|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين مقدمة قصص وأقوال صلاة عظات شروحات هجوم القديس على الشيطان تعاليم مقدمة عامة عن حياة القديس العظيم الانبا شنودة رئيس المتوحدين ولد هذا القديس ببلدة شندويل من أعمال أخميم وكان أبوه مزارعا يملك أغناما كثيرة .. ولما نشأ شنوده سلمه أبوه رعاية الغنم فكان يرعاها ويعطي غذاءه للرعاة ويظل هو صائما طول يومه وأخذه أبوه ومضي به إلى خاله الأنبا بجال ليباركه فوضع الأنبا بجال يد الصبي علي رأسه وقال : " بارك علي أنت لأنك ستصير أبا لجماعة كثيرة " وتركه أبوه عنده ومضي وفي ذات يوم سمع صوت من السماء قائلا : " قد صار شنوده رئيسا للمتوحدين "ومن ذلك الحين صار يجهد نفسه بالنسك الزائد والعبادة الكثيرة ولما تنيح الأنبا بجال حل شنوده محله فاتبع نظام الشركة الرهبانية الذي وضعه القديس باخوميوس وأضاف عليه تعهدا يوقعه الراهب قبل دخوله الدير . وبلغ عدد الرهبان في أيامه 1800 راهب ولا يزال هذا الدير قائما حتى الآن غرب سوهاج . وبني الأنبا شنوده ديرا آخر بلغ عدد رهبانه 2200 راهب وما زال حتى الآن يضم كنيسة ويعرف بدير الأنبا شنوده وحدث أن قائدا في الجيش استأذنه ليعطيه منطقته ليلبسها أثناء الحرب لكي ينصره الله فأعطاها له وانتصر فعلا علي أعدائه . وصار الأنبا شنوده ضياء لكل المسكونة بعظاته ومقالاته والقوانين التي وضعها لمنفعة الرهبان والرؤساء والعلمانيين رجالا ونساء وقد حضر مجمع المائتين بأفسس مع الأب القديس البابا كيرلس الرابع والعشرين وبكت نسطور المجدف وعند نياحته طلب من تلاميذه أن يسندوه حتى يسجد لخالقه فسجد ثم أوصاهم أن يترسموا خطاه وقال لهم : " أستودعكم الله " و تنيح بسلام . تذكار نياحته 7 أبــيب . صلاته تكون معنا آمين يتبع |
19 - 07 - 2012, 07:03 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
سيرة وأقوال القديس أنبا شنودة رئيس المتوحدين وأنبا ويصا تلميذه ويعني لقب "أرشيمندريت" (أي رئيس متوحدين) أنه كان مشرفًا على فروع أخرى لديره وبعضها كان للنساء. ورغم أن المؤرخين الأجانب تجاهلوا هذا القديس ونظامه الرهباني؛ إلاّ أن البعض اعتبره تاليًا في الأهمية لأنبا باخوميوس بسبب مساهمته في تطوير الرهبنة المصرية، ولا زالت شخصيته لها توقير عظيم في الكنيسة القبطية. وكانت أديرة أنبا شنودة تحرِّم نقل قوانينها إلى خارجها، ويتبين ذلك من القصة الآتية: وُجدت وثيقة في كنيسة بنقادة (محافظة قنا) تحتوي على سيرة قديس اسمه "أفرآم"، كما جاء في سنكسار 24 طوبة، وتبيّن منها أن هذا القديس زار أحد أديرة أنبا شنودة ونسخ قوانين الدير في أوراق ووضعها في طرود وختمها وأرسلها إلى دير ق. مويسيس (موسى)، وبعث برسالة إلى الدير ليخبرهم أنها طرود تحتوي على حبوب. ولما نفدت البقول في هذا الدير فتحوا تلك الطرود فوجدوا قوانين أنبا شنودة التي كان رهبانه لا يسمحون لأحد بنقلها. وكان ذلك في أيام الإمبراطور "يوستنيانوس" في القرن السادس والمعتَقَد أن الرجوع إلى مجموعة مخطوطات "مورجان" التي يحتفظ المتحف القبطي بصورة منها، وهي باللغة القبطية الصعيدية، قد يكشف اللثام عن الغموض الذي يحيط بأديرة أنبا شنودة ومؤسِّسها ورهبانها. وهذه المجموعة يبلغ عددها 56 مجلّدًا كبيرًا اكتُشفت سنة 1910م في خرائب دير الحامول بالفيوم واشتراها مستر Pierpont Morgan أحد الأثرياء الأمريكان، وأعطى صورةً منها للمتحف القبطي، ويُقال إنها تحوي الكثير عن قديسنا أنبا شنودة وعظاته وأقواله. وهي تحتاج إلى مَنْ يترجمها من هذه اللهجة الصعيدية ...! وجميع المعلومات التي وصلت إلينا عنه جاءت من عظاته وكتاباته بالقبطية الصعيدية وسيرة حياته التي كتبها تلميذه أنبا ويصا. ونحاول هنا أن نقترب من فكر ق. أنبا شنودة الذي كان له تأثيرٌ عظيمٌ على الرهبنة في مصر وبالأخص في الدير الأبيض في الصعيد وما حوله. وق. شنودة بين قديسي الرهبنة الكبار الأوائل يقدِّم مثالاً ليس له نظير وتقليدًا روحانيًا يُعتبر في عصرنا الحالي منقرضًا نسبيًا. كما أنّ كتابات هذا الأب المبارك فريدة في اللغة القبطية. وقيل إنه عاش نحو 118 سنة (333 – 451م)، وإن رئاسته على الرهبان دامت نحو 66 عامًا يتبع |
||||
19 - 07 - 2012, 07:05 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
