الكنيسة تحتفل بعيد القديس الأنبا موسى الأسود

[Mary Naeem]

الكنيسة تحتفل بعيد القديس الأنبا موسى الأسود







مع بداية شهر يونيو من كل عام، يحتفل الأقباط بذكرى استشهاد قديس لقبوه بـ"القوى" وهو الأنبا موسى الأسود، لقب القوى لم يحصل عليه كونه قوى في بنيانه الجسدي فقط ولكن أيضا في حياته الروحية، فمنذ نشأته وحسب ما تذكر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كان يعيش حياة سيئة وكان يرتكب العديد من الأخطاء والذنوب إلى أن عرف الطريق إلى الله فكانت توبته أيضا قوية، ومنها لقب بـ"القوى"، الأنبا موسى الأسود، شفيع دير البراموس العامر بمنطقة وادى النطرون بمحافظة البحيرة.

وأمس، الثلاثاء، بدأ دير البراموس بوادي النطرون احتفالات عيد استشهاد القديس القوي الأنبا موسى الأسود، شفيع الدير الذي يحتفظ بجسده داخل كنيسته الأثرية، وأقيمت صلوات عشية العيد التى شارك فيها إلى جانب أسقف ورئيس الدير نيافة الأنبا ايسيذوروس ومجمع رهبانه، 9 من أحبار الكنيسة أعضاء المجمع المقدس.

وحضر الاحتفال أصحاب النيافة، الأنبا موسى، أسقف الشباب، والأنبا تكلا، أسقف دشنا، والأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، والأنبا أبوللو، أسقف سيناء الجنوبية، والأنبا مرقوريوس، أسقف جرجا، والأنبا مكاري، الأسقف العام لقطاع كنائس شبرا الجنوبية.

كما حضر الاحتفال الأنبا هرمينا، الأسقف العام لقطاع كنائس شرق الإسكندرية، والأنبا متاؤس، أسقف ورئيس دير السيدة العذراء أخميم، والأنبا إيلاريون، أسقف البحر الأحمر، والأنبا بولس، أسقف أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، وأيضًا لفيف من الآباء الرهبان من الأديرة الأخرى والآباء الكهنة.

ويعرف في الكنيسة أن القديس موسى كان صاحب بشرة سمراء، ويبدو أنه كان من قبيلة من قبائل البربر، وكانت حياته شريرة حتى قيل أنه لا توجد رذيلة لم يكملها، أما عن ميلاده فهو ما بين سنة 330 و340 ميلادية، ويبدو أنه كان عبدًا لشيخ قبيلة تعبد الشمس، لكن من فرط شروره طرده سيده، فاشتغل بأعمال النهب والسطو والقتل. وكان يتمتع ببنية قوية، وقيل أنه بسبب هذه المؤهلات صار رئيسًا لعصابة قطاع طرق.

ومع كل ما كان يفعله من شرور، كان يريد أن يعرف الله، فذهب إلى برية شيهيت وهى الآن منطقة وادى النطرون ليلتقي مع الأباء الرهبان وكانت شهرتهم كبيرة في تلك الفترة، وذهب إلى هناك وتقابل مع القديس ايسيذورُس "قس القلالي"، الذى علمه وأرشده ودخل طريق الرهبنة من خلاله، بعد أن اعترف له بكل ما صنع من شرور.

ومن بعدها تحولت حياته تماما إلى حياة البر والتوبة والنقاوة حتى أنه صار أبا للعديد من الرهبان في البرية وقدوة في التوبة والزهد لأجيال كثيرة، إلى أن حدثت غارة من البربر وتم استشهاده في في اليوم الرابع والعشرين من شهر بؤونة سنة 408 ميلادية وكان في سن الخامسة والسبعين وقتها.

ويوجد جسد القديس حتى الآن في دير البراموس العامر بوادي النطرون، ويقع هذا الدير غرب ملاحات وادى النطرون في بقعة اشتهرت في الأزمنة القديمة باسم نتريا، وبالدير خمس كنائس أثرية، وهو مليء بالأيقونات الأثرية ذات الطابع الفنى الفريد.

ويمثل القسم القديم الحصن أربع كنائس بالإضافة إلى بعض المخازن، أما القسم الثاني الحديث نسبيًا فهو يضم كنيسة يوحنا المعمدان وقصر الضيافة الجديد ومكتبة ومخبز، بالإضافة إلى مدفن الرهبان (الطافوس) ويحتفظ هذا الدير برفات اثنين من مشاهير الرهبان هما "الأنبا موسى الأسود، والأنبا ايسيذورُس".

ودير البراموس اشتهر بأن منه خرج 6 آباء بطاركة جلسوا على كرسى القديس مارمرقس الرسول، وكان آخرهم المتنيح الأنبا كيرلس السادس البطريرك الـ116 من باباوات الكنيسة.

هذا الخبر منقول من : صدى البلد