رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل
لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيللأن إشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا (روميا 10: 16) ركيزة هذه الآية هو الإيمان بالإنجيل، لأن الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله، وكل من يسمع كلمة الله فهو موضوع ما بين اختيارين الإصغاء والسمع ليتجاوب مع الخبر ويقبل فيُطيع أو لعدم الاهتمام وعدم التصديق وبالتالي يرفض، فيا إما يُصدق (يؤمن بـ) الخَبَرّ ويُطيع الإنجيل، أو لا يؤمن فلا يُطيع. فالإيمان من الناحية العملية هو الطاعة،وبالتالي الذي يؤمن بخبر الإنجيل فهو يُطيع الإنجيل، وبداية نداء الإنجيل هو [توبوا] والرب ربط ما بين التوبة والإيمان [توبوا وآمنوا بالإنجيل]، لذلك فأنه من المستحيل يؤمن أحد بالإنجيل ويُصدق كلام المسيح الرب على مستوى الطاعة والعمل أن لم يتب أولاً، لأن حينما تكون الخطية ساكنة ومالكة على القلب والإنسان لا يُريد أن ينبذها ويرفضها فهي تصير حائط صد عظيم يمنع إيمانه بالإنجيل، أي أنها تجعله لا يُطيع الإنجيل، لأن الخطية خاطئة جداً وحينما تُساكن أحد تُظهر فيه الموت وتُحاصره بالظلمة من كل جانب، ومع استمرار وجودها فهي تُقسي القلب وتجعل الإنسان عنيداً لا يقبل الوصية من جهة طاعتها والحياة بها، وبالتالي لا تكون لهُ شركة حقيقية مع الله والقديسين في النور لأنه مكتوب: وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. (1يوحنا 1: 5، 6) لذلك أيها الأحباء علينا أن نعرف أنفسنا، هل نحن في الإيمان،أم أننا ما زلنا لا نؤمن، فالإيمان ليس فكرة ولا مجرد تصديق عادي، لأن الشياطين تؤمن بالله وتقشعر من جهة معرفتها بعظمته وجبروته وبهاء نوره الفائق الذي لا يُحتمل، لكنها لا تستطيع أن تحيا بالطاعة، لأنها لا تستطيع أن تُطيع الله وتحيا بوصاياه، لأن الإيمان مرتبط بالمحبة، لأننا لو عدنا لإبراهيم أب الإيمان، سنجده حينما سمع دعوة الله أستجاب وأطاع، وبين محبته حينما أطاعه في تقدمة ابنه الوحيد كذبيحة حسب أمر الرب، ولذلك قال الرب نفسه في الإنجيل: إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ (يُطيع) كلاَمِي وَيُحِبُّهُ أَبِي وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً [إقامة دائمة] (يوحنا 14: 23) فأن كنت حقاً سمعت نداء الإنجيل بشارة الخلاص وآمنت،فهذا معناه أنك أطعت الإنجيل، ونداء الإنجيل الأول نداء التوبة: قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل، فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب؛ فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل (مرقس 1: 15؛ أعمال 3: 19؛ 17: 30) وعلينا أن ننتبه لكلام الرسول بولس في أعمال الرسل حينما قال:بل اخبرت أولاً الذين في دمشق وفي أورشليم حتى جميع كورة اليهودية ثم الأمم أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله عاملين أعمالاً تليق بالتوبة (أعمال 26: 20)، فهنا يُظهر الرسول صدق التوبة، لأن التوبة الحقيقية لها أعمال تليق بها، لأن أن لم تظهر ثمار لائقة للتوبة فهي غاشة لا تتوافق مع دعوة الإنجيل لذلك مكتوب: فاصنعوا اثماراً تليق بالتوبة (متى 3: 8) ولكي نفهم معنى ثمار التوبة علينا أن نقرأ ما كتبه الرسول في رسالة أفسس:فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً. وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ. لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِلٍ، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هَذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ. مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ الرَّبِّ. وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا. لأَنَّ الأُمُورَ الْحَادِثَةَ مِنْهُمْ سِرّاً ذِكْرُهَا أَيْضاً قَبِيحٌ. وَلَكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ. لِذَلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ». فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ. خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ. (أفسس 5: 1 – 21) فانتبهوا أيها الأحباءلأن عدم التوبة يقود النفس للهلاك المؤكد لأن من فهم الرب صار هذا الكلام: كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ (لوقا 13: 3)، لذلك أتعجب كل العجب كيف يُسمح لمن لم يتب أن يخدم في الكنيسة، بأي سلطان أو بأي قوة يخدم، وأي رسالة يُقدِّم، وبداية رسالة الإنجيل: [توبوا]، فلا يحق لأحد أن يخدم في كنيسة الله الحي قبل أن يتوب أولاً ويحيا بالإيمان، أي بالطاعة، فبدون توبة لن يكون هناك طاعة، وبدون طاعة لا يوجد إيمان بالمسيح. فأن كنت تجاسرت وخدمت في كنيسة الله الحيوواجهت نفسك بشجاعة وإخلاص لأنك استمعت لصوت الحق الذي يُناديك في قلبك الذي يوبخك ويجعلك تشعر أنك ارتكبت خطأ جسيم بخدمتك وأنت لم تتب بعد، فاسمع صوت الروح ولا تُقسي قلبك وتب الآن سريعاً لتنال نعمة من عند أبي الأنوار وتعود تخدم خدمة صالحة حسب قصده معلناً صوت الحق حاملاً رسالة الإنجيل لتُنادي بها حسب تعليم الحق قائلاً: توبوا وآمنوا بالإنجيل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أطاعوا الكلمة |
لكنهم بقبولهم الكارزين بي أطاعوا أول نداء لصوتي |
كل الناس أطاعوا، ما عدا يونان النبي! |
الرسل أطاعوا أمر سيدهم |
أجعل من نفسك وردة تتفتح من اجل الجميع ليرى الجميع فيك صورة الله |