إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ
"فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ" (قضاة 6: 16).
عِندمَا سَمع جِدْعُونُ منْ نَبي الرَّبّ، أن الْمِدْيَانِيِّينَ يُريدونَ أن يَعتدوا على شَعبِ إِسْرَائِيلَ، آمنَ بأنَ الرَّبّ العليِّ سَيكونُ مَعهُ. لذِلك، فَعل علي الفَور كلّ مَا قيل لهُ. ونَفس الشي يَنطبقُ عَلينَا اليوم يا إخوتي، فإذا قَالَ لنَا الرَّبَّ أن نَفعلَ شيئاً، مِن خِلال كَلِمتهِ، ويَجبُ عَلينا ألا نَغضب أو نَخجل لأن أولئِك الذينَ يتصرفونَ بِهذهِ الطريقةِ سوف يَشهدونَ المَوتَ الثانِي (رؤيا 21: 8).
طَلب شَعبُ إِسْرَائِيلَ من الرَّبِّ أن يُنقذهُم مِن أعدائِهم؛ ولكنَّهُ، بدلاً من الاسَتجابةِ لطلبهم على الفَور وإرسالَ رياحٍ قويةٍ لاكتساحِ خُصومهِم مُباشرةً في البَحر، أرسلَ إليهم واحدٌ من عَبيدهِ مع الرسالةِ الصَحيحةِ. لنَفترضَ أنكَ تمرُ بأزماتٍ في حَياتكَ، لدرجةِ أنك تَسألُ الآبَ أن يُنقذك؛ فهلْ تَعرف مَا يَجبُ عليكَ القيامُ بهِ؟ عَليكَ الاستماعُ إلى رَسائلِ الرَاعي في كَنيستكَ، وأيضاً أن تَجعل عَيناكَ مَفتوحتانِ عِلى مِصراعيهما، عِندمَا تَقرأ الكَتابَ المُقدس، وأن تنتبهَ لمَا تشعرُ بِه في قَلبِك. هَذهِ هي الطريقةُ التي يَستجيبُ بِها الله سُبحانهُ لصَلاتك.
أن رَسالة النبي شَغلت قلبَ جِدْعُونُ وآمن بهِا. ونحنُ لا نَعرفُ ما إذا كانَ قدْ بكي بِدموعٍ أو صَام أو إذا كانَ قدْ أستغرقَ وقتاً طويلاً لزراعةِ القَمحِ. ولكننَا نَعلمُ أنهُ عِندمَا كانَ في الحَقلِ يِخبط الحِنطةَ في المَعصرةِ لكي يُهربهَا مِن الْمِدْيَانِيِّينَ ، ظهرَ لهُ مَلاكُ الرَّبِّ مع كلماتِ تَشجيعٍ وهي تِلك الموجودةُ في هَذهِ الرسالةِ. ومنذُ تِلك اللحظةِ التي أهتمَ فيها بِالرسالةِ الإلهيةِ، بدأ الإلهُ العَظيمُ السَيرَ مَعهُ، في كُلِّ وقتِ خِلالَ تِلك الفترةِ منَ الزمنِ. ويَحدثُ نَفس الشَيء مع الأشخاصِ الذينَ يَتصرفونَ بِنفسِ الطَريقةِ. فالله يَكونُ دَائماً مع أولئكَ الذينَ يَستجيبوا لمَا يُطلب مِنهُم أن يَفعلوهُ.
يَجبُ أن تكونَ عِلاقتُنا وثَيقةٌ بالآبِ، ولا يَكون عِندنا شُكوكٌ ونحن نخدمهُ. وهو سَيكشفُ لنا عن أصغرِ التفاصيلِ، ومَهما كانت مُهمتُك تَبدوا صَعبةً أو مُعقدةً، فلا تدعْ قلبكَ يمتلئُ بالخوفِ ولو لمَرةٍ واحدةٍ، لأن الذي كَلفك بِهذهِ المهمةِ سَيسيرُ أمَامك ويَنفذهَا بنفسهِ (1 تسالونيكي 5: 24). فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُل وَاحِدٍ».
كانَ عددُ الْمِدْيَانِيِّينَ مِثل رَملِ البحرِ. وجاءوا مُستعدين لإذلالِ وسَلبِ بنُو إِسْرَائِيلَ، ومُسلحينَ حَتى أسنانهُم. ولكنَّ كُلَّ شيءٍ كانَ مُختلفاً هَذهِ المَرةِ، لأنهُ كانَ هُناك رَجُلٌ يَستطيعُ الرَّبُّ الاعتِمادَ عليِه: جِدْعُونُ، ذَلِك الرجُل الذي كانَ مُهمتهُ تخليصَ شَعبِ إِسْرَائِيلَ؛ وهَذا هُو سببُ تَعيينهِ من قِبلِ الرَّبِّ.
يا أخي، إذا كُنتَ قدْ سَمعت صَوتَ الرَّبِّ مَرةً واحدةً، في أي شيءٍ يَخُصكَ أو يَخُص عَائلتكَ أو أي أشخاصٍ تَعرفهُم، لا تخفْ! تَقدم وأحصُل على بَركتكَ. وسَوف تجدُ الربَ العظيمَ يرعى حَياتِك، بِشرط أن لا تخافَ. فبوجودهِ إلى جَانبكَ، سَتتغلبُ على أي هُجومٍ شَّيْطانيٍ ضِدكَ. لذَلِك، رُبما تَبدو لكَ المَعركةُ ضَخمةٌ، ولكِنْ، يَجبُ أن لا تَنسى أن الله العليِّ مَعكَ، وسَوفَ تهزمُ أعداءَكَ كرجلٍ واحدٍ. وسَتكونُ المعركةُ أسهلَ مِما تتخيل، لأنهُ مَعكَ.