رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة عائلة فلاديمير بوتين أجواء الحرب العالمية لا تزال تُخيّم على الاتحاد السوفيتي حين عاد هو بعد علاجه من إصابته في ميدان المعركة، لا تزال رائحة الموت في أنفه ولا يزال شبحه يحوم حوله ولا يصدق أنه سيخطو بأقدامه أخيرًا أرض منزله، كان ينتظر لقاء زوجته بفارغ الصبر، لكن ما لم يحسب له حسبانًا هو أن اللقاء ربما مضى موعده وانتهى، فما شاهدته عيناه حين عاد إلى بيته لم يكن يتخيله أبدًا، كان مشهدًا فاصلًا في حياة رجل سيكتب التاريخ أن رد فعله فيه كان سببًا في أن يعرف لاحقًا كوالد لأحد أشهر رؤساء بلاده عبر عصورها، فلاديمير بوتين، الذي كتب قصة عائلته في مقال نادر في جريدة «راشن بيونير» عام 2015.ضمن 28 شخصًا كوّنوا مجموعة للمقاومة الروسية ضد الألمان كان هو، اسمه بوتين، اسم لم يكن يعلم حينها أن ابنًا له سيحمله ويقود أمته بأكملها، كانت الحرب العالمية الثانية على أشدها، وأوكلت المهمة للمجموعة الروسية بتفجير الكباري وخطوط السكك الحديدية بالقرب من سان بيترسبرج. وسط الغابات طاردهم الألمان يومًا، كانوا في مهمة من مهامهم، ولم يجد «بوتين» مكانًا آمنًا من قاع مستنقع ليختبئ فيه مستعينًا فقط بقصبة مجوّفة استخدمها ليتنفس من تحت الماء، حينها شعر بهم فوق رأسه مباشرة، صوت الكلاب يصل إلى آذانه، كانت لحظة حام فيها شبح الموت فوقه محذرًا، إنني أقترب. أيام أخرى مرت ومهمة جديدة تنفذها مجموعة المقاومة، وبينهم «بوتين»، خلف خطوط العدو، حين ظهر جندي ألماني فجأة: «نظر إلينا الرجل بتمعن، أخرج قنبلة يدوية ثم أخرج قنبلة أخرى وألقاهما تجاهنا»، يروي «بوتين» الأب حكايته، مر وقت لا يعلم مقداره حين عاد «بوتين» إلى وعيه، لكنه أدرك سريعًا أنه لا يستطيع المشي، ثمة إصابة في قدمه إلا أنه كان عليه عبور ضفة نهر نيفا المتجمّد للناحية الأخرى، حيث تعسكر مجموعته، لكن المشكلة كانت في كون النهر المتجمد دائمًا ما يقع تحت المراقبة وتُصوّب إليه المدافع الرشاشة، كان عبوره أشبه بمهمة مستحيلة. رُب صدفة خير من ألف ميعاد، إنه القدر الذي حمل حلًّا لمعضلة «بوتين»، فبعث له بهذا الرجل في آخر مكان يتوقع أن يراه فيه، كان جاره الذي وجده ملقى على الأرض، فحمله واستطاع أن يصل به إلى أقرب مستشفى، ليكتشف الأطباء استقرار شظايا إحدى القنابل اليدوية في قدمه ليقرروا تركها مكانها لإنقاذها من البتر. فلاديمير بوتين الأب انتظره جاره في المستشفى حتى اطمأن على نجاح العملية، وقال له: «جيد، الآن أنت ستعيش، وأنا سأعود لأموت»، كلمات اكتشف «بوتين» أنها لم تتحقق بعد قرابة 20 عامًا حين جمعتهما الصدفة مجددًا في أحد المحلات لتنهمر دموعهما، لم يمُت أي منهما في الحرب. حصار لينينجراد سيظل محفورًا في ذاكرة الروس وفي كتب تاريخهم كلحظات فارقة مرت ببلادهم في الحرب العالمية الثانية، لكنه أيضًا سيظل في ذاكرة عائلة «بوتين» لسبب آخر، ففي وقت الحصار ولد شقيق رئيس روسيا الأكبر ومات. كانت البلاد تمر بمرحلة كارثية وعليه فحين شعرت زوجة «بوتين» الأب بآلام الوضع كان عليه أن يعطيها حصته في الدواء سرًّا، لكن الطفل لم يكن بصحة جيدة، ليدرك الأطباء مصيره، لم يكن سيعيش كثيرًا. أخذت الدولة ابن «بوتين» الرضيع ووضعوه في منزل للحضانة قبل إجلائه لمكان آخر، إلا أنه لم يعش حتى ذلك الحين، ففارق الحياة متأثرًا بمرض الدفتريا، ولم يقل أحد أبدًا لأبويه بمكان دفنه، كان الأمر ليظل سرًّا لعقود، حتى يتقلد شقيقه الصغير مقاليد حكم البلاد. فقط عام 2014 استطاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معرفة مكان قبر أخيه، أو على الأقل المنطقة التي دُفن فيها، بعد أن بحث بكل شيء حتى تطابق الاسم وتاريخ الميلاد والعنوان، ليكتشف أنه تم دفنه في مقبرة بيسكرفيسكي في سانت بيترسبرج. فلاديمير بوتين ووالداه لم تنته مآسي الحرب العالمية الثانية بالنسبة لعائلة «بوتين» برحيل طفلهم الرضيع، لا يزال الأب مصابًا ويعالج في المستشفى، والأم عادت وحدها إلى منزلها بعد أن فقدت ابنها ومرت الأيام، ومرضت الأم الوحيدة بشدة واجتمعت آراء الأطباء على أنها ستموت، ولأن الوضع في الاتحاد السوفيتي كان لا يحتمل علاجًا لحالات ميؤوس منها، فقد حملها الأطباء ووضعوها ضمن جثث الموتى لنقلهم جميعًا إلى المقابر لدفنهم، لكن الصدفة تلعب دورها مجددًا في حياة أسرة كُتب أن يخلد اسمها في التاريخ، فقد شُفي «بوتين» الأب وعاد في اللحظة الأخيرة، كما لو أنه مشهد من أفلام السينما الأمريكية، ليرى زوجته وسط الجثث، كانت آخر ما لديه وها هي ترحل وتتركه وحيدًا. اقترب خطوة تلو الأخرى من زوجته التي قبعت وسط أجسام بشرية هامدة، لكنها لم تكن مثلهم، هكذا حدثته عيناه، لا تزال تتنفس، لا تزال لم تفارق الحياة، ولن يسمح لها بأن ترحل الآن، سيبقى معها حتى اللحظة الأخيرة، حملها «بوتين» من وسط الجثث، صارخًا للأطباء: «لا تزال حية، لا تزال حية»، لكنهم أصروا أنها على شفى الموت، لكنه لم يستمع إليهم وهاجمهم بعكازيه، وكان له ما أراد، أعاد زوجته إلى المنزل واهتم بها لتعيش سنوات وسنوات بعد ذلك، وتلد طفلًا اسمه فلاديمير كوالده، فلاديمير بوتين، الذي أصبح اليوم رئيسًا للجمهورية الروسية. |
08 - 08 - 2018, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: قصة عائلة فلاديمير بوتين
موضوع جميل جداً ، معلومات مفيدة
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|