فلسفة المنتحرين بالمترو حياة سريعة = موت سريع
تطور ملحوظ رصده الدكتور هاشم بحرى، رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر، فى طرق الانتحار، فقديماً كان الرجال يميلون فى الغالب إلى الانتحار عن طريق الشنق أو ضرب أنفسهم بالرصاص، أو قيادة سيارة بدون فرامل، أو قتل أنفسهم بسكين، أما النساء فيمِلن إلى الانتحار عن طريق تناول الحبوب المهدئة أو قطع شرايين اليد، لكن الجديد بحسب «هاشم» أن يلجأ الشخص اليائس من حياته إلى المترو ليلقى بنفسه أسفل عجلاته، وهى ظاهرة فسرها بقوله: «التطور الذى نشهده فى كل نواحى الحياة ينعكس حتى على طرق الانتحار، وعجلات مترو الأنفاق هى الوسيلة الجديدة المناسبة لعصر السرعة الذى نعيشه»، مضيفاً: «المنتحر يضع نصب عينيه أسرع وسيلة للتخلص من حياته بدون أى ألم ودون أى فرصة للتراجع».
كانت منظمة الصحة العالمية قد رصدت انخفاض نسب الانتحار فى العالم، ووصول عدد المنتحرين إلى 800 ألف منتحر سنوياً فقط، إلا أن مدينة القاهرة شهدت وقوع ثلاث حالات انتحار منذ بداية عام 2019 أمام مترو الأنفاق بالإضافة إلى محاولة لم تنجح، وفى أواخر العام الماضى أيضاً وقعت أكثر من 5 محاولات للانتحار باستخدام الوسيلة نفسها على الرغم من محاولات المسئولين فى المترو اتخاذ جميع الإجراءات والاحتياطات لحماية الركاب.
الدكتور فتحى قناوى، أستاذ الجريمة فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، اعتبر أن الانتحار تحت عجلات المترو وسيلة لها أسبابها المفهومة، فالمنتحر أحياناً يفكر فى حماية أسرته من الشائعات حول طريقة موته: «يرى المنتحر أن موته تحت عجلات المترو يسهل على عائلته الادعاء أنه مات فى حادث غير مقصود، وبالتالى لا تقع أسرته فى أى مشكلة». كذلك قد يتعلق الأمر ببعد دينى كما أشار «قناوى»، فأحياناً تشوش الأفكار فى ذهن المنتحر يدفعه لرؤية موته أمام عجلات المترو لا يشوبه أى «حرمانية»: «يهيأ للمنتحر أن اللوم يقع على قائد المترو الذى لم يتوقف وليس رغبته فى التخلص من حياته!».
هذا الخبر منقول من : الوطن