منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 08 - 2018, 04:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

المقياس الصالح والميزان الحساس لقلوبنا

المقياس الصالح والميزان الحساس لقلوبنا

+ من جهة واقع الخلق الأول فأن الله حسب محبته الكثيرة
خلق الإنسان وصنعه على صورته الخالدة، وغرس فيه كل السجايا الجديرة باللاهوت، لكي يحصل على الحياة الأبدية في جو الحضرة الإلهية، لذلك كلنا – طبيعياً – نشعر بحاجتنا إلى الله، وشهوة قلبنا أن نعرفه إله حي وحضور مُحيي، وهذه الحركة فينا نابعه من جوهرنا العقلي، أي معدن طبيعة خلقتنا المخلوقين عليها حسب صلاح الله، لأن راحتنا في هذا الجو السماوي الذي تغربنا عنه فعشنا في قلق وخوف من المستقبل.
+ أما من جهة واقع خبرة الحياة البشرية
فأن الإنسان هو الذي سعى نحو الموت حينما أصغى لصوت آخر وصدق كلماته المُخادعة، وهو إبليس الذي حسد الإنسان فخدعه، مع أن معه وصية الله الذي تجعله ينتصر، لكنه تركها والتفت لذلك الصوت الغريب وصدقه وكأنه صنع معه تحالف إذ اقتنع بكلماته ونفذها، فجبل على نفسه حكم الموت، لأن الموت هو الجزاء العادل والطبيعي لمخالفة الوصية المقدسة الحافظة للنفس من الموت والهلاك بالانعزال عن الحياة الإلهية.
+ وفي ملء الزمان – حسب التدبير الخلاصي – اتى رب المجد
مُنادياً نداء التوبة لكي ينبه كل إنسان لحالة الموت الذي يعيش فيها، ومن محبته قال: أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون (لوقا 13: 3)، وبدأ يكرز بملكوت الله مُنادياً للجميع تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اُريحكم (متى 11: 28)، وأيضاً فإن حرركم الابن فبالحقيقية تكونون أحراراً (يوحنا 8: 36)، فكان يجول يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس (أعمال 10: 38).
+ فانتبهوا أيها الأحباء
لأن الرب أتى للحرية وبكونه الأقوى في المُطلق فكان يُحرر كل من يؤمن به فعلياً، وذلك على مستوى الواقع وليس بمجرد قناعة عقلية أو حتى مجرد إحساس نفسي، لأنه كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي وينهب أمتعته أن لم يربط القوي أولاً وحينئذٍ ينهب بيته (متى 12: 29)، فقد قيد القوي (أي إبليس) وشل حركته وأنقذ من يده الأسرى المقيدين، الذين كانوا أمواتاً بالخطايا والذنوب، ونفخ فيهم قوة الحياة وأعطاهم – حسب مسرة الله أبينا وسيد كل أحد – الروح القدس، روح الحياة، وبذلك صارت الأبدية مضمونة، وعاد الإنسان للحضرة الإلهية وارتدى بهاء الله الحي، وصار له ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع (عبرانيين 10: 19) حيث المسيح جالس كسابق وباكورة لأجلنا.
+ ولكن مع ذلك
فهناك مقياس لكل شيء، هناك مقياس للأطوال والموازين، لأن كل شيء ينبغي أن يتم قياسه لمعرفة مقداره وكم هو صحيح ومتوافق، لذلك فأن الرب يُطالبنا أن نحبه، لأن المحبة هي المقياس الصالح والميزان الحساس لقلوبنا: أجاب يسوع وقال لهُ: إِنْ أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً (يوحنا 14: 23)، إذاً لا نستطيع ان نقول أن الله يُقيم فينا ونحن فيه، ونحن لا نحفظ وصاياه، لأن عدم حفظ الوصية دليل على عدم المحبة، وبذلك يتولد خوف في داخل النفس من الدينونة والموت بشكل عام، لأن الإنسان في تلك الحالة منفصل عن الله حتى لو كان يُمارس كل أشكال الحياة الروحية من الخارج ويقوم بها على أكمل وجه، بل وربما يكون خادم عظيم وله شكل وصورة رسمية في الكنيسة، لأن طالما الله غائب عن النفس والنفس متغربة عنه، فأن الظلمة تُحيط بها من كل جانب حتى لو كانت تحيا وسط القديسين، والخوف سيكون هو المسيطر على النفس: لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج، لأن الخوف له عذاب، وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة (1يوحنا 4: 18).
+ لذلك يا إخوتي
أن أردتم أن تمتلئوا من حياة الله وتتذوقوا قوة خلاصه، توبوا، اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شرّ أفعالكم من أمام عيني الرب، وكفوا عن فعل الشر (إشعياء 1: 16)، فلا تسعوا وراء الموت بما ترتكبون من أخطاء في حياتكم، ولا تجلبوا على أنفسكم الهلاك بأعمال أيديكم، فالله لم يصنع الموت ولم ولن يسمح لأحد بالتجارب الشريرة، ولكن كل واحد يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته (يعقوب 1: 14)، فهلاك الأحياء لا يسره، وهو لم يخلق أحد للموت، لأننا ونحن الأشرار لا نقبل الأذى لأولادنا فكم يكون الآب السماوي يُريد الحياة للجميع، فينبغي أن لا نثقل آذاننا، بل اليوم ان سمعنا صوته فلا نقسي قلوبنا، بل نصغي إليه ونستمع ونصرخ نحوه متكلين على رحمته ورأفته التي لا تفرغ، لأن كل من يتكل عليه بكل قلبه لا يخزى، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له (متى 7: 8)
+ فاطلبوا الرب فتحيوا،
اطلبوا الرب وعزه، اطلبوا الرب وقدرته، التمسوا وجهه دائماً، اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه وهو قريب، فهو الناطق بالصدق المخبر بالاستقامة: وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكم (عاموس 5: 6، 1اخبار 16: 11، مزمور 105: 4، إشعياء 55: 6؛ 45: 19، إرميا 29: 13)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إنه الطريق الصالح الذي يقود الإنسان الصالح إلى الآب الصالح
عظة الانبا فام (حلو الانسان الحساس)
افعى الدساس
" أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي و
طرق التعامل مع طفلكِ الحساس


الساعة الآن 02:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024