أولاً: قصص وأقوال قيل إن ق. أورسيزيوس الشبيه بالملائكة، تلميذ أنبا باخوميوس، تنبّأ عن ولادة أنبا شنودة. فإنه بينما كان ذاهبًا ليقوم بخدمة لازمة للدير التقى بأُمّ شنودة في طريقها لتستقي ماءً، ولم تكن قد أنجبته بعد، فذهب أورسيزيوس إليها وسلّم عليها قائلاً: ”سيبارك الله ثمرة بطنك ويعطيك ابنًا تفوح رائحة اسمه كالعنبر في أرجاء المسكونة“ كان والدا شنودة يعيشان في "شندويل" التابعة لمدينة إخميم الحالية، وكان والده يمتلك حقولاً وبعض الأغنام، وكان يرسل شنودة منذ حداثته إلى رعاة الغنم لكي يدرِّبوه على رعاية الغنم على أن يُعيدوه إلى المنـزل عند الغروب. وكان شنودة حينئذ قد نما وبدأت نعمة الله تظهر عليه. وكان يعطي للراعي طعامه الخاص ويظل هو صائمًا طيلة النهار، وعند الغروب كان يصحبه أحدهم إلى قرب المنـزل ثم يعود. ولكن شنودة كان يختبئ خلف شجرة أو بجانب بئر ويصلّي حتى ساعة متأخرة من الليل. تعجب والداه من تأخيره وسألوا الرعاة عن السبب، فاندهشوا لأنهم كانوا يوفون بوعدهم. وذات يوم راقب والد شنودة الصبي حتى رآه بجوار البئر يصلّي وأصابعه كأنها شموع مضيئة، ففرح جدًا وأخبر زوجته، (وقيل في مصدر آخر إن راعي الغنم هو الذي رأى هذا المنظر وقال لوالد شنودة إنه لا يستحق أن يمكث معه). ثم اصطحبه والداه إلى خاله الراهب المعروف أنبا "بيجول" الذي قيل إنه كان رئيسًا لأحد أديرة أنبا باخوميوس. وقال والد شنودة لأنبا بيجول: ”بارك يا أبي على هذا الصبي“. ولكن أنبا بيجول أخذ يد شنودة ووضعها على رأسه قائلاً: ”أنا الذي يجب أن ينال البركة من هذا الصبي لأنه إناءٌ مختارٌ للسيد المسيح الذي سيخدمه بأمانة كل أيام حياته“. فلما سمع والدا شنودة ذلك تهلّلا فرحيْن، واستودعا الصبي لخاله حيث نشأ واقتبس من خاله كل الفضائل المسيحية. وقيل إنه حينما قابل الأب بيجول الصبي شنودة، كان جالسًا بجوار الأب بيجول رجلٌ به روح نجس، فأمسك شنودة بقطعة خشب تُستعمل في قرع الناقوس، وظل يضرب الشيطان الذي كان في الرجل، فصرخ قائلاً: "سأهرب من وجهك يا شنودة، لأنني منذ أن رأيتك كأن نارًا التهمتني"! ثم خرج الروح النجس في الحال من الرجل فأعطى مجدًا لله يتبع |
||||
19 - 07 - 2012, 07:09 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
وقيل إنه في مساء هذا اليوم لما اضطجع الأب بيجول، أعطى الصبي شنودة مكانًا منفردًا ليضطجع فيه. ولما رفع الأب بيجول عينيه إلى السماء رأى ملاكًا من الرب يحرس هذا الصبي أثناء نومه، وقال الملاك للأب بيجول: ”عندما تنهض في الصباح أَلبس الراهب شنودة رداء الإسكيم المقدس الذي تجده أمامك، لأن هذا هو رداء إيليا النبي التشبي الذي أرسله لك الرب يسوع لكي تُلبسه إياه. حقًا إنه سيكون رجلاً بارًا ومشهورًا، ولن يوجد له مثيل بعده. وهو سيبني ديرًا، وسيكون معزيًا وحاميًا لكل من يدخل عنده، وسيبقى نظامه الرهباني إلى كل الأجيال“. فنهض باكرًا وصلّى على الرداء ومنطقه به قائلاً له: ”أباركك يا ابني شنودة، لأنك ستكون أبًا لجماعة كبيرة من الرهبان“. وقد شهد أحد الشيوخ بأن شنودة، حتى وهو بعد في سن الشباب، كانت أصابعه تلمع كالشموع حينما كان يرفع يديه في الصلاة. وظلّ شنودة في دير أنبا بيجول زمانًا مجاهدًا بالصوم والصلاة والصبر والاتضاع. وكان نشيطًا يؤدّي جميع واجباته الرهبانية بهمّة نادرة. وقد فاق الكثير من الرهبان في الزهد، وكان خاله فرحًا لنموه السريع ودرسه للكتاب المقدس الذي حفظ أجزاءً كبيرةً منه وبعد أيام قليلة خرج الأب بيجول ومعه الشاب شنودة وأبٌ قديسٌ اسمه "بيشوي"، وبينما كانوا سائرين معًا سمعوا صوتًا يقول: ”لقد أصبح شنودة "أرشيمندريت" (أي رئيسًا للمتوحدين)“. فقال الأب بيجول للأب بيشوي: ”هل سمعتَ هذا الصوت الذي جاء الآن من السماء“؟ فأجاب: ”نعم“. ثم سألا الشاب شنودة أيضًا فأجاب بالإيجاب. لذلك، فلما رقد أنبا بيجول انتخبوا شنودة خلفًا له ولا سيما بسبب غيرته وقداسته والإعلانات الإلهية العديدة التي منحه الله إياها مما جذب الكثيرين من طالبي الرهبنة إليه حتى بنى لهم ديرين: الدير الأبيض ويُقال إن عدد رهبانه بلغ 2200 راهب، وربما كان هو أحد أديرة أنبا باخوم الذي كان يرأسه أنبا بيجول ثم وسّعه أنبا شنودة، والثاني هو الدير الأحمر، وقيل إن رهبانه بلغوا 1800 راهب. هذا عدا أديرة الراهبات، إذ قيل إنه كان أبًا لألف وثمانمائة راهبة، وكتب لهن عدة رسائل تعليمية لإرشادهن قيل إن أنبا شنودة لما لبس