حكاية 21 عاما في خدمة كنيسه الانبا بولا
وسط الزحام والأصوات المتصاعدة، وقطرات المياة المتناثرة من عربات الإطفاء، جلس أحدهم بعيدًا، تمكنت الحسرة من ملامحه، وطال العرق عمامته التي تغطي شعره الأبيض، مستندًا على أحد الأعمدة الخشبية المتهالكة التي سقطت إثر اندلاع النار في كنيسة الأنبا بولا، في الساعات الأولى من صباح اليوم."أبو أيمن" الرجل الخمسيني خادم دير حدائق القبة، الذي قام بدوره وأعطى رجال الحماية المدنية ما يحتاجونه من المعلومات حول شكل وتصميم الكنيسة من الداخل، ثم جلس يتحسر على ذكرياته التي أكلتها النيران مع جدران الدير، واضعًا يده على عمامته في حالة من عدم التصدث لما حدث."أنا قضيت عمر هنا، صعبان عليا المنظر اللي المكان بقى فيه ده"، يتذكر خادم الكنيسة ذكرياته في المكان والتي يمتد عمرها لـ21 عاما، حينما استلم مهمة الخدمة من والده الذي أوصاه دومًا على خدمة الكنائس، وبحكم أنه من سكان حدائق القبة، فكان دير الأنبا بولا هو مكان خدمته: "أنا روحي في المكان ده واتحرقت معاه".يعتاد "أبو أيمن" على التواجد يوميًا داخل الكنيسة، لخدمتها بأي شكل كان، "أنا باجي كل يوم الصبح عشان أقعد هنا والناس كلها عارفاني"، وحافظ كل شبر في المكان، عشان كده احتاجوني قبل ما يدخلوا أوصفلهم الدير"، بحسب حديثه لـ"الوطن".يشرح خادم الكنيسة تصميمها من الداخل، حيث تتكون من 3 طوابق، أولها بالدور الأرضي وهو مكتبة، والدور الثاني حضانة، أما الثالث فهو دار مناسبات، كما أن هناك جهة أخرى من الكنيسة وهي الجراج الملاصق لها والذي فتتحه لتسهيل عمليات الإطفاء وفقا لـ"أبو أيمن"، ويُرجع اشتعال الدور الثالث وتساقط أجزاء منه خلف الكنيسة إلى المواد الموجودة به: "الدور الثالث مليان خشب وسجاجيد عشان كده النار مسابتهوش بسهولة".ويأمل الرجل الصعيدي في أن تعود الكنيسة كما كانت، ليستكمل الوعد الذي أبرمه مع أبيه، ويعود لخدمة الدير مرة أخرى، وتعود معه روح المكان من جديد.
هذا الخبر منقول من : الوطن