رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
”ما تكَلَّمَ إنسانٌ مِنْ قَبلُ مِثلَ هذا الرَّجُلِ” “ورجَعَ الحرَسُ إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ والفَرِّيسيّـينَ، فقالَ لهُم هَؤُلاءِ لماذا ما جِئتُمْ بِه, فأجابَ الحرَسُ ما تكَلَّمَ إنسانٌ مِنْ قَبلُ مِثلَ هذا الرَّجُلِ, فقالَ لهُمُ الفَرِّيسيُّونَ أخَدَعكُم أنتُم أيضًا, أرأيتُم واحدًا مِنَ الرُؤساءِ أوِ الفَرِّيسيّـينَ آمنَ بِه, أمَّا هَؤُلاءِ العامةُ مِنَ النـاسِ الذينَ يَجهَلونَ الشَّريعةَ، فهُم مَلعونونَ. فقالَ نيقوديموسُ، وكانَ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ، وهوَ الذي جاءَ قَبْلاً إلى يَسوعَ, أتحكُمُ شَريعتُنا على أحَدٍ قَبلَ أنْ تَسمَعَهُ وتَعرِفَ ما فَعَلَ, فأجابوهُ أتكونُ أنتَ أيضًا مِنَ الجليلِ فَتِّشْ تَجِدْ أنَّ لا نَبِـيَّ يَظهَرُ مِنَ الجليلِ. ثُمَّ انصَرَفَ كُلُّ واحدٍ مِنهُم إلى بَيتِهِ”. التأمل: “ما تكَلَّمَ إنسانٌ مِنْ قَبلُ مِثلَ هذا الرَّجُلِ” ما تكلّم إنسان مثل يسوع، لأنه يخاطب القلب ويشفي النفس… بكلمةٍ منه شفى بولس الفريسي، الغيور على حفظ الشريعة حرفيا – هذه الشريعة التي كانت تأمره بالغسيل (الوضوء) من جديد إذا لمس نجساً، فاليهود كانوا يعتبرون الشعوب الأخرى وعدد من الحيوانات،أنجاساً – وكشف له الله أن الشعوب ايضا معنية بالخلاص، تماما مثل أهل الكتاب. فَهم بولس الفريسي أن يسوع يدعو كل إنسان بصفته الشخصية من كل جنس وعرق ولسان، ليعطيه حرية الأبناء الذين تبناهم الله. بكلمته الحانية حوّل قلب بولس الفريسي المتحجر إلى ينبوع حبّ، هو الذي كان يفتخر بكونه صاحب الدين الحق، وبأنه يملك الشريعة والأنبياء وتكاد الحقيقة تأخذ من فتواه تبريرا لوجودها. بكلمته الحانية جعل بولس الفريسي يقبل فكرة أن الوثنيين يرثون الموعد أيضا وأن عند الله لا فرق بين أبناء البشر، أكانوا ابناء إسحق، أو أبناء إسماعيل، أو من الوثنيين الذين لا صلة لهم بإبراهيم لا من قريب ولا من بعيد. بكلمته الحانية حوّل بولس الفريسي من مدافع شرسٍ عن دين أجداده ظنّا منه، لا بل مؤمنا انه يتبرر بالاعمال، إلى مبّشرٍ بالحب… أُعطي أن يفهم أن الإيمان بالمسيح يعطي الحياة… أدرك غنى المسيح الذي لا يُستقصى واستوعب أن به شمولية الخلاص. فقام واسرع لنشر الكلمة عند الأمم. وهذا الأمر يعنينا نحن الذين اعتمدنا على إسم يسوع، لأننا كثيرا ما نظن أننا نملك المسيح. نظن أن روح الله “في جيبنا”. الروح الذي يقود الكنيسة ليس سجين الكنيسة. علينا أن ندرك أننا نحن للمسيح، والكنيسة للمسيح والعالم أجمع هو للمسيح. علّنا نتعلم منه كيف ننظر الى العالم برحمةٍ، لأنّ في حبه قوة تغير وجه الارض. لأنه يرحم ضعف الانسان ولو كان خاطئا.. لأنه لم يكن متزمتاً كما الكثيرين بيننا بل أكل وشرب وابتسم وبكى .. لأنه لا يوجد في قاموسه كلمة رفض أو ابعاد أو عزل… لأنه لم يتكلم مع الناس “من فوق” كما يفعل بعض المسؤولين في الكنيسة. لأنه أحب حتى الموت.. لم يستعمل سلطته ليغتصب عقول الناس (ها أنا واقف على الباب أقرع) كما يفعل المشعوذين.. لم يلق الرعب في قلوب الضعفاء بل بشرهم بالخلاص والرجاء الصالح والفرح الوفير.. شريعته الوحيدة ونظامه الوحيد ووصيته العظيمة هي الحب، فقط الحب.. لم يتكلم أحد مثله، لأن كلامه يحيي النفس ويقيمها حتى من الموت.. مع بطرس نقول له من القلب: إلى من نذهب يا ربّ، وكلام الحياة الابدية عندك ؟ أنت الحبّ والحياة، زدنا قربًا منك وإتحادًا بك، أسكن فينا واملك على حياتنا، حوّلها بنعمتك إلى خبز وخمر للجموع الجائعة للحياة والمتعطشة للحبّ.آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(متى 29: 5) ففَعلَ مِثلَ ذلك |
قَتلَ أم خَرجَ؟ |
ما تكَلَّمَ إنسانٌ مِنْ قَبلُ مِثلَ هذا الرَّجُلِ |
ما تكَلَّمَ إنسانٌ مِنْ قَبلُ مِثلَ هذا الرَّجُلِ |
لَيْتَنا مِثلَ الطيور |