإمارات العربية خوفا من ملاحقته قضائيا، حال عودته إلى مصر في ظل تحريك عدد من البلاغات المقدمة ضده للنيابة العامة.
وفي القائمة نفسها، وزير الصناعة والتجارة في حكومة أحمد نظيف، الوزير الهارب رشيد محمد رشيد، الذي توقع الجميع أن ينقذ مبارك نفسه من غضب الثوار بتعيينه رئيساً للوزراء في الأيام الأولى للثورة، بعد أن ذاع صيته في حكومة رجال الأعمال الأخيرة، وتوطدت علاقته بكل رمز النظام، إذ كان المؤشر الأكبر على أن رشيد هو رئيس الوزراء (القادم)، قبل اندلاع الثورة، عندما تم تكليفه بحقيبة وزارة الاستثمار بعد رحيل محمود محيي الدين للعمل بالبنك الدولي، وإشادة جميع زملائه من وزراء العهد السابق بعقليته، و"تلميعه إعلامياً" حتى يظهر بأنه الأفضل لتولى المنصب.
لذلك لم يتوقع أحد سرعة هروب رشيد، بعد أن طلب للتحقيق في قضايا فساد بقرار من النائب العام، وقبيل ساعات من صدور قرار منعه من السفر، وبعد ساعات أيضا، كان يحدث الشعب المصري عبر شاشات التلفزيون من الإمارات، مبديا تعجبه من القرار، بقوله "كنت أتوقع المكافأة لا العقاب".
وظل رشيد يتنقل داخل الإمارات من مكان لآخر، حتى لا يقع فريسة في يد الإنتربول الدولي، ومن ثم يسلم إلى مصر بعدما خاطبت السلطات المصرية نظيرتها الإماراتية من أجل تسليمه، لتعاد محاكمته في قضايا الكسب غير المشروع والإضرار العمدي بالمال العام، بعد الحكم عليه غيابيا بالسجن 20 عاماً. لكنه فى الوقت نفسه عرض التصالح أكثر من مرة خلال لقاءات مع قوى سياسية وشعبية في الإمارات، إلا أن الحركات الشبابية والثورية، رفضت ذلك تماما، وطالبت بعودته سريعاً إلى مصر لينال عقابه.
أما وزير المالية يوسف بطرس غالي، فقد غادر القاهرة متوجها إلى بيروت، بصحبة زوجته التي تحمل الجنسية اللبنانية، عقب ثورة يناير مباشرة، مبرراً سفره للعلاج، ومنها إلى لندن. في حين أعلن مجموعة من المحامين حينها، عزمهم التقدم للنائب العام ببلاغات ضد فساده أثناء توليه منصبه كوزير للاقتصاد ثم وزيرا للمالية بتهمة تدمير الاقتصاد المصري.
وفي مفاجأة من العيار الثقيل كشف مصدر بريطاني لصحيفة مصرية أن السلطات البريطانية طلبت من يوسف بطرس غالي في الأيام القليلة الماضية الاستعداد للمغادرة إلى أمريكا فى حالة تصويت مجلس العموم على إبعاده. وتعد السلطات البريطانية المختصة ومنها وزارة الخارجية حاليا ملف إجراءات طرد غالي إلى أمريكا لأنه مواطن أمريكي الجنسية في حال موافقة ثلث أعضاء البرلمان وهو الأمر الذي ربما يستغرق وقتا حتى مايو المقبل، طبقا لبروتوكول التصويت في مجلس العموم البريطاني.
ونشر محمد عبد الغني طبيب مصري، مقيم بحي نيتسبريدچ الراقي بوسط لندن، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فيديو يظهر فيه وزير المالية الهارب في أحد شوارع لندن، إذ قال صاحب الفيديو في تعليق مصاحب، إنه أثناء قيادته السيارة وجد غالي، وبصحبته سيدتان، فقام بالنداء عليه ومواجهته بأنه حرامي وهارب من العدالة ومطلوب القبض عليه من الإنتربول الدولي، فما كان رد بطرس غالي إلا بقوله: "إنت اللي حرامي". وأشار عبد الغني إلى أن بطرس غالي حاول التهرب منه مرات عديدة، ولكنه حرر محضرًا بخصوص مكان وزمان مشاهدة بطرس غالي، مطالبًا الإنتربول الدولي بتسليمه إلى السلطات المصرية لتنفيذ أحكام قضائية صادرة ضده.
وأكدت مصادر أمنية أن مصر لم تقدم الأوراق الكاملة لقضية وزير المالية الأسبق، وهى الأوراق التى تتوافق مع القانون الإنجليزى والذى يسمح بعد استيفاء هذه الأوراق لتفعيل اتفاقية تسليم المجرمين، وأن القاهرة اكتفت بتقديم الحكم الصادر ضده فقط وهى أوراق غير كافية.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن سلطات المطار فى لندن قد حققت مع غالى لمدة 9 دقائق وسمحت له بالسفر. ويذكر أن غالى غادر لندن منفردا، الخميس، 14 يوليو الجاري، متوجها إلى نيويورك، بجواز سفر أمريكى، وترك زوجته وولديه فى لندن.
الوطن
|