رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بكلامك تتبرر أو تدان قد يفشل الإنسان في علاقاته مع الآخرين، ليس بسبب سوء القصد، إنما بسبب سوء التعبير. فالنية الطيبة وحدها لا تكفى، إن لم يعبر عنها صاحبها بألفاظ طيبة، يكون لها وقع جميل في النفس. لذلك فإن الإنسان الذي يحسن انتقاء الألفاظ في حديثه، كثيرًا ما يكون ناجحًا في علاقاته مع الناس. وكما قال الكتاب: (بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان). يمكن أن يعنى هذا أيضًا (بكلامك يحبك الناس ويكرهونك). ما أكثر النصائح النافعة المخلصة، التي رفضها سامعوها على الرغم من حكمتها وفائدتها، وذلك لأنها قدمت إليهم بتعبيرات قاسية، كانت منفرة لهم، ولم يجدوا فيها الحب الذي يجعلهم يسمعون النصيحة. ليس المهم أن تكون المعاني التي تقصدها سليمة وصحيحة، إنما يجب بالأكثر أن تصاغ في أسلوب وفي تعبير محبب إلى النفس، مقبول ممن توجه إليه تلك المعاني. وقد يسأل البعض: أيجوز لنا أن ننتقد بعض تصرفات الغير ونحللها؟ ونعلق عليها، إن كنا في موقف المسئولية، وكان ذلك للخير؟ أم نحجم عن هذا، خوفا من أن نغضب ممن ننتقدهم؟ في الواقع إن هذا أيضًا يتوقف على التعبير. هناك شخص يقول كل ما عنده، ولا يغضب منه أحد، بل قد يشكره، كما فعلت أبيجايل مع داود، التي أمكنها أن توبخه وتنذره وتنصحه، في جو من المديح الخالص، والحب والاحترام والتقدير، حتى قال لها: "مباركة أنت، ومبارك هو عقلك" وشكرها (1صم 25). وشخص آخر لا يقول سوى كلمات قليلة، ولكنه بهذه الكلمات يُقيم الدنيا ويقعدها، ويُسَبِّب إشكالات وأزمات، كل ذلك بسبب كلمات لم يحسن اختيارها، بسوء التعبير. لهذا كله، أنصحك أن تتخير ألفاظك وأن تدقق في التعبير الذي تستخدمه، فإن (لغتك تظهرك). ليس فقط من أجل أن تكون علاقتك طيبة مع الآخرين، بل أيضًا من أجل نقاوة قلبك كابن لله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|