رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم المجدلية تتحدث عن نفسها : [ كتب د. راغب عبد النور ... ] من من القراء لم يسمع أو لم يقرأ عن اسم المجدلية، أجل هذا هو لقبى – أما اسمى فهو مريم الذى دعيت فى كل وقت "بمريم المجدلية ". كلمة مجدلية Magdalene هى مؤنث لكلمة مجدلة Magdala . فتعبير مجدلية يعنى "مريم التى من مجدلة". لا شك أنى مجدلية لأنى نشأت فى مدينة مجدل – ولا بأس من الأفتراض أنى مجدلية لأنى صاحبة الخصل المجدولة من الشعر – لكن لى على المجتهدين – افتراض الصلة بينى وبين آخرين من الشخصيات الكتابية وليس لهم من دليل كتابى على ذلك سوى الأستنباط من الحوادث المرتبة فى الكتاب. فذهب بعضهم إلى أنى أنا شخصيا هى المرأة الخاطئة فى المدينة التى جاء ذكرها فى انجيل البشير لوقا الطبيب فى الجزء الأخير من الأصحاح السابع وكانت حجتهم فى ذلك هو الأستهلال الوارد فى الأصحاح الثامن من انجيل لوقا القائل – وبعض النساء كن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض ؛ مريم المجدلية التى خرج منها سبعة شياطين ويونا امرأة خوزى وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن. انى اعترف بفضل مخلصى على أنى كنت صريعة شياطين سبعة – والشفاء الذى نلته على يديد ربطنى به كخادمة – سعيدة فى خدمة صاحب الفضل الذى لا ينسى مثلى مثل بقية النساء اللائى شفين على يديه المباركتين ولكن الربط بينى وبين المرأة التى نالت شفاء من خطية الدنس فى بيت سمعان الفريسى لا أعلم له سببا .... قبل أن يبرئنى من الشياطين السبعة – كنت فى قاع الهوان – ويستوى أن ينسب إلى هذا أو ذاك – لكن بعد أن شفانى وحررنى من رباطات الظلمة "سبانى نوره البهى فصرت له كالظل – أخدمه متشرفة بخدمته " هذا الذى تتمنى الناس أن تلمس طرف ثيابه .... إننى بموقعى من سيدى وخدمته فخورة وقنوعة، لست أطمع فى أكثر مما أسبغ على من نعمة وعطاء سخيا فى عطائه فأنا وإن كنت لم أرتفع بنفسى إلى مقام أكبر من الامه التى تخدم سيدها " لكننى ظللت كل الأيام، مدهوشة منجذبة .... فمن هو معلمى الصالح .. وما هو ؟ .... " هل هو انسان ؟ ... "لا شك فى ذلك لأنه كانت به طبائع البشر فى أسمى تطبيقها – وهل هو أعظم من إنسان ؟ لا شك أيضا – فقد اجتمع له من السلطان – ما هو أعظم من سلطان كافة البشر مجتمعين ... إذا هل هو الإله ؟ .. ولماذا لا ؟ ... لأنه لا يؤتى هذه القوة والسلطة، مع الوداعة المطلقة ... واللطف المتناهى ... إلا من كان الإله " هذه اسئلة ظلت معلقة، تفرض نفسها، ولكل سؤال جوابه، لكن كيف الجمع بين هذه الأجابات، وبين شخصية السيد الرب الفذة. ولا يضع حدا لهذا التساؤل المتصل إلا الجواب أنه – الله الذى ظهر فى الجسد – وعند هذا الجواب يرتجف الفرد منا ... فهل هذا يعنى أن نزداد منه قربا وحبا، أو نزداد بعدا وتخوفا، والواقع أننا ازددنا منه التصاقا : "أيها المفكرون هل عشتم اللغز الذى عشناه ؟ " : من جهة السيد المسيح : هو شخصيا كان أرفع وأمنع من الأحاطة البشرية! يسوع المسيح ؛ ما أجمله .. ما أروعه ... ما أعجبه، إنه اللغز الذى لم تتكشف حقائقه بالنسبة لعارفيه، كل أيام حياته بيننا، كبشرى كامل مثلنا. + + + لست هنا أروى قصة سمعتها، لكننى من الصليب كنت واحدة من النساء الواقفات من بعيد، ينظرن ما يحدث، بقلب يعتصر ألما ... هل هذه مكافأة من كان يجول يصنع خيرا ؟ كيف استطاع القوم أن ينالوا منه، حتى يرفعوه على صليب العار وهم أنفسهم الذين كانوا يعملون ألف حساب، إذا ما أرادوا اللقاء به أو الحديث معه ؟ الموت لفظ لعازر حيا وإلى خارج القبر لأن الرب ناداه !! الطبيعة ألجمت بلجام فهدأ الموج المتلاطم، والريح العاصف لأن الرب أمر، وأمثلة أكثر من أن تعد ..... فما باله الآن لا ينطق بكلمة من كلمات سلطانه ؟ أظنك أيها القارىء لا تستغرب على أنى عشت ساعات الصليب نهبا لمثل هذه الأسئلة، ومما كان يزيدنى أسى أنى لا أجد جوابا، على سؤال واحد منها ! لم أستطع فراق المكان، وظللت معاينة لكل حوادث الصليب المفجعة، إلى أن انزلوه ... وقام يوسف الرامى ونيقوديموس بلف الجسد المقدس بأطياب وحنوط، ووضعاه فى قبر جديد ... ثم يدحرجان الحجر، وانصرفت وأنصرفان. كنت آخر من ترك القبر المقدس – يوم الجمعة العظيمة – قبل غروب الشمس – وكنت أيضا من جاء القبر – بعد منتصف ليلة الأحد – والظلام باق ..... واترك لك ولخيالك أن تتصور الحالة التى كنت فيها وعشتها طوال هذه الساعات : "والحيرة التى لا يمكن وصفها – التى سيطرت على " .... فكل ما حدث لم يكن يدر بخلد إنسان : "هل يموت الحى المحيى ؟ " .. لذلك صدق يوسف الرامى ونيقوديموس وهما يحنطان الجسد المقدس أن يرددا مع ملائكة السماء القول : " قدوس الله .. قدوس القوى .. قدوس الحى الذى لا يموت ..... " هذا رغم أنهما يضعان الجسد المقدس فى القبر !! ساعات سوداء قاتمة – أنتم الآن تستضيئون بظلال شجرتها الوارفة – أما نحن – فقد انغرست أشواكها فى أعماقنا : "هكذا كان نصيبنا، ونحن لسنا منه فى ضجر أو ندم، "بل إننـــا فخورون "، أننا صرنا شهودا للأحداث العظام أو أعظم الأحداث قاطبة. إنها الأحداث التى مست حاجة كل قلب ... انها الأحداث – التى لا تكرار لها – "لكفايتها وكمالها، وانفراد الشخص الذى تحملها، : "فلم يطأ أرضنا إلا يسوع واحد، ولم يتألم عنا غير يسوع واحد، وأيضا لم يخذل سلطان الموت والهاوية إلا يسوع واحد ونحن شهود لذلك ". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
