رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمدة المزاريق لولا النخل كان القطر اتقلب أكتر من كدة تحوّل الصمت الذي كان يسطير على المكان، والأحاديث الجانبية التي كانت تتطاير في الهواء، إلى صراخ وعويل، فتهشم زجاج العربة التي كان يستقلها فوق رأسه، ولسوء حظه كان في العربات، التي ارتطمت بالرصيف، أثناء دخول القطار إلى مكان التخزين، وتحويل قبلته دون سبب معلن للركاب الذين زعروا، وحالوا الفرار بأي شكل للنجاة بحياتهم. كان يجلس لقضاء حاجته، لا يبالي لما يحدث في الخارج، سوى انتظاره لمحطته التي توصله لأهله، عائدًا من عمله الشاق، فرحًا بما جناه من أموال لتساعدهم على المعيشة، محمد حمدي، رجل في أواخر الثلاثينيات من عمره، يقول: "كنت راكب رايح سوهاج، وجه حظي في العربيات اللي اتقلبت معرقش الحقيقة عربية رقم كام، مبعرفش فيهم، بس وقتها كنت بعمل حمام، لاقيت نفسي عمالة أروح وأجي قفشت في الحديد اللي قدامي عشان ميحصليش حاجة". "فجأة لاقيت صوات جاي من كل مكان"، يقولها حمدي والدموع تتساقط من عينيه، متذكرًا الحدث وما وقع به: "أنا عايز أروح لعيالي عشان يطمنوا عليّا، ومحدش جه وسأل فينا في وقتها، بس ده مش فارق عندي، قد ما فارق إني أروح بالسلامة لأهلي في سوهاج". الغبار يكسو الرجل الثلاثيني، لا يظهر منه سوى ملامح بسيطة، من جسده البدين، اتكأ بظهره على عمود من أعمدة المسجد، لوهلة من الزمن تذكر إحدى السيدات كانت معه في العربة، الدماء خفت معالمها تمامًا، وإذ بها تهوى على الأرض لحظة انقلاب العربة: "كان معانا واحدة ست قعدت تجيب دم من مناخيرها، منعرفش إيه اللي حصل محسيناش بيها غير وهى واقعة الأرض والناس خدوها على المستشفى عشان نطمن عليها، والحمد لله محدش مات، كل اللي حصل إصابات وبس". انتهت صلاة الجمعة، وهمّ شباب القرية ورجالها لممارسة يومهم كما اعتادوا عليه، ولم يأتِ في مخيلتهم أن ينقلب يومهم إلى دماء وصراخ وبكاء يهز أرجاء القرية، بحسب رواية صلاح سالم عمدة قرية المزاريق، وشيخ البلد محسن زهران: "خلصنا الصلاة عادي، ورايجين نشوف يومنا هنمشيه إزاي، لاقينا المكالمات نازلة ترف علينا في حادثة وقطر اتقلب، لولا الشباب كانت الناس دي ماتت، ولولا ستر ربنا والنخلتين اللي ساندين القطر كان اتقلب أكتر من مرة، ولو فضل كده ومعدلهوش النخل مش هيقدر يتحمل وهيقع". هذا الخبر منقول من : الدستور |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|