أذرع أردوغان الإرهابية في أوروبا
◄المجلة الأمريكية: "ميلي جوروس" اذرع اردوغان في اوروبا. منظمة تنتمي للإخوان بلمسة عثمانية جديدة ما يزيدها خطورة
◄الحكومات الأوروبية ترفض بشكل كامل السياسة الخارجية والداخلية لـ"أردوغان"
◄تعامل أنقرة مع الإخوان وداعش والجماعات الإرهابية وأزمة الهجرة وصراع التنقيب بشرق المتوسط وعملية إعادة الانتخابات المحلية في اسطنبول
تناولت عدة وسائل إعلام كبرى سقوط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الفترة الأخيرة في عدة جبهات، ووفقا لمجلة فورين بوليسي فإن أردوغان طالما سعى للحصول على النفوذ في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي ونشر الأفكار المتطرفة.
وكشفت المجلة عن اذرع أردوغان الإرهابية في عدة دول أوروبية في السنوات الأخيرة والتي تسببت بصداع لمعظم الحكومات الأوروبية، مضيفة إلى أنها ولت منذ زمن طويل الأيام التي نظر فيها معظم المسئولين الأوروبيين إلى أردوغان وحزبه العدالة والتنمية كديمقراطيين حقيقيين.
وأوضحت المجلة أن الحكومات الأوروبية ترفض بشكل كامل السياسة الخارجية والداخلية التركية فيما يتعلق بقضايا خطيرة منها تعامل أنقرة مع الاخوان وداعش والجماعات الإرهابية، وأزمة الهجرة، وصراع التنقيب في شرق المتوسط، والمعاملة التعسفية للصحفيين والمعارضين السياسيين والأقليات وأخيرا عملية اعادة الانتخابات المحلية في بلدية اسطنبول.
وبحسب المجلة فإن الموقف الجديد لتركيا يتجاوز الخطاب العدواني على مدار العقد الماضي فقد استثمرت أنقرة اموال طائلة في نمو كل من المنظمات الحكومية وغير الحكومية لتعزيز أجندتها السياسية في جميع أنحاء أوروبا، وبينما تسعى معظم هذه الأنشطة إلى بناء النفوذ من خلال الضغط، والأنشطة، والتعليم، فإن لدى البعض الآخر أهداف أكثر خطورة.
وكشفت الأجهزة الأمنية في مختلف الدول الأوروبية باستمرار عن زيادة هائلة في أنشطة وكالات الاستخبارات التركية على أراضيها، وذلك منذ الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، والذي ألقى أردوغان باللوم فيه على حليفه الذي تحول إلى عدو، فتح الله جولن، وتم توسيع نطاق تلك العمليات لتشمل مراقبة عدوانية وفي بعض الأحيان استهداف مباشر لخطف أنصار جولن وكذلك الأكراد والعلمانيين الذين يعيشون في أوروبا.
وتم الإعلان عن وثائق الحكومة التركية الداخلية التي تكشف عن بعض هذه الادوات التي يتبعها أردوغان من قبل بيتر بيلز، وهو سياسي نمساوي بارز له حياة مهنية طويلة في حزب الخضر حصل على وثائق مسربة من مصادر لم يكشف عنها، وقال بيلز "لقد فوجئنا بأنفسنا عندما رأينا أن تركيا أردوغان قد بنيت شبكة تجسس مشددة من اليابان إلى هولندا، من كينيا إلى المملكة المتحدة".
وأضاف "في كل ولاية، يتم استخدام شبكة تجسس ضخمة تتكون من جمعيات ونوادي ومساجد عبر السفارة والملحق الديني وضباط المخابرات من أجل التجسس على منتقدي أردوغان على مدار الساعة" مضيفا "قد اكتشفت الحكومات الاوروبية مؤامرات لاختطاف معارضي النظام على أراضيهم".
وأوضحت المجلة أن أنشطة الحكومة التركية على الأراضي الأوروبية - سواء كانت تهدف إلى التجسس أو، كما هو الحال في معظمها، التأثير - تقودها سفاراتها، التي تعمل تحت الحصانة الدبلوماسية والتي تشرف على شبكة واسعة من الكيانات غير الحكومية، والتي تتراوح من المنظمات الدينية إلى الشركات الخاصة، ومن أهم العناصر في هذه الآلة ميلي جوروس والتي تأسست في أواخر الستينيات من قبل نجم الدين أربكان، المرشد السياسي لأردوغان، وهي منظمة تنتمي للاخوان وتتبنى العديد من مواقف جماعة الإخوان وأهدافها وتكتيكاتها لكنها تضيف لمسة عثمانية جديدة وهو ما يزيدها خطورة.
وأشارت المجلة إلى أن الحركة تعمل منذ فترة طويلة في أوروبا، حيث تضم ما يقدر بنحو 300 ألف من الأعضاء والمتعاطفين وتتحكم في مئات المساجد، معظمها في ألمانيا، وتعرب السلطات في جميع أنحاء أوروبا باستمرار عن مخاوفها بشأن ميلي جوروس، ودعم نظام أردوغان لميلي جوروس ليس مفاجئًا، لكنه يعكس سياسة تنتهجها أنقرة لفترة طويلة، لانه تاريخيًا، كانت الدولة التركية داعمًا رئيسيًا للمنظمات الاخوانية التي تعمل في مختلف الدول الغربية حيث يوجد الشتات التركي.
هذا الخبر منقول من : الدستور