21 - 07 - 2012, 09:59 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القديسة مريم المجدلية
[ومن كتاب: من تفسير وتأملات الآباء الأولين، انجيل يوحنا ج 2، للقمص: تادرس يعقوب ملطي.. ]. كتب يوحنا البشير : " وفى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا، والظلام باق، فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر " يو 20 : 1 لم نجاوز منتصف ليلة الأحد إلا قليلا، وتركنا منزل القديس يوحنا الحبيب، حيث كانت أمنا جميعا، العذراء دائمة البتولية، القديسة مريم .... أورد القديس يوحنا مواقف كثيرة لنساء لهن دورهن القوى، ففى بدء الآيات تظهر القديسة مريم أم يسوع شفيعة عن الحاضرين فى عرس قانا الجليل، وفى الأصحاح الرابع يلتقى السيد المسيح مع المرأة السامرية التى جذبت مدينة سوخار بأكملها لتتمتع بشخص السيد المسيح بعد أن أعلن السيد لها عن نفسه، وفى حادثة إقامة لعازر (ص 11 ) كان حضور الشقيقتين مريم ومرثا بارزا، ويستطرد الأباء القول : " والآن تظهر مريم المجدلية بأمانتها الداخلية العجيبة، جاءت إلى القبر والليل باق، مدفوعة بحبها الشديد لذاك الذى كان فى ذلك الحين غائبا عنها، السبب العميق لحضور مريم المجدلية هنا يبدو أنه حزنها الشخصى المفرط، وإحساسها بالغياب النهائى الذى يعنيه القبر على الدوام، إنها أول من رأى الحجر مرفوعا عن القبر، لقد أراد الرب أن تشهد بأن رافع خطية العالم ( يو 1 : 29 ) قد قام، وأن الحجاب الأخير قد رفع. كانت المجدلية متحمسة جدا لزيارة القبر، فقد تمتعت بمحبة السيد، ألتصقت به فى حياته وخدمته من مالها ( لو 8 : 2 – 3 ) واستمعت إلى عظاته، كانت محبتها قوية كالموت، إذ وقفت بجوار السيد المسيح حتى موته على الصليب، وجاءت إلى القبر دون أية اعتبارات لما تواجهه من مصاعب، فحبها للسيد المسيح نزع عنها كل خوف من الموت أو من القبر، جاءت إلى القبر لتبكيه بمرارة، وتسكب طيبا وحنوطا على جسمه، مريم المجدلية التى ألتصقت بالسيد المسيح حتى آخر لحظات الدفن تمتعت بأول أخبار القيامة المفرحة المجيدة : القبر الفارغ ! انطلقت مريم المجدلية إلى قبر السيد لتتمتع بشركة قيامته، يبدأ الأنجيلى هنا باليوم الأول من الأسبوع الجديد، فيفتح أمامنا زمنا آخر كليا، يعلن فيه عن حياة جديدة مقامة وعالم جديد، منذ ذلك الوقت أتخذ المسيحيون يوم الأحد يوم راحة تذكارا لقيامة السيد المسيح، وسمى : "يــــوم الــــرب " ( رؤيا 1 : 10 ) جاءت إلى القبر باكرا، فالحب يدفع المؤمن للقاء مع القائم من الأموات فى أول فرصة ممكنة، باكرا دون تراخ أو تأجيل، جاءت والظلام باق حيث أمكن لنور شمس البر أن يشرق فى داخلها، وينير لها طريق القبر الفارغ الشاهد لمجد قيامة المسيح، كان الظلام لا يزال باقيا، لكن الحب أضاء لها الطريق ". أعود فأقول : وأنا فى الطريق – زلزلت الأرض بزلزال – وارتعشت له البسيطة تحت أقدامنا، الأمر الذى ذكرنى بساعات الظلمة حين أظلمت الشمس وتزلزلت الأرض وتشققت القبور وقت ساعات الصليب الحرجة ... من خلال الحيرة لم نعلم أننا نسعى نطلب "الحى بين الأموات ". رأيت الحجر مرفوعا فظنت أن السيد قد أخذ من القبر ! يذكر الأنجيل حسب ما كتب يوحنا البشير : " فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس، وإلى التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه، وقالت لهما : أخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه " يو 20 : 2 قال الآباء عنى : إذ ركض التلميذان نحو القبر لم يكن ممكنا لمريم المجدلية أن تلحق بهما، فجاءت إلى القبر غالبا وهما هناك، وربما بعد رحيلهما، هناك وقفت تبكى حيث تمتعت برؤية الملاكين لتعزيتها. ويستمر الوحى فى سرد الأحداث : " أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكى، وفيما هى تبكى انحنت إلى القبر ، فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين، واحدا عند الرأس، والآخر عند الرجلين ، حيث كان جسد يسوع موضوعا " يو 20 : 11، 12 كنت أبكى الفرصة الوحيدة الباقية للوفاء : "بأن أقدم الحنوط " فلا أجد الجسد المقدس المستحق لهذا الحنوط، فى الحقيقة أنى كنت أبكى نفسى، فقد دارت بى الأيام، إلى الفناء والعدم بعد أن استعذبت الحياة والوجود : بحياته .. ووجوده ، فأين أنا الآن وأين ما كنته : "اللهم رحمتك وحنانك ". " لا يستشعر صدق اليد الحانية ؛ إلا الذين يعيشون البؤس " لا يستشعر الصدر الحنون إلا المحروم من نعمة الحنان ؛ الذى قست عليه الحياة قسوة تجردت من الرحمة والرأفة . بينما انطلق التلميذان إلى اخوتهما التلاميذ بقيت أنا عند القبر أبكى، لم يكن ممكنا لى أن أفارق القبر حتى أرى جسد السيد المسيح .... قدم لى القبر اعلانا آخر، إذ رأيت ملاكين بثياب بيض جالسين، واحدا عند الرأس والآخر عند الرجلين، استجاب الرب للحب والدموع، ففتح عينى لأرى ملاكين يشهدان للقيامة، للملائكة منظرهم الجذاب : "خصوصا فى محنتى لا أتصور أفضل من الملائكة بعد الذين التقيت بهم قادر بأن ينتشلنى من هذه المحنة مثلهم، تشير الثياب البيض إلى النقاوة. يشير الملاكان إلى الشاروبيم اللذين كانا على غطاء تابوت العهد حيث عرش الرحمة وحضرة الله وسط شعبه ( خر 25 : 18 )، لم يحملا سيفا كما حمل الشاروب عند باب جنة عدن ليمنع الأنسان من الدخول، وإنما كانا جالسين ( رمز الطمأنينة ) عند الرأس والرجلين، يرحبان بنا، ويقودان كل مؤمن للتمتع بالشركة مع المسيح المصلوب القائم من الأموات، لنتمتع بالحياة الأبدية خلال الصليب، شجرة الحياة. يستطرد الوحى كما كتب يوحنا البشير : " فقالا لها : يا امرأة لماذا تبكين ؟ قالت لهما : أنهم أخذوا سيدى، ولست أعلم أين وضعوه " يو 20 : 13 والآن اورد عن الآباء ماذكروا عن تلك الأحداث : " أظهر الملاكان حنوا نحو مريم المجدلية الباكية، فقد دهشا لبكائهما، إذ كانا ينتظران أنها تفرح بقيامته، حقا وسط آلامنا يشاركنا السمائيون الحب، ويندهشون لحزننا، إذ أدركوا ما يعده القائم من الأموات من أمجاد لمؤمنيه. سألها الملاكان : لماذا تبكين ؟ .... إنه وقت الفرح ! لقد قام السيد المسيح من بين الأموات " " ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفا، ولم تعلم أنه يسوع ". يو 20 : 14 التفتت إلى الوراء ربما لأنها شاهدت الملاكين قاما بعمل غير عادى كالسجود متجهين نحوه، أو أن أنظارهما قد تحولت عنها إليه بوقار شديد، رأته إنسانا عاديا فلم تتعرف على شخصه، لم تكن نفسية المجدلية أو فكرها مهيأ للقاء مع القائم من الأموات. جاءت الأجابة من السيد المسيح نفسه الذى وقف وراءها، ليتحدث معها ويجيب على سؤالها، كان شهوة قلب المجدلية أن ترى جسد المسيح الميت، لكنه وهبها ما هو أعظم، إذ ظهر لها : "القائم من الأموات". إنه يعطينا أكثر مما نسأل وفوق ما نطلب. ربما بسبب حزنها الشديد لم تستطع أن تتعرف على شخص ربنا يسوع، حقا كانت تبحث عنه بدموع بقلب منكسر، ولم تدرك أنه قريب من منسحقى القلوب ( مز 34 : 18 )، أقرب مما يظنوا. هو فى داخلنا يود أن يعلن ذاته لنا. "قال لها يسوع: يا امرأة لماذا تبكين؟ من تطلبين؟" فظنت تلك أنه البستانى، فقالت له: يا سيد إن كنت أنت قد حملته، فقل لى أين وضعته، وأنا آخذه" يو 20 : 15 لقد سبق فرمز لهذا التصرف بيوسف الصديق الذى تظاهر أمام أخوته كغريب قبل أن يكشف لهم عن شخصه ( تك 44، 45 )، إنه يعاتبها : "لماذا تبكين؟ أنا قمت! من تطلبين؟ ها أنا أمامك! قيامتى فيها الأجابة على كل أسئلتك، وفيها شبع لكل احتياجاتك. " قال لها يسوع : يا مريم، فالتفتت تلك، وقالت له : ربونى، الذى تفسيره يا معلم، قال لها يسوع : لا تلمسينى، لأنى لم أصعد بعد إلى أبى، ولكن اذهبى إلى اخوتى، وقولى لهم : إنى أصعد إلى أبى وأبيكم، وإلهى وإلهكم " يو 20 : 16 – 17 إذ بحثت عنه بغيرة متقدة ومحبة تأهلت أن تسبق غيرها فى التمتع بصوته المفرح، لقد سر السيد المسيح أن يهبها فرح قيامته، لكى تشهد وتكرز بإنجيل القيامة . سمعت اسمها على فمه فعرفت شخصه، وكما قال السيد عن خرافه : أنها تعرف صوته ( يو 10 : 4 )، كان يكفيها كلمة واحدة، أن يناديها السيد بأسمها. وكما تقول الكنيسة : " صوت حبيبى، هوذا آت طافرا على الجبال، قافزا على التلال " ( نش 2 : 8 ). فعلت مريم حسبما أمرت، ذهبت إلى التلاميذ وأبلغتهم الرسالة : " قد رأيت الرب " لقد أكدت لهم خبرتها مع المسيح القائم من الأموات. لتأكيد قيامته سمح لتلاميذه أن يلمسوا آثار المسامير والجراحات، كما سمح للنسوة أن يمسكن قدميه ويسجدن إليه ( مت 28 : 9 )، أما بالنسبة للمجدلية فربما لأنها ظنت أنه قام كما سبق فأقام لعازر ليعيش معهم على الأرض، لذلك طلب منها ألا تلمسه بيديها بل بقلبها، لتكرز بقيامته وصعوده إلى السماء، إنه لم يقم ليؤسس له مملكة أرضية، بل ليصعد، ويقيم مملكته فى القلوب، لقد سبق فهيأ أذهانهم قبل صلبه أنه يصعد إلى السماء، لذا لم يرد أن تتحول بهجة قيامته إلى شوق نحو بقائه معهم على الأرض. " فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب، وأنه قال لها هذا، .... ففـــــــرح التلاميـــــــــذ إذ رأوا الـــــــرب " يو 20 : 18 : 20 الإنســـــان لا يجد الفرح الحقيقى إلا فى يســــــــوع المسيح، الذى قال : " تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال ؛ وأنا أريحكم " ،،،،،، هناك فرق بين الفرح الحقيقى الذى يهبه يسوع للذين يحبونه ، وبين متع ولذات العالم، الفرح الأول باق ودائم وحقيقى، أما الثانى فهو زائل ونهايته الدينونة الرهيبة، إنه كماء البحر من يشرب منه يعطش ثانيا + + + لننظر كيف زالت خطية الجنس البشرى كما بدأت، فى الفردوس كانت المرأة علة الموت للرجل، وخرجت من القبر امرأة تعلن الحياة للبشر، روت مريم كلمات ذاك الذى أعاد لها الحياة ..... تحدث المسيح القائم من الأموات بفمه، فأعطاهم سلاما جديدا فائقا، وتحدث معهم بجراحاته التى فى يديه وجنبه، فوهبهم فرحا فريدا بحضرته فى وسطهم، أراهم يديه وجنبه ليطمئنوا أنه يسوع المصلوب نفسه بذات الجسد. لقد ترك آثار الجراحات شهادة حية لقيامته، وتبقى هذه الجراحات فى الأبدية مصدر فرح ومجد، كعلامة حب إلهى عجيب لا ينقطع لخلاص البشرية، لقد وضع حجابا على بهاء مجد جسده القائم من الأموات حتى يمكنهم معاينته والتحدث معه. الأحداث المرتبطة بيوم قيامة السيد المسيح ، ودور مريم المجدلية : السبت + قبل الساعة 6 م ذهبت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب إلى القبر ( مت 28 : 1 ) + مؤخرا قامت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومى بإعداد الحنوط ( مر 1 : 16) الأحد + باكرا تمت القيامة، وبعد ذلك الزلزلة، ومجىء ملاك وفتح القبر ( مت 28 : 2 – 4 ) + جاءت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومى وربما معهن نسوة أخريات إلى القبر فى الفجر، ذهبت مريم المجدلية رأسا إلى القبر، ورجعت مع بطرس ويوحنا ( يو 20 : 1 الخ ) + النسوة الأخريات بلغن إلى القبر