نتحدث أحياناً عن اثنين يتخاصمان كما تتخاصم قطتان بریتان، ولكن هذا ليس شيئا بالنسبة لنمسين غاضبين يتعاركان، فهما يتشابکان عضا بشدقيهما وبكفيهما الأماميين ويتدحرجان قفزا ووثبا ككرة من الفرو ويصرخان باستمرار فيبدو للناظر أن احدهما يمزق الآخر نتفا. ولكن المعركة بينها تنتهي اخيراً من غير أن يصاب أحدهما بأي خمش .
يمكن للنموس أن تنطلق بسرعة البرق، وهذا هو أحد أسباب قدرتها على الفتك بالافاعي دون أن تصاب بأي اذی، إذ أنها تغرس أسنانها الحادة كرؤوس الإبر في قفا عنق الأفعى السامة، ثم إن أذنابها إضافة إلى سرعتها، تساعدها في المعركة، ولا سيما مع الافاعي، ذنبها عادة مستدق باتجاه أطرافه، وعندما يثور النمس ينتصب الذنب ويتحول إلى فرشاة قاسية. وفي المعركة يواصل النمس حك هذه الفرشات بوجه خصمه حتى أن ناب الافعي نفسه يعجز عن التأثير على هذه الحزمة من الشعر .