لنتأمل يا إخوة الأعجوبة الكبرى التي جرت حالاً بعد عماد المخلَّص، والتي كانت مقُدمة لما كان سيحدُثُ فيما بعد. لأنَّ ما إنفتح إذ ذاك ليش الفردوس بل السماء فقط، "وعندما إعتمد يسوع لإنفتحت السماوات".
لما إنفتحت السماء عندما إعتمد يسوع المسيح؟ لكي يُفهمكم أن الأمر عينَه يحدُثُ بنوع غير منظور عند عمادكم، حيث يدعوكم الله إلى وطنكم السماوي ويًحَرّضكم على الاّ تتمسَّكوا كثيراً بالأرض. وإن تكن هذه الأعجوبة لا تحدث معكم بنوع منظور فلا تدعوا مع ذلك مجالاً للشك فيها.
لقد تعوَّد الله في تأسيس أسراره، أن يُظهر بعض أدلةً وخوارق خارجية، للنفوس الغشيمة التي لا تستطيع أن تفهم شيئاً من الروحانيات ولا تتأثر إلا بما يلامس الحواس، حتى إذا عُرضت علينا هذه الأخبار، بدون أن ترافقها هذا العجائب نقتبلها حالاً بطواعية الإيمان الراسخ. وهكذا عندما حلَّ الروح القدس على الرسل، سُمِعت ضجَّة عاصفة عنيفة. وظهرت ألسنةٌ من نار. ولم تحدث هذه الأعجوبة لأجل الرسل بل لليهود الحاضرين هنالك فإن كنا لا نرى الآن الأدلة عينها ومع ذلك ننال ذات النعم التي كانت تمثلها هذا الأدلة.