مع شروق الشمس ( مر 16 : 2 )، رأين ملاكا، وتسلمن رسالة للتلاميذ ( مت 28 : 5 ؛ مر 16 : 5 ) + نسوة أخريات من بينهن يؤانا جئن متأخرات، وكان لا زال الوقت صباحا باكـــرا ( لو 24 : 1- الخ )، وقد ظهر لهن ملاكان على شــــكل شــــابين ( لو 24 : 4 – الخ + جاء بطرس ويوحنا إلى القبر ( يو 20 : 3 – 10 )، رأت مــريم المجدلية مــلاكين( يو 20 : 11 – 13 )، نساء أخريات أخبرن التلاميذ بالأمر ( لو 24 : 10 الخ ) + ظهر الرب لمريم المجدلية ( يو 20 : 14 – 18 ؛ مر 9 : 16 ) + ظهر الرب لنسوة أخريات كن عائدات إلى القبر ( مت 28 : 9 الخ ) + ظهر الرب لتلميذين فى الطريق إلى عمواس ( لو 13 : 24 الخ ) + ظهر الرب لبطرس مؤخرا بعد الظهر ( لو 24 : 34 ؛ 1 كو 15 : 5 ). + ظهر الرب للأحدى عشر مع آخرين ( لو 24 : 36 الخ ؛ يو 20 : 19 ) + + + جاء فى كتاب : [ العذراء مريم، وتاريخ أجيال العذارى ] اصدار دير الشهيد : أبى سيفين – مصر القديمة. ما يلى : يذكر التقليد فيما يتعلق بشأن القديسة مريم المجدلية : أنه بعد صعود رب المجد إلى السماء أثار اليهود حنقهم على تابعى المصلوب، فطاردوا آباءنا الرسل الذين تشتتوا فى الأمم مبشرين بكلمة الله .. ثم قبض اليهود على القديس مكسيمينوس – أحد السبعين رسولا – ولعازر وأخواته والمجدلية ومارتيا – إحدى وصيفات القديسة مرثا – وأيضا سيدونيوس – المولود أعمى الذى شفاه السيد المسيح – وأركبوهم مع كثير من المؤمنين سفينة وتركوها لتسير دون سارى أو أشرعة أو دفة لتكون عرضة لكل الأمواج والتيارات مما يقضى بكل تأكيد على حياتهم. وبتدبير العناية الإلهية رست هذه السفينة على شاطىء مارسيليا بفرنسا ووقفوا عند باب أحد المعابد آلهة هذه البلدة. وإذ رأت القديسة مريم المجدلية الجمع يسرع ليضحى للآلهة، قامت للحال وتوجهت إلى الشعب المجتمع وفى كلمات قوية ماهرة وبوجه هادىء استطاعت أن ترجعه عن ضلالة العبادة الوثنية. وبدأت تكرز مبشرة بيسوع المسيح وكان الجميع يعجب بطريقتها المتميزة بسبب عذوبة ورقة حديثها وبساطته .. وهذا الأمر ليس بغريب أو عجيب، فهذا الفم الذى قبل أقدام السيد المسيح لا بد أنه سيكون أكثر تميزا بقوة الكلام الإلهى .. وقد أجرى الله على يديها معجزات كثيرة جعلت الكثيرين يتوافدون إليها طالبين بركة صلواتها من أجلهم .. وبفضل هذا القطيع المبارك تهدمت معابد الأوثان فى مارسيليا وأقيمت الكنائس. وبإرشاد من الله توجهوا إلى مدينة آكس، حيث تمجد الله معهم بإجراء آيات وعجائب كثيرة جذبت الكثيرين إلى الإيمان. وقد سيم القديس مكسيمينوس أسقفا على هذه المدينة. أما مريم المجدلية فبقلبها المتوهج بالحب الإلهى، اشتاقت أن تنفرد للعبادة والتأمل فى السمائيات، فانعزلت فى مكان هيأه الله لها داخل صحراء جدباء موحشة تقع على مسافة ثمان غلوات من مارسيليا تنتهى بجبل عال به مغارة واسعة حيث أقامت فيها القديسة لمدة ثلاثين عاما ظلت خلالها مجهولة من الجنس البشرى، وقد عرفت هذه المغارة بــــ La Sainte Baume وفى كل مرة كانت تنتصب رافعة يديها للصلاة، كانت الملائكة ترفعها إلى السماء حيث كانت تسمع بأذنيها الجسديتين أصوات تسابيح الخوارس السمائية، وبذلك كانت روحها تتغذى يوميا من هذه المائدة السمائية، ثم تنزلها بعد ذلك نفس الملائكة إلى الموضع الذى كانت تقيم فيه. " أنتم نور العالم لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل ولا يمكن أن يوقدون سراجا ويضعونه تحت مكيال بل على المنارة فيضىء لجميع الذين فى البيت " مت 5 : 14 – 15 ولكى يظهر الله هذه الموهبة الفائقة التى اشتد ضياؤها فى الخفاء بعيدا عن أعين البشر، جعل فى قلب أحد الكهنة اشتياقا أن يحيا حياة الوحدة والتفرغ للعبادة، فأقام فى مغارة فى مكان مجاور على بعد حوالى أثنتى عشر غلوة من مكان المجدلية. وذات يوم كشف الله عن عينى هذا الأب، فاستطاع أن يبصر بوضوح كيف تنزل الملائكة فى المكان الذى كانت تقيم فيه الطوباوية مريم وكيف يرفعونها إلى السماء ثم يعودون بها إلى نفس المكان وهم يترنمون بتسابيح لله. أراد هذا الأب أن يتأكد من حقيقة هذه الرؤيا، فصلى إلى الله ثم قام وشق الطريق متوجها فى شجاعة إلى المكان الذى تقيم فيه هذه الطوباوية إلا أنه لم يبعد مسافة رمية حجر حتى شعر أن ركبتاه قد أرتعشتا وانتابه خوف شديد كاد يقضى على حياته .. وإذا ما حاول التقدم فى المسير فى إتجاه مغارة الطوباوية، سرعان ما يصاب بنفس الأضطراب والخوف. فيأس من تكرار محاولته وأُحبطت عزيمته. وأخيرا أدرك رجل الله أن هناك قصدا وسرا سمائيا يصعب على عقله البشرى معرفته .. وبعد أن صلى هذا الأب إلى الله مرددا اسم مخلص البشر، صاح بصوت عال قائلا : " أرجوك بإسم الله خالقك – سواء كنت إنسانا أو أى خليقة أخرى ساكنة فى هذه المغارة – أن تجيبنى وتخبرنى بالحقيقة ". وبعد أن كرر هذا الكلام ثلاث مرات، أجابته القديسة الطوباوية قائلة : " اقترب وسوف تعرف كل ما تشتاق إليه نفسك ". وعندما اقترب وهو مرتعد ووصل إلى منتصف الطريق قالت له : " أتتذكر تلك المرأة الخاطئة المشهورة التى أخرج الرب منها سبعة شياطين وذهبت فجر الأحد حاملة الطيب لتكفن جسد المخلص، فسمعت صوته المحيى يناديها باسمها ؟" فأجاب الأب : " نعم إنى أتذكر ذلك جيدا والكنيسة تعترف بهذا الحدث ". حينئذ أجابته القديسة : " أنا هذه المرأة وقد أقمت مجهولة من البشر فى هذه المغارة منذ أكثر من ثلاثين عاما لا يعرف أحد عنى شيئا. وكما سمح الله لك بالأمس أن ترى، فإنى