رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وعد | موعد الموعد هو قلب نبوآت العهد القديم. وهو تأكيد بأن الله سيرسل المسيح إلى المؤمنين به. وقبل إعلان الناموس بقرون عديدة وعد الله الآباء أمثال إبراهيم، بأنه سيقيم نسل الأبرار إلى الأبد (تك 15). وكان الموعد أكثر من تأكيد بإنشاء سلالة ملكية، أو ميراث دائم، كان أكثر من وعد بإقامة مملكة تمتد حدودها من نهر مصر إلى النهر العظيم أي الفرات (تك 15: 18). كان انتظارًا روحيًا تحقق عندما "افتقد المشرق من العلاء" شعبه (لو 1: 78 و اع 26: 6). وفي العهد الجديد يفسر بولس فكرة "الموعد" ويوضح مدلولها، وبالإيمان بالموعد، لا بالإيمان بالناموس، نال الناس الخلاص في أزمنة العهد القديم. وكان الموعد لجميع الناس في كل مكان (رو 4: 16). ولم يكن وقفًا على الذين عرفوا الناموس الموسوي وكفى. وفكرة الموعد تظهر بجلاء بل تبلغ ذروتها في رو 4: 20 الخ حيث نرى بولس يعلق أهمية كبيرة على إيمان إبراهيم، الذي "حسب برًا له"، وقدرة الله على إنجاز ما وعد به. ثم يقول بولس إن هذا الموعد هو أيضًا لنا، نحن الذين نؤمن بقيامة يسوع الذي يبررنا في عمل الموعد الذي أكمله. و "الموعد" و "الإنجيل" هما في اعتقاد بولس، بمعنى واحد. وفي غل 3: 14 و 21 الخ يوضح بأن مضمون الموعد إنما هو هبة ننالها بواسطة النعمة دون أن يكون للأعمال شأن بذلك (قابل رو 4: 13 و 16). وبالإيمان بالمسيح زالت جميع الفوارق بين اليهود والأمم. وبالإيمان بالمسيح أصبح الجميع نسل إبراهيم وورثاء الوعد (غل 3: 29). وإتمام الموعد بالمسيح أنالنا الحياة (غلا 3: 11 و رو 4: 17 و تي 1: 2 قابل 1 يو 2: 25)، وأعطانا "النبوة" (غل 4: 22 الخ). ووهب لنا التبرير (غل 3: 21)، ومنحنا الروح (غل 3: 14 و اف 1: 13). والروح هو الرب الحاضر في قلوبنا، وهو تصديق الله وختمه على جميع المواعيد (2 كو 1: 22). وقد صرح بطرس في عظته يوم الخمسين أن الوعد الإلهي يشمل جميع التائبين : "لأن الموعد هو لكم ولأولادكم, ولكل الذين على بعد, كل من يدعوه الرب إلهنا (1ع : 39). ورسالة بطرس الثانية تتكلم عن الموعد الذي تحقق والموعد الذي سيتحقق للمؤمنين عند مجيء المسيح الثاني. إن تأخر هذا المجيء يسبب للكنيسة المجاهدة بعض الصعوبات (2 بط 3 : 4). ولكنه يحمل معه تأكيدًا بأن الموعد أمر موثوق به وسيتم في حينه (3 : 13). ولكنه لم يتم حتى الآن بسبب تأني الله على البشر وإعطائهم متسعًا من الوقت للتوبة (3 : 9). والإبطاء في إتمام الوعد يجب ألا يوقعنا في الشك والارتياب والحمد بسبب لطف الله وطول أناته وتأنيه علينا (3 : 15). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|