المطاط المفلكن
بذل العالِم تشارلز غوديير مجهودًا كبيرًا لتحويل المطاط إلى شيء مفيد لا يتجمد في البرد ولا يذوب في حرارة الشمس. فأجرى التجارب لسنوات عدة، واستثمر كل شيء يمتلكه في بحوث على المطاط، لكنه لم يتمكن من صناعة منتج قابل للترويج التجاري، كانت عائلته فقيرة جدًا. لكنّ الأمور بدأت تنقلب لمصلحته.
أوّلًا، صبّ حمض النيتريك على بعض المطاط المطلي باللون الذهبي، فتحول إلى اللون الأسود، ثم رماه في القمامة، لكنه استرجعه حين أدرك أنه أصبح صلبًا من الخارج، وأنعم وأكثر جفافًا من أي مطاط سابق، لكنه بقي يذوب عند تعرّضه لحرارة عالية. ثم بدأ باستخدام الكبريت في تجاربه. متحمّسًا، رمى بعض المطاط الذي عالجه بالكبريت عاليًا في الهواء، فوقع هذا المطاط على الموقد. لكنّه لم يذب بل تفحّم، فأنتج بالتالي مادة مدبوغة تكاد تكون مقاومة للحرارة والماء.
بعد إجراء تجارب إضافية، أدرك أن بإمكانه الحصول على أكثر النتائج فعالية من خلال استخدام البخار لتسخين مزيج المطاط والكبريت الذي صنعه، وفي النهاية نجح في تحقيق هدفه.