أرتفع إلى السماء بأيدى الملائكة فى كل ساعة من ساعات الصلاة وأتنعم بسماع التسابيح الجميلة للخوارس السمائية كل يوم .. وحيث أن الله قد أعلمنى بأنى سأفارق هذا العالم الزائل، فاذهب واخبر الأب مكسيمينوس بأنه فى عيد القيامة القادم فى الساعة التى اعتاد فيها الذهاب للصلاة فى الكنيسة، سوف يجدنى هناك ". كان رجل الله يسمع صوتها كأنه صوت ملاك .. وللحال أسرع فى الرجوع وذهب إلى الأب مكسيمينوس وقص عليه ما حدث، ففرح الأب جدا وقدم الشكر لله ... وبالفعل فى اليوم المحدد وفى الساعة التى أخبر بها، عند دخوله إلى الكنيسة، رأى الطوباوية مريم المجدلية واقفة رافعة يديها تصلى وحولها جماعة من الملائكة، فاضطرب الأب مكسيمينوس وخاف إذ كان وجهها يشع بالنور بسبب حديثها وصلاتها المستمرة إلى الله وسط جماعات الملائكة لدرجة أن أشعة الشمس كانت أقل ضياء بجوار وجهها المنير، أما القديسة فالتفتت نحوه وطمأنته قائلة : " لا تخف يا أبى ". وفى نهاية القداس استدعى الأسقف مكسيمينوس كل الكهنة والأب الذى سبق وأخبره بقدوم القديسة .. وبعد أن تناولت الطوباوية من جسد الرب ودمه من يد الأب الأسقف وهى ساكبة دموعا غزيرة، جثت أمام الهيكل وأسلمت روحها بسلام وكان يفوح من جسدها رائحة عطرة ظلت منتشرة فى كل المكان مدة سبعة أيام. قام الأب الأسقف بدفن جسد القديسة بإكرام عظيم وأوصى بأن يدفن بجوارها بعد نياحته. وقد كرمها الله بإجراء عجائب ومعجزات كثيرة مع كل من يطلب بركة صلواتها ومعونتها .. ولها شفاعة قوية ومعونة كبيرة خاصة مع طالبى حياة التوبة والرجوع إلى الله. ويرى طقس الكنيسة الملهمة القبطية الأرثوذكسية ضرورة وأهمية أن يمدح أبناؤها ما صنعته القديسة مريم المجدلية فى كل مرة ينشدون بهجة قيامة الرب، تخليدا لوفاء حبها الفريد وعظمة ما استحقته. + + + من ثيؤطوكية يوم الأحد : المسيح إلهنا قام من الأموات وهو باكورة الراقدين .. ظهر لمريم المجدلية وخاطبها هكذا قائلا : اعلمى إخوتى أن يذهبوا إلى الجليل هناك يروننى .. فجاءت مريم إلى التلاميذ وقالت أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا .... كان بالحقيقة اهتمام القديسة مريم المجدلية حسنا ... أتت إلى القبر فى أحد السبوت وطلبت باجتهاد قيامة الرب ... فرأت الملاك جالسا على الحجــــر صارخـــا قائلا قد قــام ليس هو ههنا. |
||||
21 - 07 - 2012, 10:00 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القديسة مريم المجدلية
مريم المجدلية مقدمة .... هن سيدات ثلاث أثيرات إلى درسي وفكري وتأملي وخيالي، أغلب الظن أنهن جميلات بل رائعات الجمال، فما رسمهن الفن مرة إلا في أبدع تصويره وأرق حواشيه وأزهى ألوانه، وقفن في الطريق الإنساني، وعلى طوله، وأدين رسائلهن التي تركت آثارًا هائلة تحتضن التاريخ بكل ما في التاريخ من طول وعمق واتساع، ومن عجب أن يقف ثلاثتهن في شبه عقد نظيم، طرفاه بستانان ووسطه صحراء، ولعلك قاربت أن تعرف بعد ذلك من أعنى، فهن حواء والعذراء والمجدلية.أتذكر تلك الشجيرت السادرة في جنة عدن في البستان الأول تظلل حواء وآدم العريانين البائسين الخجلين؟ وأتذكر الصوت الحزين الذي جاءهما ينادي بالطرد والألم، والدموع والتعاسة للجنس البشري جزاء العصيان؟ وأتذكر المرأة تخرج لتغرق أولادها والأجيال البشرية في البؤس والمرارة والشقاء؟ وأتذكر كيف تهدم هذا البستان، وتحولت الأرض غير الأرض فأضحت طريقًا ملعونًا صحراويًا لبني البشر؟ في عرض هذا الطريق وفي وسط الصحراء ولدت المرأة الثانية مخلص العالم، كان كل ما حولها صحراويًا فالجوع والفقر والفاقة والجدب كانت تحيط بها كرمز لحياة الإنسان كلها. على أن الصحراء تحولت واضحت كما قال إشعياء : «تفرح البرية والأرض اليابسة ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس» . حين رأينا المرأة الثالثة تخرج راكضة من البستان لتنادي بقيامة الرب يسوع. إن بين حواء والمجدلية أشياء كثيرة التناظر والتباين مما لا يغيب عن العين الدقيقة الملاحظة، فهذه البنت وتلك أمها، وكلتاهما حملت رسالتها الكبرى في بستان، وكلتاهما بكت فيه، وكلتاهما اتجهت بقلبها وشعورها نحو شخص واحد. على أن احداهما حملت رسالة الهلاك للبشر والثانية رسالة الخلاص، الأولى بدأت رسالتها باستسلامها للشيطان والثانية عرفت رسالتها بعد مبارحة الشيطان. والآن أريد أن تتأمل المجدلية من نواح ثلاث: الفتاة التي أخرج منها المسيح سبعة شياطين، الفتاة التي كرست حياتها لمخلصها، الفتاة التي كوفئت أجل مكافأة. الفتاة التي أخرج منها المسيح سبعة شياطين مريم المجدلية فتاة من بلدة مجدل الواقعة غرب بحر الجليل، عند المدخل الجنوبي لسهل جنيسارت، ويظن بعضهم أن الكلمة تعني «الحصن» إشارة إلى أنها كانت حصنًا على الطريق المؤدي إلى السهل، بينما يرجح آخرون، ولعله الأصح، أن الكلمة مأخوذة من جدائل الشعر، نسبة إلى جمال موقعها، وجمال سيداتها المجدولات الشعور، ومن هنا رسم الفن المجدلية ذات جمال رائع أخاذ غير عادي طويلة الشعر مجدولته حينا مسترسلته حينا آخر، على أننا نعلم، على وجه التحقيق، إنها كانت فتاة غنية استطاعت أن تمد المسيح مع آخريات بما كان يحتاج إليه من أموال، ولعلها كانت تنتمي إلى بيت ذائع الصيت في ذلك الوقت، لأن لوقا عند ذكره إياها وضعها في الطليعة قبل يونا امرأة خوري وكيل هيرودس، وسوسنة، وسائر النساء الأخريات، ولئن كان هذا دليلاً على تقدمها عليهن في التعبد والخدمة، لكنه يعني أيضًا أن عائلتها ربما كانت أظهر وأكثر شهرة، كما كانت شديدة الحساسية ملتهبة الشعور يقظة العاطفة، وقد حاول بعض النقاد أن يردوا هذا إلى تأثيرات ماضيها المعذب، ولكننا قد نكون أقرب إنصافًا، وأكثر صدقًا، إذ قلنا أن هذه الفتاة التي أطل عليها المسيح بعد سبعة شياطين، كان لابد أن تكون فيها دنيا الشعور أوسع من دنيا المنطق، وقدرة الحس أعلى من قدرة التفكير، وأنها كبنات جنسها أكثر استجابة للقلب من العقل، لقد عاشت بشياطينها، في منطقة اللاشعور ردحًا من الزمن ثم تفتحت عيناها لأول مرة على مخلصها المجيد، فعرفت الدنيا فيه، ومنه وبه، فكان لابد أن تكون ما كانت، وما بلغت، من هذا الاتجاه العاطفي العميق.