الإسكيم كرّس نفسه للوحدة والتعب وسهر الليالي والصوم بدون تحفُّظ، وما كان يأكل حتى غروب الشمس، وما كان يأكل حتى يشبع حتى التصق جلده بعظمه، وكان يصلّي كل يوم اثنتي عشرة مرةً ويضرب أربعًا وعشرين ميطانية في كل صلاة. وما كان ينام في الليل حتى الفجر إلاّ قليلاً. وفي مرات كثيرة كان لا يأكل إلاّ من السبت إلى السبت. وفي صوم الأربعين المقدسة كان لا يأكل خبزًا إلاّ اليسير منه مع بقول مبلولة. وكان البكاء حلوًا عنده كالعسل والشهد حتى حفرت الدموع مجاريَ في مآقي عينيه من كثرة البكاء. فكانت سيرته بشبه إيليا النبي الناسك. وقد كان غيورًا في أتعابه، وألقى مواعظ وكَتَبَ ميامر ووصايا كثيرة للرهبان، فقد كان معلِّمًا ليس للشبان فحسب؛ بل أيضًا للشيوخ. ومع ذلك فقد كان يقول: ”إنني لا أنطق بكلمة من ذاتي، بل إن المسيح هو الذي يضع الكلمة في فمي“. لقد كان يحمل المسيح، مواظبًا على تلاوة الأسفار المقدسة، ولذلك كانت سيرته وتعاليمه حلوة في أفواه الجميع كالعسل في قلوب الذين يطلبون الحياة الأبدية وضع أنبا شنودة نظامًا روحيًا دقيقًا وقوانين رهبانية حازمة لرهبانه وقيل إنه كان متأثرًا في ذلك بنظام شركة أنبا باخوميوس. وقيل إن هؤلاء الرهبان كان عملهم هو فتل الحبال وصناعة المقاطف وزراعة نبات الكتان ونسجه وخياطته وصناعة الأحذية الجلدية وتجليد الكتب والنجارة والحدادة وصناعة الأواني الفخارية. وحيث إنّ السلع بأنواعها كانت رخيصة نسبيًا، فقد كان الرهبان يحتكرون السوق في بعض السلع الهامة، ولذلك فقد كانت لتلك الأديرة شيءٌ من الاكتفاء الذاتي. وقد أوصى أولاده أن يحبوا الغرباء، وألاّ يخرجوا من ديرهم البتّة، وأن يحبوا الإخوة ويرحموا الفقراء والغرباء، وأن يقبلوا إليهم كل أحد لأجل محبة الله لكي يأووا الملائكة عندهم. قال أنبا ويصا عن أبيه أنبا شنودة إنه كان يرى خطايا عديدة تُرتَكَب في العالم كله. وكان يعرف عن الذين يأتون إليه كل ما كانوا يفكرون فيه ويعملونه، فكان يصلّي من أجلهم جميعًا لكي يخلصوا ويجدوا رحمةً أمام كرسي دينونة المسيح وقال أنبا ويصا إنه جاء إلى القديس مرةً رجل من قرية تابعة لمدينة "بسوي"، وكان قلبه في غمٍّ شديد، وكان قد أرسل له يقول: "يا أبي القديس، أريد أن آخذ بركتك. فلعله بصلواتك المقدسة تحلّ عليَّ رحمة الله ويغفر لي خطاياي الكثيرة جدًا". فأرسل له القديس قائلاً: "إن كنتَ تطيعني فيما سأقوله لك فستراني، وإن كنتَ لا تطيعني فلن ترى وجهي". فقال له الرجل: "إنني سأطيعك يا سيدي وأبي في كل ما تأمرني به". فطلب القديس أن يُحضروه إليه. ولما دخل سجد أمامه فقال له أنبا شنودة: "اعترف بخطيئتك أمامنا جميعًا". فقال الرجل: "رأيتُ كيس نقود حول عنق رجل كان راكبًا دابة، فقتلته بسيفي وأخذت الكيس الذي ظننتُ أنه كان يحوي كمية كبيرة من الذهب، ولكنني وجدتُ فيه عملةً واحدةً. ثم حفرتُ في الأرض ودفنته ثم جئتُ إليك يا أبي القديس. فاخبرني عما تريد مني أن أفعله حتى يرحمني الرب ويغفر لي خطاياي". فقال له القديس: "لا تمكث هنا، بل اذهب سريعًا إلى مدينة إخميم حيث تجد الدوق الذي جاء لتوّه والناس يحيّونه، وسيُسلَّم إليه بعض اللصوص وهو سيثور عليهم، ورافقهم أنت، وسيقولون له إنك موجود. ثم إن الدوق سيسألك: "هل هذا حق"؟ فقُل له: "نعم هذا حق"، ولذلك فإنه سيقتلك مع الآخرين، وحينئذ فإنك ستدخل في حياة الله الأبدية"! فانصرف الرجل في الحال وفعل كما قال له القديس. وإذ قطع الدوق رقبته مع بقية اللصوص حلّت عليه رحمة الله كما أخبرنا أبونا القديس يتبع |
||||
19 - 07 - 2012, 07:13 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
مجمع افسس ومحاكمة نسطور طلب البابا كيرلس عامود الدين من أبينا ق. أنبا شنودة وأنبا بقطر الأرشيمندريت (من دير طابنيسي الذي أسسه أنبا باخوميوس)، أن يذهبا معه إلى القسطنطينية لحضور مجمع محاكمة نسطوريوس الهرطوقي، فذهب الجميع إلى العاصمة الملكية. ولما صرفهم الملك ذهب أبونا شنودة لكي يركب السفينة مع آبائنا القديسين، ولكن الخدام لم يعرفوه فقالوا له: "لا يمكنك أن تركب مع رئيس الأساقفة". فقال لهم: إن كان الأمر كذلك فلتكن مشيئة الله"! ثم سار ومعه تلميذه مسافةً قصيرةً ووقف يصلّي قائلاً: "يا ربي يسوع المسيح، كيف ستأخذني إلى ديري"؟ وبينما كان يصلّي هبطت سحابة مضيئة من السماء ورفعته هو وتلميذه ثم ارتفعت وطارت بهما. ولما جاءت السحابة إلى عرض البحر رأى البابا كيرلس القديس وتلميذه وسط السحابة وصاح قائلاً: "باركنا يا أبانا القديس، يا إيليا الجديد"! فقال له القديس: "اذكرني يا أبي القديس". وهكذا أعادت السحابة القديس إلى ديره! ثم أرسل البابا كيرلس إلى أبينا أنبا شنودة وسأله: "عندما كنتَ جالسًا على السحابة، ففي كم يوم وصلت إلى ديرك"؟ فقال له أبونا: "اغفر لي يا أبي القديس، فإنني غير مستحق لمثل هذا الأمر"! فأرسل له البابا يقول: "إنني أستحلفك بصلوات القديسين أن تخبرني بما حدث معك". فقال له أبونا باتضاع: "حيث إنك تستحلفني، فقد ذهبتُ إلى الدير في نفس اليوم الذي تحادثنا فيه مع بعضنا بينما كنتَ أنت في السفينة وأنا على السحابة، وفي مساء نفس اليوم حضرتُ الصلاة مع الإخوة"! فدُهش البابا كيرلس والأرشيمندريت بقطر ومجّدا الله الذي هو وحده الذي يُجري المعجزات مع قديسيه الذين يصنعون مشيئته ويضعون ثقتهم فيه يتبع |
||||
19 - 07 - 2012, 07:18 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
قال أنبا ويصا: حدث مرةً أن مخلصنا كان جالسًا يتحدث مع أبي أنبا شنودة، ودخلتُ أنا ويصا تلميذه لكي أقابله، فاختفى المخلِّص في الحال. ولما تباركتُ من أبي سألته: "من هو، يا أبي القديس، الذي كان يتحدث معك؟ وأين ذهب حينما دخلتُ"؟ فقال لي أبي النبي: "كان هو الرب يسوع المسيح الذي كان يكلّمني بأسرار". فقلتُ له: "وأنا أيضًا أريد أن أراه لكي يباركني". فقال لي أبي: "لا يمكنك أن تراه لأنك لا زلتَ مبتدئًا (أو صغيرًا أو حديثًا في الرهبنة)". فقلتُ له: "إنني خاطئ يا أبي القديس". فقال لي: "ليس الأمر هكذا، بل إنك خائر العزيمة". ثم قلتُ له بدموع: "أتوسل إليك يا أبي، تراءف عليَّ حتى أكون أنا أيضًا مستحقًا أن أراه". فقال لي: "إذا انتظرتَ حتى الساعة السادسة غدًا فتعالَ وحينئذ ستراني جالسًا معه، واحترس من أن تقول شيئًا لأحد". وفي اليوم التالي دخلتُ حسب توجيه أبي، ولما قرعتُ الباب فارقه الرب في الحال. فبكيتُ وقلتُ: "إنني غير مستحق بالكلية أن أرى الرب في الجسد". ولكن أبي قال لي: "إنه سيعزّي قلبك يا ابني ويصا ويجعلك تسمع صوته الحلو". وفي مرة، رغم أن ذلك كان أكثر مما أستحق، سمعته يتكلم مع أبي وظللتُ أعترف بفضله كل أيام حياتي حدث مرةً قحطٌ شديدٌ في منطقة إخميم، فجاء جمهورٌ كبيرٌ من السكان إلى أبينا شنودة لكي يُطعمهم. فأعطاهم خبزًا حتى فرغت الأرغفة من الدير. فجاء الأخ المسئول عن الخبز وقال لأبينا: "لقد كانت كمية الخبز التي أخذها الناس كبيرة، وماذا سنفعل مع هذا الجمهور الذي جاء إلينا ومع الإخوة في الدير"؟ فقال الأب لي وللذي وزّع الخبز: "اذهبا واجمعا الأرغفة الباقية مع الكسر الصغيرة، وبلاّها بالماء وأعطيا إياها للناس لتأكل". ففعلنا كما أوصانا ولم نترك شيئًا، وأخبرْنا أبانا بذلك، فقال لنا: "صلّوا لكي يبارك الله في الخبز حتى تطعموا الجميع". ففعلنا ذلك، ثم لما فتحنا مخزن الخبز وجدنا أن الخبز ملأ المخزن حتى فاض وسقط فوقنا من باب المخزن. ولما شبع الجمهور مجدوا الله وطوّبوا أبانا القديس قال أنبا ويصا: جاء مرةً إلى أبينا القديس من بلدة "بيمجي" (واسمها الآن "البهنسا")، رجل كان معه 120 قطعة ذهبية، وكان معه صديقٌ، وقال الرجل لصديقه: "أريد أن أعطي هدية صغيرة لهيكل الأب شنودة كصدقة من أجل خلاص نفسي، ولكنني لن أسلّمها حتى أعرف أولاً إن كان هذا الأب الكبير سيعطيها كصدقة أم لا". ثم أعطى النقود الذهبية لهذا الصديق الذي جاء معه. ثم قابل أبانا القديس وقال له: "أتوسل إليك يا أبي القديس، ارحمني وأعطني عطية صغيرة: عشرين قطعة ذهبية لكي أعطيها لمن يُقرضني نقودًا لئلاّ يطردني من بيتي ويأخذه مني". فقال له أبي: "هذا ليس مكان مزاح يا ابني، فربما أنك تريد عشرين قطعة أخرى لكي تُضيفها إلى المائة والعشرين قطعة التي أحضرتها معك، لأنك تريد أن تجمع مبلغًا كبيرًا"!؟ ثم استدعى أبونا راهبًا وقال له: "اذهب إلى الحقل من طريق معين (حدده له)، وستجد رجلاً جالسًا على الأرض يمشِّط شعره، وفي يده جرّة ماء، فقُل له: ’إن صديقك يقول: اجلس هنا حتى أرى إن كان الكبير سيُعطي النقود في عمل محبة أم لا‘، وأنا أقول لك الآن: قم وتعالَ إليَّ". فلما ذهب الراهب إلى الحقل وجد الرجل وقال له كما أوصاه أبي. وكان الرجل الذي جاء إلى أبي واقفًا أمامه وهو مندهشٌ جدًا، ثم أعلن قائلاً: "حقًا إنني علمتُ اليوم أنه يوجد نبيٌ في هذا الدير كما رأيتُ اليوم بعينيَّ"! ثم أعطى الذهب لأبي النبي أنبا شنودة، وبعد أن صلّوا انصرف الرجلان بسلام وهما يمجدان الله ويطوبان قديسيه ذكر أنبا ويصا أنه جاء مرةً إنسان من قطر أجنبي، ولما سمع بمعجزات أبينا البار أنبا شنودة طلب أن يباركه، فقال له أبي: "كيف أباركك في حين أنك ارتكبتَ خطيةً عظيمةً وفظيعة"؟ فقال الرجل: "لا أعرف أية خطية ارتكبتُها، إنني مسيحي وقد آمنتُ بالله منذ طفولتي"! فقال له أبي: "ألا تتذكر اليوم الذي فيه أكلتَ وشربتَ ونمتَ في بيتك، وبينما كنتَ نائمًا خدعك الشيطان، فقمتَ وأخذتَ سيفك وخرجتَ ووجدتَ امرأةً فشققتَ بطنها بسيفك"؟ فأجاب: "حقًا يا أبي القديس، هذا حق، ولكن إذا تاب إنسان خاطئ ألا يُغفَر له"؟ فقال له أبي: "إنه بالتأكيد توجد توبة، فإذا احتملتَ العقاب التأديبي الذي أعطيه لك يغفر الله لك، لأن الله لا يشاء موت الخاطئ بل أن يترك طرقه الأثيمة ويفعل الصلاح ويحيا (حز33: 11). فلما سمع الرجل ذلك قص شعره ولبس الزي المقدس، وجاهد جهادًا مجيدًا، وصار راهبًا بارزًا حتى نهاية حياته. وفي ثالث يوم من صيرورته راهبًا أخذ جرّة ماء وذهب معه أبي إلى البرية الداخلية حتى صارا على بُعد ثلاثة عشر ميلاً من الدير، وتركه هناك ليعيش في مغارة في صخرة كان طولها بمقدار طوله هو. وكان أبي يذهب إليه كل يوم سبت ليفتقده ويباركه ويُحضر له احتياجاته الضرورية. وبعد سنة ذهب إليه وقال له: "أخبرني عما حدث لك". فأجابه: "بمجرد أن طلع فجر اليوم، وجدتُ أن جسدي يرتعش جدًا حتى إنني قلتُ إن جميع أعصابي قد انتُزعت من جسدي، واضطربتُ إذ ظننتُ أنني سأموت سريعًا. ثم خرج من جسدي شيء منتن برائحة كريهة جدًا مثل رمّة عفنة، ثم دخل هذا الشيء في شقٍّ في الصخرة مثل البخار المدخِّن ثم اختفى. وقد ظللتُ في حالة شبه غيبوبة حتى جئت قدسك إليَّ"! فقال له أبي: "تعزَّ، فقد جاءك الخلاص اليوم وقد غفر لك الرب خطيئتك". ثم أعاده أبي إلى الدير وسط الإخوة. ثم سألتُ أبي القديس أنا تلميذه ويصا قائلاً: "أليس هذا هو الذي جاء إلينا من قطر أجنبي"؟ فأجاب بالإيجاب. فسألتُه: "أين كان هذا الوقت كله"؟ فأجابني: "بعد أن جرحه وحش شرير، أخذتُه إلى الطبيب الذي شفاه فحلّ عليه الخلاص"! وظلّ هذا الأخ يمجِّد الله كل أيامه يتبع |
||||
19 - 07 - 2012, 07:19 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
جاء مرةً إلى الأب شنودة تاجرٌ غنيٌ من إخميم، وقد نهب اللصوص بيته ولم يتركوا له شيئًا. فصاح قائلاً لأبي: "إنهم لم يتركوا لي شيئًا على الإطلاق"! فقال له أبي: اذهب إلى مدينة "سيوط" (أسيوط الحالية)، وهناك تجد ثلاثة أشخاص جالسين على الأرض خارج بوابة المدينة، وواحدٌ منهم يصفف شعره، فقل له: "يقول لك الأب شنودة: ’تعالَ إليَّ لكي أتكلم معك في موضوع ما‘". وبعد أن أخذ التاجر بركة أبي ذهب فوجد الرجال كما قال له أبي، وقال للرجل الذي كان يصفف شعره كما قال له أبي، فقال له: "إنني أرغب منذ عدة أيام أن آخذ بركة هذا القديس". ثم ذهب كلاهما إلى أنبا شنودة وتباركا منه، وبعد أن استراحا قليلاً قال أبي للرجل: "يا بُنيَّ، أعِد لهذا الرجل الممتلكات التي سلبتها منه، وسأجعله يُعطيك جزءًا منها"! فشعر الرجل بالخوف وقال لأبي: "يا أبي القديس، لستُ أنا وحدي الذي أخذها". فقال له أبي: "أعرف ذلك أيضًا يا بُنيَّ"! ثم قال الرجل: "إن كان لا يخبر أحدًا قط سأُعيد إليه ممتلكاته كاملةً بلا نقصان". حينئذ جعل أبي التاجر يتعهد بألاّ يكشف هذا الأمر لأحد حتى نهاية حياته. ثم أخذه الرجل وأعاد إليه جميع ممتلكاته كما هي، فأعطاه التاجر جزءًا منها وصرفه مرةً أخرى جاء التاجر المذكور إلى أبي ونال بركته. فقال له أبي: "إنك تريد، يا بُنيَّ، أن تذهب إلى الإسكندرية، فاصنع معي معروفًا: وهو عندما تصل إلى هناك اشترِ أول شيء تجده للبيع أمامك وأحْضِرْه إليَّ، وأي ثمن تدفعه سأعطيك إياه عندما تعود بمشيئة الله". وبعد أن نال التاجر بركة أبي سافر، وبمجرد أن نزل من السفينة بجوار الإسكندرية وجد رجلاً يحمل مذبحًا فضّيًا متنقلاً كان قد سرقه من أحد أديرة أنبا شنودة. فلما رأى المذبح قال في نفسه: "لو أنني اشتريتُ هذا المذبح الفضي وأعطيته لرجل الله، سأخجل من أن آخذ أي شيء منه، لأنه كان قد أشفق عليَّ وأعاد إليَّ ممتلكاتي المسروقة، فلن أشتريه لئلاً أفقد شيئًا آخر"! ولما وصل إلى الإسكندرية قابل نفس الرجل الذي معه المذبح الفضي ولكنه لم يشترِهِ. وبعد يومين قابل الرجل نفسه وهو يحمل المذبح أمام جميع الموجودين، ولكنه أيضًا لم يشترِهِ! ولما باع التاجر بضاعته وعاد إلى النهر لكي يركب السفينة جاء الرجل نفسه ومعه المذبح، ولكنه أيضًا لم يشترِهِ! ولكن واحدًا من بحارة السفينة اشتراه بأربع عملات ذهبية وقال في نفسه: "سأذهب به إلى هيكل الأب شنودة رجل الله"! جاء البحار بالمذبح إلى الدير وقدّمه إلى أبي قائلاً: "أَتريد يا أبي أن تشتري هذا المذبح"؟ فقال له أبي: "أريد ذلك بالتأكيد، ولكن أخبرني كم دفعتَ فيه يا بُنيَّ". فقال له البحار: "دفعتُ ثماني عملات ذهبية يا أبي"! فقال له أبي: "لا يا بُنيَّ، لا تكذب، إنك دفعتَ فيه أربع عملات فقط"! فقال البحار: "حقًا فإن هذا هو ما دفعته بالفعل، فخذه يا أبي القديس". فقال له أبي: "خذ خمس عملات ذهبية ثمنًا له". ولكن البحار قال له: "كلا يا أبي، إنني لن آخذ شيئًا، فقط اذكرني في صلواتك المقدسة". وبعد أن نال بركة أبي رجع إلى بيته وهو يمجد الله وبعد شهر، جاء هذا التاجر وقال لأبي: "بينما كنتُ ماشيًا سقط مني كيس فيه ستون عملةً ذهبية ولا أعلم أين سقط". وحدث أن البحار الذي اشترى المذبح هو الذي وجد الكيس ولم يعلم صاحبه بذلك. فتوسل إلى أبي بدموع قائلاً: "تراءف عليَّ". فقال له أبي: "هذا بسماح من الله، فإن غِنَى هذا العالم يشبه امرأة عاهرة، تكون اليوم في بيتك، وفي الغد تتعاقد مع شخص آخر. والآن يا بُنيَّ، لقد أعطى الله الذهب الذي فقدته لمن أراد، وأنت لن تجده قط"! فانصرف التاجر بقلب مغموم وبخزي عظيم يتبع |
||||
19 - 07 - 2012, 07:23 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
عديدةٌ هي الآيات والمعجزات التي أجراها أبونا شنودة النبي الحقيقي وحامل الروح، وقد انتشر خبرها وملأ وجه الأرض كلها حتى بلغت إلى أسماع الملوك الأتقياء الذين أُخبروا أنه يوجد رجلٌ في جنوب مصر يُدعَى "شنودة"، وأي شيء يقوله يتم حدوثه، لذلك فقد أرسل الإمبراطور إلى أبي القديس يقول: "ثيئودوسيوس الصغير غير المستحق أن يكون ملكًا، والذي أعطاه الله المملكة رغم عدم استحقاقه، يحييك يا أبي القديس أنبا شنودة رجل الله الحقيقي، وأتوسل إليك أن تسرع بمجيئك إلينا، وذلك حتى لعلنا نكون مستحقين أنا وجميع مواطنيَّ لبركتكم. إن المملكة وكل أعضاء مجلس الشيوخ يتطلّعون إلى زيارة قدسكم لنا، فلا تتأخر يا أبانا القديس، فإننا عطشى إليكم وإلى تعاليمكم المقدسة كما أخبرَنا الذين يأتون إلينا عن النعم التي أسبغها الله عليكم. اذكرنا في صلواتكم المقدسة وإلى اللقاء في اسم الثالوث الأقدس". وختم الإمبراطور الرسالة وأعطاها لرسوله الشخصي "أودوكسيوس"، وأرسل نسخةً منها إلى دوق مدينة "أنتينيوي" ("الشيخ عبادة" الآن بجوار ملوي). ولما استلم الدوق الرسالة ذهب مع الرسول إلى أبي أنبا شنودة وسلماه الرسالة، ولما علم القديس بفحواها شعر بالحزن وتضايق في قلبه وقال للرسول: "ماذا يريد الإمبراطور مني؟ إنني راهبٌ أعيش في هذا الدير من أجل الله، أصلّي وأتوسل من أجل خطاياي". فقال له الرسول: "يا سيدي وأبي، إنه يريد أن يتمتع ببركتك". فقال له أبي: "لعلك تستطيع أن تقدم له اعتذاري لأنني في الحقيقة رجل شيخ". فقال له الرسول: "يا أبي القديس لا تعوّق هذا الأمر، ففي الحقيقة إنه لا يمكنني أن أصدّ أمر سيدي الملك". فقال له أبونا: "اذهب الآن مع رجالك لتستريحوا وتأكلوا". وبعد يومين، قال الرسول لأبي: "هلم بنا نذهب يا أبي حتى لا تحلّ بي عقوبة شديدة من سيدي الملك". فقال له أبي: "ألا يمكنك أن تعفيني يا بُنيَّ؟ اذهب بسلام وقل للملك إن الرجل شيخ ولم يمكنه أن يأتي معي". فقال له الرسول: "إن لم تأتِ بإرادتك فإن الجنود سيأخذونك بغير إرادتك"! فقال له أبي: "إذن، فأمهلني حتى الغد، وإذا أراد الله سنذهب". فمكث الجميع حتى الغد. وفي المساء دخل أبي إلى الهيكل وصلّي لكي يرشده الله إلى ما يفعله، ولما قال: "آمين"، جاءت إليه سحابة منيرة وخطفته وطارت به حتى أنزلته في قصر الملك، ورأى الملك نورًا باهرًا في مكان نومه. فقفز الملك وقال لأبي: "من أي نوع أنت، لأنني اضطربتُ جدًا"؟ فقال له أبي: "أنا شنودة الراهب الذي أرسلتَ إليه. ماذا تريد مني أنا الخاطئ حتى ترسل جنودك ليطلبوني أنا الراهب الضعيف"؟ فقال له الملك: "كيف جئتَ إلى هنا يا أبي القديس؟ وكم يوم قضيتَ في هذه الرحلة"؟ فقال له أبي: "إن المسيح يسوع ابن الله الحي الذي تؤمن به مع أبيه القدوس والروح القدس هو الذي جاء بي إلى هنا إليك، وذلك لكي أحقق لك ما عزمتَ عليه، وأيضًا لكي تعلم أنه قبل أن آتي إليك هنا كنتُ في مجمع الصلاة هذا المساء مع الإخوة في الدير". فقال له الملك: "يا أبي القديس، أين تركتَ الرسول والجنود الذين أرسلتُهم معه"؟ فقال له أبي: "تركتهم نائمين في الدير". فقال الملك بإيمان عظيم: "حقًا إنني سمعتُ عن معجزات أبوتك المقدسة المباركة، ولكنني اليوم قد رأيتُها وجهًا لوجه"! ثم قال له أبي: "ولأي سبب أرسلتَ لي"؟ فقال له الملك: "لأنني أنا وأهل بيتي والمدينة كلها نريد أن نتمتع ببركتك وصلواتك المقدسة". فقال له أبي: "يباركك الرب يسوع المسيح أيها الملك المحب لله وكل أهل مدينتك، وليثبِّت عرشك مثل أبويك المباركين أركاديوس وهونوريوس، وليكمِّلكم جميعًا في إيمان آبائكم وأنتم ثابتون في وصايا وإيمان آبائنا الرسل". ثم قال له الملك: "امكث معنا أيامًا قليلة يا أبي القديس لكيما نتمتع بك حتى الشبع". فقال له أبي: "إنه من الضروري أن أذهب. فاكتب محبتك رسالةً مختومةً باسمك لكي أعطيها للرسول حتى يرجع هو ومن معه إليك بسلام، ولا تزعجني بمحاولتك أن تُحضرني إليك مرةً أخرى". فكتب الملك رسالةً إلى رسوله قال فيها: "الملك ثيئودوسيوس إلى أودوكسيوس الرسول: بمجرد أن تستلم هذه الرسالة من أبينا النبي أنبا شنودة رئيس المتوحدين، الذي جاء هذه الليلة بطريقة لا يعرفها إلاّ الله وحده إلى مكان نومي، أسرع بالعودة ولا تحاول أن تأتي به إلينا مرةً أخرى". كما أنه كتب إليه عن أمور سرية بينه وبين الملك، وختم الرسالة وأعطاها لأبينا. ثم عانقه ونال بركته وصرفه بسلام. فأخذت السحابة أبي أيضًا وأوصلته إلى الدير في نفس الليلة، وقبل الفجر كان أبونا يصلّي مع الإخوة في الدير، ولم يعلم أحد أنه ذهب إلى الملك ورجع! وفي الصباح، طلب الرسول من أبي مرةً أخرى أن يذهب معه، فاعتذر له أبي أيضًا بسبب شيخوخته، فهدّده الرسول أيضًا بأنه سيأخذه بدون إرادته، فلما رأى أبي إصراره أعطاه رسالة الملك، فلما قرأها وجاء إلى الأمور السرية التي بينه وبين الملك ذُهل وفَقَدَ وعيه، فرشم أبي عليه بعلامة الصليب حتى استعاد وعيه. ولما أكمل قراءة الرسالة ألقى بذاته عند قدمي أبي وقال: "حقًا يا سيدي وأبي إنك رجل لا ينبغي أن يُسمَح لقدميك أن تطأا أرضنا النجسة"! ثم قال له: "إنني أريد أن أمكث معكم وأصير راهبًا". فقال له أبي: "كلاّ يا بُنيَّ، بل اذهب إلى الملك لأنه يسأل عنك وعن جنودك". فقال له الرسول: "من أجل محبتك يا أبي القديس باركني بفمك الطاهر يا تلميذ الرب القوي ومسكن الله"! فباركه أبي قائلاً: "ليباركك الرب يسوع المسيح وينقذك من فخاخ الشيطان، ولترث الصالحات التي تدوم إلى الأبد". ثم عاد إلى الملك ومعه رسالته، وكان هذا الحدث سبب تقوية وتعزية له كل أيام حياته يتبع |
||||
19 - 07 - 2012, 07:25 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
جاء إليه في أحد الأيام بعض كبار رجال مدينة إخميم لأنهم أرادوا أن ينالوا بركته، وجاء معهم أيضًا بعض الرهبان المعروفين من برية شيهيت (أو حسب الترجمة السريانية: بعض الرهبان من دير القديس الشهير أنبا مكاريوس) الذين أرادوا أن يستمعوا إلى كلامه، وهؤلاء قالوا له: "يا أبانا القديس، هل سيوجد في هذا الجيل راهبٌ مثل الطوباوي أنبا أنطونيوس"؟ فقال لهم أبونا البار: "حتى لو اجتمع جميع رهبان هذا الزمان معًا في مكان واحد، فلن يكوِّنوا من مجموعهم أنطونيوس واحدًا"! فاندهش الإخوة مع كبار المدينة من قول أبينا النبي، وبعد أن نالوا بركته انصرفوا وهم يمجدون الله كان أبونا يومًا ما جالسًا مع ربنا يسوع وهما يتحدثان معًا. وحينئذ مرّ على الدير أسقف مدينة إخميم في طريقه إلى الإسكندرية لكي يقابل رئيس الأساقفة، وكان يريد أن يزور أبي قبل اتجاهه إلى الشمال. ثم أرسل إلى أبي قائلاً: "أسرع بمجيئك لأنني أريد مقابلتك لكي أتكلم معك في موضوع قبل اتجاهي إلى الشمال". ولأن أبي كان جالسًا مع المخلِّص قال لخادمه: "قُل له إنني لستُ حرًا في هذا الوقت". فأخبر الخادم الأسقف بذلك. فقال له الأسقف أيضًا: "قُل له: من أجل محبتك تعالَ لكي أقابلك". فبعث له بنفس الإجابة. ولما علم