غير أنه هنا يجدر بنا أن نقف قليلاً متألمين حزانى آسفين لذلك التقليد الغريب الضخم الذي عصف بحياة المجدلية الأولى، والذي أخذ قوته في العصور الوسطى للكنيسة وما يزال إلى اليوم يتمشى بيننا، بل والذي كان دائمًا ايحاء محزنًا لجمهرة الفنانين والروائيين والممثلين، ممن تعرضوا لتصوير حياتها وشخصيتها، يقول هذا التقليد إن ماضي المجدلية كان آثمًا بل كان شديد الإثم، وما السبعة الشياطين التي كانت بها إلا تعبير رقيق دقيق قصد به لوقا أن يعبر عن تمام انهيارها وسقوطها في الأوحال، ومن الغريب أن الذين أخذوا بهذا التقليد قالوا إن مريم أخت لعازر، والمرأة الخاطئة التي جاءت من وراء المسيح في بيت سمعان، وسكبت طيبها وغسلت قدميه بدموعها ومسحتها بشعر رأسها، والمجدلية لسن ثلاث شخصيات بل شخصية واحدة، وقد ظل هذا الفكر يتأرجح في الكنيسة اللاتينية بين القوة والضعف، والسقوط والبقاء، حتى جاء غويغوري السابع فناصره وحكم بصحته وأيده، وسارت في أعقابه الأجيال البشرية التي دمغتها بهذه الدمغة المحزنة، وأغلب الظن أنه فعل ذلك لكي يمجد النعمة وقدرتها على انتشال الناس، شأنه شأن الكثيرين من الوعاظ الذين يجنحون عادة إلى الإغراق في الخيال، والتهويل في الحديث عن الخطية، ليستطيعوا بذلك تصوير النعمة في قوتها ورقتها وعظمتها وجلالها وقدرتها المخلصة، ولكن النعمة فيما أعتقد لا تحتاج منا إلى مثل هذا الاستنصار وهذا التحيز، لأن هناك أوضاعًا متعددة للخطية وحالات لاحد لها ولا حصر يكفي أن نظرها كما هي، في كل بساطة، لنرى النعمة في كامل جودها وقوتها ولطفها وجمالها.. كلا لم تكن السبعة الشياطين في مريم غير ذلك الجنون العادي الذي يذهب بالوعي والتعقل والتفكير، الجنون الذي يترك في شدته آثارًا مخيفة في البدن والهيئة والمعاملة مع الآخرين، ألم يقل الأب الذي جاء بابنه المجنون إلى المسيح ليشفيه: «ارحم ابني فانه يصرع ويتألم شديد ويقع كثيرًا في النار وكثيرًا في الماء». ومجنون كورة الجدريين «كان مسكنه في القبور ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل لأنه قد ربط كثيرًا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود فلم يقدر أحد أن يذلـله، وكان دائمًا ليلا ونهاراً في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة». وقد أخذ بهذا الرأى كثير من أئمة الفكر المسيحي في طليعتهم الكنيسة اليونانية القديمة، وأسقف الإسكندرية، ترتليانوس وايرانيوس، واريجانوس، والكنيسة الشرقية، برجالها تاوفيلوس الأنطاكي ومكاريوس، والذهبي الفم، والمفسرون المحدثون، ككلفن، وبنجل، والفورد، وستير، وماير، وغيرهم ممن قاوموا بكل حمية وحماس الفكر الغريغوري. كانت مريم فتاة مبدعة ثرية بائسة، فيها كل عناصر الجمال الحي المبدع الرائق ولكن هذه العناصر عبثت بها يد الشيطان فذرتها هباء، كانت مريم أشبه بالمصباح الكامل الجميل المستعد أن يرسل أضواء قوية بعيدة مشرقة، ولكن أستارًا كثيفة من الظلام دثرته وغطته، فأخفت وراءها ما يمكن أن يبعث من وهج وجمال ونور، ولقد بكى مريم كل قلب نبيل عرفها، بكاها أولئك الذين يؤخذون في الحياة بالمعاني العليا السامية في الإنسان الذين يهزهم الحزن على الجمال الذاوي والحسن الضائع والإنسانية المعذبة، ولكن هذه الدموع في مجموعها كانت دموعًا حزينة يائسة متألمة عاجزة، حتى جاء ذلك اليوم العظيم في حياتها، حين مر بها - ولا نعلم أين ومتى - مخلص العالم وصديق البائسين، لشد ما كنت أتمنى أن ترجع لنا القرون لنراه في رقته وقوته، في جوده وقدرته، في وجهه المشرق بالدموع والحنان وهو ينحني على آلام التعساء، وفي يده الرفيعه المقتدرة وهي تمسك بهم لترفعهم فوق الألم والتعاسة والشقاء. مريم!! وبهذا النداء القوي المقتدر خرجت الشياطين وولت، وعاد للعينين الزائغتين والعقل المشوش والكيان المضطرب الصفاء والشعور والدعة والتعقل، بل عادت لنا مريم التي دعاها البعض حقاً زنبقة الإنجيل. كان يعقوب بهمن يقول: «ليس لي كتب أفلاطون وأرسطو والفلاسفة القدماء والمحدثين لأدرس بحثًا عن الشيطان، ولكن لي قلبي أوفي المحدثين وأبرعهم وأرهبهم». «بقلبي تستقر سبعة شياطين أفظع وأنكى وأشد من شياطين مريم: «الحسد والأنانية والكبرياء والحقد والطمع والخبث والمكر» بذا صرخ دانتي «لا تتمثلوا بي فقلبي كتلة من الخطية» بذا صاحت سانت تريزا لتلميذاتها المعجبات المقلدات. في قصة قديمة قيل إن سقراط كان جالسًا مرة بين جماعة من شباب أثينا، ومر بهم رجل به روح عرافة، لم يكن يعرف سقراط، فدعوه ليقرأ نفسيته فقال: «أيها الرجل أنت لص مجرم أثيم لك نفس خبيثة غادرة» وواصل نعته بشر النعوت التي يمكن أن يوصف بها إنسان، وإذا بالجماعة تهب عليه تريد أن تمزقه، كيف يصف نبيها المحبوب بهذه الأوصاف، وإذا بسقراط يقول في هدوء عميق حزين: «دعوه يا رفاقي: إن الرجل قد صدق، فهذه هي الصورة الصادقة لنفسي» ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت، أشكر الله بيسوع المسيح ربنا، هذه صرخة النفس التي وجدت انتصارها في المخلص الذي يستطيع أن يحررنا من سلطان الخطية والجسد والعالم والشيطان. |
||||
21 - 07 - 2012, 10:01 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القديسة مريم المجدلية
الفتاة التي كرست حياتها لمخلصها يذكرني تكريس مريم بقصة فتاة فقدت حريتها وسيقت للبيع في إحدى أسواق الرق بأمريكا، وكان فقدانها الحرية أقسى مما تستطيع حمله، فهي أشبه الكل بالوحش الأسير المجروح، أو المجنون الذي ذهب لبه، تلتهب عيناها بشواظ من نار الحقد والمقت والسخط والكراهية على مستعرضيها، وقد اشتدت المزايدة بين راغبي شرائها حتى بلغت حدا عجز إزاءه الجميع إلا رجل هاديء لطيف القسمات أبي ألا أن يشتريها بأي ثمن، وقد تم له ما أراد، غير أنه ما أن دنا منها ليمسك بيدها حتى صرخت في وجهه بصوت مخيف مفزع: ابعد عني أيها الرجل فلن أبرح هذا المكان إلا جثة هامدة، فأجابها وقد تندت عيناه بالدموع: إني أرثي لك يا فتاتي، وأقدر جيدًا معنى ألمك وحزنك وثورتك، وكل قلب نبيل يرى فيك ضياع الحرية والكرامة والشرف والمحبة والجود والإخاء الإنساني وكل المعاني العظيمة التي يعتز بها البشر لا يملك إلا أن يتألم ويفزع ويحزن، لست أحد جلاديك ومعذبيك الآدميين، إنما أنا رسول محبته إليك، ذاك الذي مات من أجلى ومن أجلك على الصليب، فمحا الفروق التي أنشأتها الخطية واستبد الإنسان، أيتها الأخت أنت حرة من هذه الساعة، حرة كهذا النور وهذا الهواء الذي نموج فيه ونمرح، حرة أمام الله وهؤلاء الشهود... واستدار الرجل يسير، ولكن الفتاة التي أذهلتها هذه الكلمات أمسكت به وصاحت بدموع: أيها الملاك بين الناس لن أتركك. إن عبودية في كنف حماك لهي أفضل شرف وأمجد حرية. وأبت أن تتركه وسارت معه لتخدمه كأفضل ما تكون الخدمة المسيحية ... على هذا الغرار عاشت مريم لمخلصها، فقدمت له كل ما تملك يداها وقلبها، كرست له مالها ووقتها ومحبتها.مالها هي الفتاة التي أشرفت على كل ما يحتاج إليه المسيح من طعام وشراب ولباس ولعلها هي التي نسجت له القميص الذي اقترع عليه يوم الصليب، وهي الفتاة التي كانت تحرص على أن يظل الصندوق عامرًا حتى ولو سرق منه يهوذا ما سرق، كان المال أحد الوزنات التي تملكها هذه الفتاة، ولقد أجادت استعماله مع زميلاتها الفتيات.أيتها السيدات الثريات ما أحوجكن إلى تعلم هذا الدرس، قد لا تستطعن أن تخرجن بأنفسكن للخدمة كالسيد وتلاميذه، وقد لا يكون لكن من الظروف والمجهود والاستعداد ما يمكنكن من التبشير والتعليم والوعظ، وقد لا تكون هذه بعض نصيبكن من هبات الله ووزناته، ولكنكن تستطعن أن توفرن على كل خادم تعب التفكير في حاجات الجسد والانشغال بها. أريد أن تقفن من الخدمة موقفًا مثيلاً لموقف ولدين من أبيهما الخادم. كان جون استرلنج واعظًا غيورًا متجولاً، يريد لكلمة الله أن تسمع في كل مكان، وقد قضى مرة أسبوعًا يعظ في خدمة ناجحة على جمع كبير في كنيسة من كبريات الكنائس، وقد اقترح أحد المتقدمين في حضور هذه الخدمات على المجتمعين جمع مبلغ من المال لمعونة هذا الواعظ، فأجاب راعي الكنيسة: إن هذا كان يسره لو أن استرلنج يقبل معونة، وذكر الراعي أن لهذا الخادم ولدين، كان يتمنى أبوهما أن يخرج أحدهما للخدمة، غير أنهما لم يشعرا بدعوتها، وانصرفا إلى التجارة فوفقا فيها توفيقًا كبيرًا، وطلبا من والداهما أن يجول كما يريد شرقًا وغربًا لخدمة الله، وأن يصرف ما يشاء في رحلاته، وألا ينتظر من أحد أي مساعدة مالية، وإنهما كفيلان بتوفير كل ما يحتاج إليه، ولقد قضى هذا الرجل خدمته يتابعه ولداه في كل مكان بكل رغباته واحتياجاته المادية. وقتها وتكريس الوقت فيما أظن أصعب وأقسى من تكريس المال، فلقد رأيت كثيرين يقدمون أموالهم بعواطف بعضها سام وبعضها خفيض ولكنها على أي حال لن ترقى إلى ذلك الانصراف الكلي لخدمة السيد، كانت مريم ومن معها متابعات السيد أينما رحل، شأنهن شأن النساء اليهوديات المتعبدات اللواتي كن، كما يحدثنا جيروم، يتتلمذان للربيين، ويسرن وراءهم في روح عميقة من التبعد والولاء والخدمة.رسم أحد المصورين صورة قدم مرفوعة لترقي درجات سلم كتب عليها: «التعود على الذهاب إلى بيت الله». وكتب في أسفل الصورة: «أكبر خطوة في حياة أي إنسان» وكم عجز كثيرون وثقلت أقدامهم عن بلوغ هذه الخطوة،... كان لوثر يحس أن اليوم الذي لا يقضي فيه ساعتين صباحًا على ركبتيه يوم ضائع، وكان يوحنا ويسلي يرى ضرورة قضاء أربع ساعات يوميًا في شركة تعبدية مع المولي حتى يشبع منه ويحدثه بمشكلاته، ونحن يا تري كم نعطي لله من أوقاتنا وكم نجلس في حضرته العلية، وكم نهمس في أذنيه بأشواقنا وآمالنا وآلامنا؟ أخشى أن أقول إن ما نواجه من جدب وإفلاس وضعف وفقر وعجز يرجع إلى قصر الشركة معه وضيق وقتها. محبتها لئن كان المال في هيكل مريم القدسي بمثابة الدار الخارجية، والقدس هو الوقت، فالمحبة هي قدس الأقداس، وهنا يطرح المرء قلمه في رهبة وتلعثم وعجز إزاء هذه المحبة النادرة العجيبة، بل هنا يقف المرء في انحناء وخشوع إزاء أنبل ما أراق القلب الإنساني من عواطف على الأرض، قد لا يكون لمريم عمق محبة العذراء، أو علو محبة يوحنا، أو طول محبة بولس، أو عرض محبة بطرس، ولكن من يجاريها في جزالة محبتها وفخامتها وعذوبتها ورعتها وقوة انبعاثها.. حين وقف منها توماس ميلر وحاول أن يدرك كنهها، وسر ما فيها من جمال ورغادة ونور لم يجد لها وصفا أصلح من ذلك الوصف الرمزي البديع الذي وضعه ماثيسون على لسان الكنيسة، وفيه يتمثلها فتاة يحاول رجل - هو العالم - وقد أخذ بجمالها وشذاها أن يردها عن سيدها ومحبها فتجيبه: «إن ما يعجبك في ليس شيئًا أصيلاً بل هو انعكاس... إنه الزرقة تتلون بها مياه البحر، والحمرة تصطبغ بها وجنة الورد، لقد طبعها في قلبي نور عظيم، نور المحبة، لقد رأيت واحدًا حولني، هو الذي أتبعه في الوديان وأرقي وراءه فوق التلال، قال الناس أنه ميت، ولكن هذا ليس حقًا، انه نور أيامي، والأزهار المبثوثة في طريقي، إنه اللحن الذي أتغنى به، ولو أمكنني أن أغني من الصباح حتى الليل لما رددت غير مقطع واحد: «أحبه. أحبه. أحبه».وفي الجلجثة والبستان بدت هذه المحبة عجبًا حين اتشحت بالحزن وكساها ثوب الألم لقد انتصرت على كل عوامل الضعف البشري، وضربت أمثل الآيات في الوفاء والولاء والتكريس، لقد تابعت المجدلية المسيح في المحاكمة وعلى الصليب وفي القبر، وكامبل مورجان يؤكد بملاحظته الدقيقة، إنها قضت الليل كله تجاه القبر حتى ختم في صباح اليوم التالي، وفي يوم القيامة كانت أسبق الجميع إليه، بل كانت بين أورشليم والقبر جيئة وذهاباً لا تعرف استقراراً وبينما يرجع بطرس ويوحنا مندهشين متعجبين لا تترك هي القبر بل تسكب أمامه دموع المحبة الوفية الحزينة، كما أن رؤياها للملاكين، ومن ظنته البستاني، وحديثها معهما ومعه، يجلان في روعتهما وحقيقتهما عن أسمى خيال طرق فكرًا بشريًا،... لقد تعلمت من المجدلية كيف تنتصر المحبة على الخوف والرهبة، وكيف تعلو على الجبن والمصانعة، وكيف ننسى الأعياء والتعب، وكيف تنفرد بالولاء والشهادة المنتصرة في أدق الظروف، لقد تعلمت منها كيف أقف إلى جانب مخلصي، حتى ولو انفض الجميع من حوله، وبدا الليل قاتمًا حالكًا مظلمًا، وأن أسعى إليه لأعبر له عن ولائي، ولا انتظر غيري سعي أو لم يسع، وأن تكون محبتي متحركة نشطة ملتهبة لا تعرف السكون أو الصمت أو الجمود، وألا يؤثر فيَّ رجوع الجميع عنه حتى ولو كان بينهم أفضل تلاميذه، بل وأن يكون لي من قوة الحب، ما يشغلني عن منظر الملائكة مهما كان جميلاً، وعن حديثهم مهما كان عذباً، بل لقد تعلمت منها أن أنسى ضعفي وخوفي وقصوري ونقصي وانفرادي، وأن أشهد له وأعترف به وأسعى إليه، في أية حالة كنت وكانت الظروف حولي. ضع هذه العبارات أمامك: «فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي ووضعه في قبره الجديد.. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاة القبر». «وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر والظلام باق». «فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه». «فمضى التلميذان أيضًا إلى موضعهما أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي». «فظنت تلك إنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه».. ضعها أمامك ترى جلال محبة مريم وعظمتها. الفتاة التي كوفئت أجل مكافأة لا أظن أن هناك مكافأة أجل من تلك التي قالها مرقس في عبارته الخالدة، وهو يتحدث عن قيامة المسيح: «ظهر أولاً للمجدلية». ولم ظهر للمجدلية أولاً؟ ألا أنها كانت أحوج الكل إليه؟ تشتت التلاميذ وتعثروا، وكانوا يحتاجون إليه وإلى تعزيته، وإلى استرداد الثقة بمكانهم وموقفهم، فخصهم بحبه ومواساته وحدبه، كل على أساس حاجته من ذلك الحب والمواساة والحدب، ولأجل هذا ظهر لبطرس على انفراد، وظهر لتلميذي عمواس، وظهر للتلاميذ في أول الأسبوع التالي مجتمعين معاً، وأغلب الظن أنه ظهر خصيصًا من أجل توما الذي لم يكن حاضر الظهور الأول.. فهل ظهر أولاً للمجدلية لأن دموعها كانت أغزر، وحزنها أشد؟ قد يكون فأنا أعلم أن دموعي تأتي به من أقصى السموات، وأنا أعلم أن ضيقي يهز قلبه العظيم، وأنا أعلم أنه ما من دموع سكبها إنسان إلا وهزته هزا، وهل استطاع أن يرى أرملة نايين تودع ولدها الوحيد الى مثواه دون أن يقف في طريق الموت ليرد الولد إلى أمه؟ وهل استطاع أن يرى أخت لعازر تبكى دون أن يشاطرها البكاء؟ فهل يمكن أن يرى دموع مريم دون أن يسرع إليها؟ أنا أعلم أنه جاء ليمسح دموعها، وليرد إليها العزاء. وليبين لها أن يوم نصرته لا يصح أن يكون يوم دموعها ويوم القيامة لا يمكن أن يكون يوم البكاء.. ألا ما ألطف السيد وأروع حنانه! كم من مرة يأتينا ليكفكف دموعنا التي تعبر في الواقع عن أوهام خيالية وأحزان لا أساس لها، وهي أشبه الكل بدموع يعقوب قديمًا حين صاح لبنيه: «أعدمتموني الأولاد. يوسف مفقود وشمعون وبنيامين تأخذونه صار كل هذا علي». ولم يكن أحد من أولاده إلا في خير حال. هناك من يظن أيضًا أن المسيح جاء ليكافيء المرأة في شخص مريم، ويرفع كرامتها المهانة الضائعة، لقد كفرت المرأة يوم الصليب عما فعلته يوم السقوط، إذ انفردت بالولاء له دون الرجل، ومن ثم كان الرسول الأول للتاريخ والأجيال ببشارة القيام امرأة لا رجلاً.. «فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا»... عندما تذكر النساء مجدهن الأثيل وخادمات هذا المجد ليتهن لا ينسين أن يضعن في الصف الأول مع أخلد البطلات مريم المجدلية. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة مريم المجدلية |
تذكار القديسة مريم المجدلية من هي مريم المجدلية؟ |
قصة القديسة مريم المجدلية |
القديسة مريم المجدلية |
القديسة مريم المجدلية |