الأسقف أرسل إليه قائلاً: "إن لم تأتِ تكون محرومًا"! فلما علم أبي ابتسم بلطف وقال: "انظر إلى ما يقوله هذا الإنسان الذي من لحم ودم! ها هو جالسٌ معي ذاك الذي خلق السماء والأرض، ولن أذهب بينما أنا معه". ثم قال المخلِّص لأبي: "قم يا شنودة واذهب إلى الأسقف لئلاّ يحرمك، وإلاّ فإنني لن أدعك تدخل السماء بسبب العهد الذي قطعته مع بطرس الرسول قائلاً: «كل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السماوات، وكل ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السماوات» (مت16: 19). فلما سمع أبي ذلك من المخلِّص نهض وذهب إلى الأسقف وحيّاه. ولما انتهى حديثهما انصرف الأسقف بسلام الله بينما كان أبي جالسًا يومًا ما دخل الشيطان ومعه بعض أتباعه وتكلم مع أبي بتهديدات وشرور بشعة. فلما رآه أبي تعرّف عليه في الحال وقفز عليه وصارع معه، وقبض عليه وقذف به على الأرض ووضع قدمه على رأسه، وصاح مناديًا الإخوة القريبين قائلاً: "اقبضوا على الآخرين الذين يتبعونه". وللحال اختفوا كالدخا كان الأب مارتيريوس أرشيمندريت دير "فبوؤو، ذاهبًا إلى الإمبراطور ثيئودوسيوس في القسطنطينية. وقبل أن يقترب من الدير قال إنه يريد أن يأخذ بركة أبي النبي أنبا شنودة. فقال تلميذه يوحنا بطريقة عنيدة: "أي نبي؟ دعنا نتقدم، لأنه في الحقيقة لا يعرف ماذا أكل هذا المساء"! ثم نزلا من السفينة، ولما اقتربا من الدير خرج أبي لمقابلته وسلّما على بعضهما، وبعد أن صلّوا جميعًا في الدير جلسوا، ثم قال أبي: "أين يوحنا"؟ فنظر الإخوة بعضهم إلى بعض، ثم قال: "أنت يوحنا تلميذ الشيخ الأب مارتيريوس". ثم أمسك به وقال: "حقًا يا يوحنا، إن شنودة لا يعرف ماذا أكل هذا المساء، ولكن في يوم الدينونة، فإن هذا الجسد البائس الذي يكلّمك الآن سيجلس مع الرسل لكي يُدين معهم (انظر مت19: 28)، من ثم فاحذر من أن تشكّ في الله وفي خدامه"! ففي الحال ألقى الشاب بنفسه عند قدمي أبي القديس وتوسل إليه قائلاً: "اغفر لي فقد أخطأت"! ثم انصرف الأب مارتيريوس وتلميذه وهما يمجدان الله إذ دُهشا مما حدث يتبع |
||||
19 - 07 - 2012, 07:27 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
ذهب مرةً أبونا النبي أنبا شنودة إلى البلاط الملكي لكي يكلِّّم الملوك الأتقياء عن مظالم الولاة للفقراء. ولما دخل المدينة اضطربت كلها بسبب زيارته لها، وجاء الجميع إليه لكي يأخذوا بركته بإيمان عظيم، وظلوا يُدخلونه إلى بيوتهم لكي يصلّي فيها. وفي أحد الأيام عندما كان ذاهبًا إلى بيت واحد مكرَّم عند الملك لكي يصلّي هناك، بدأ النهار يميل وقد مضى الوقت الذي يأكل فيه الإخوة الذين معه، فاشتكوا قائلين: "إن أبانا يريد هكذا أن يقتلنا، نريد أن نشرب قليل ماء"! لأن الوقت كان صيفًا، وكان سكان القسطنطينية يتكلمون عن درجة الحرارة العالية عندهم. فعلم أبونا بالروح بما كانوا يفكرون فيه، وبينما كان سائرًا معهم في الطريق لمس أحد الأبواب فانفتح في الحال، فدخل ودعا الإخوة المصاحبين له وقال: "تعالوا كلوا". فلما دخلوا وجدوا مائدةً معدّةً كما في ديرهم تمامًا، وكان هناك راهبان واقفان وهما يحملان آنيتين صغيرتين لتقديم الماء وكل ما يحتاجونه. ثم قال أبي لهم: "اجلسوا وكلوا". وبعد أن أكلوا انصرفوا. ثم سألوه: "يا أبانا، مَنْ أعدّ هذه المائدة؟ ومَنْ هما هذان الأخوان اللذان كانا يخدماننا؟ حقًا إننا بصعوبة نجد ما نحتاجه في ديرنا مثل ذلك"! فقال لهم بصراحة: "مجدوا الله، لأن ذاك الذي أرسل طعامًا لدانيال النبي في جب الأسود (انظر دا 14: 32-38 في الأسفار المحذوفة)، هو الذي أعدّ لكم اليوم هذه المائدة، وهذان الأخوان اللذان كانا يخدمانكم هما ملاكا الرب"! فاندهش الإخوة ومجدوا الله وشكروا أبانا وحينما كان أبونا أنبا شنودة جالسًا في حضرة الملك، جاء إليه أحد أعضاء مجلس السناتو (أي البرلمان) الذي كانت له كرامة سامية عند الملك، وأراد أن ينال بركته. ولما حياه وأراد أن يأخذ يده ليقبّلها، سحب أبي يده منه ورفض أن يعطيها له. فقال له الملك: "يا أبي القديس، من أجل محبتك أعطه بركتك لأنه رجلٌ عظيمٌ سواء في القصر أو في مجلس السناتو". فقال أبونا بغضب: "أَتريد مني أن أعطي يدي لإنسان ينجس هيكل الله بأعماله الشنيعة"؟ فاندهش الملك ومجد الله وطوّب نبيه القديس أنبا شنودة |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|