رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عيد الحب - Valentine Day عيد الحب اليوم هو يوم الحب أو عيد الحب أو يوم فالنتاين، Valentine Day فكل عام وأنتم محبوبين ومحبين. ورجائي أن الأزواج بشكل خاص لم ينسوا هذا اليوم ويكونون في حالة رائعة من المشاعر الحلوة الجياشة. عيد الحب: لا أروع ولا أجمل، عيد الحب، عيد الإنسانية التي ترفض الكراهية والشر وتقول نعم للمشاعر الرقيقة والنبيلة. اليوم الذي يتبادل فيه الناس الورود والحلويات والبطاقات، فكل شيء طاهر للطاهرين، وكل شيء نجس للنجسين. أجل، اليوم يوم فالنتاين، والحقيقة أنني فتشت في قواميس اللغة العربية لأجد أي إشارة أو تفسير لكلمة فالنتاين، فلم أجد. ولكنني وجدت خبراً في جرائد عربيّة يقول أن رجال الدين في السعودية ومصر أصدروا فتاوي بتحريم عيد الحب، وبتكسير واجهات المحال التجارية التي تبيع الورد الأحمر أو بطاقات الحب. فالحب جريمة في نظرهم، وكلامهم عن عيد الحب ارتبط بالنجاسة والرذيلة بدلاً من الجمال والطهارة والفرح. ولكننا رغم تعاليم الكراهية والظلام، سنفرح وسنحتفل بعيد الحب، فالله كله حب بل هو المحبة بعينها، وأروع وأجمل وأول وصية لله الحقيقي هي وصية الحب. يعرف قاموس Webster وقاموس Oxford كلمة Valentine بأنها بطاقة حب أو هدية عيد الحب ترسل من شخص محب إلى من يحبه في عيد القديس فالنتاين. كذلك تطلق كلمة Valentine على الشخص المحبوب من شخص آخر، فيقول الذي يحب لمن يحبها بأنك أنت فالنتاين لي، أي محبوبتي. وبطاقة فالنتاين عادة تحتوي على كلمات تعبر عن مشاعر وأحاسيس رقيقة وكلمات عاطفية ووجدانية في غاية العذوبة. وهكذا فإن يوم Valentine هو تذكير لنا بنعمة الله الذي أرسل لنا Valentine، أي رسالة حب يملأ قلب الله نحو كل إنسان في الوجود. أجل إن الله أعظم محب في الوجود، فهو يحب الإنسان الذي أبدعه وخلقه، وبالرغم من عصيان الإنسان، فإن محبة الله تبقى دون أي تغيير، فمحبته لنا بلا شروط، ومحبة الله ظهرت في خلق السماء والأرض والنور والخضار والفواكه وكل الكائنات الحية، وكل هذه الأشياء سخرها الله لخدمة الإنسان. ثم توّج الله محبته للإنسان في الصليب. فالصليب هو أعظم صورة لمحبة الله لنا. حاولت أن أجد أصل عيد الحب أو يوم فالنتاين في صفحات التاريخ، فوجدت أن تاريخ عيد الحب مغلف بالأساطير والغموض وقصص الخيال والرموز التي أضيفت إلى الحدث الأصلي، ومن القصص والأقاويل التي تذكرها المراجع المتنوعة بأن يوم عيد فالنتاين هو اليوم الذي تبدأ فيه الطيور بالتغازل والتزاوج، أي أن أصل العيد مستمد من الحب الذي تظهره الطيور تجاه بعضها البعض. ولكن عدداً محترماً من المصادر التاريخية تؤكد أن يوم فالنتاين له أصل تاريخي حقيقي، وتقول الرواية أنه حوالي سنة 250م، كان هنالك خادم للرب اسمه فالنتاين وكان يعيش في مدينة روما في أيام الامبراطور كلاديوس قيصر. أراد الامبراطور كلاديوس أن يعيد بناء جيش روما العظيم، وكان يؤمن بأن الرجال يجب أن يتطوعوا بأنفسهم في الجيش لا أن يتم إجبارهم على الإلتحاق بالجيش. أي أن الامبراطور أعطى الرجال في البداية الحرية في أن يتطوعوا تلقائياً في جيش روما، ولكن معظم شباب ورجال الامبراطورية الرومانية رفضوا التطوع مفضلين البقاء في بيوتهم مع زوجاتهم وأولادهم، بدلاً من التطوع في الجيش والذهاب إلى ساحات المعارك والقتل. عندما رأى الامبراطور كلاديوس أن عدداً قليلاً من الرجال يتطوع في الجيش، أصدر أمراً يمنع فيه الشباب الأعزب (غير المتزوجين) من الزواج في كل أنحاء الامبراطورية الرومانية، وأصدر أمراً بتجنيد كل شاب أعزب في الجيش. وأدى هذا القرار الظالم إلى أن أطلق عليه الناس اسم كلاديوس الرهيب أو كلاديوس القاسي والشرير. فكر خادم الرب فالنتاين بأن أمر قيصر روما كان سخيفاً وغير مقبول، فهو كخادم للرب كان يقوم بإجراء مراسيم الزواج للشباب والشابات، لذلك لم يخضع لأمر القيصر واستمر في إجراء مراسيم الزواج بشكل سري عن جنود القيصر. وفي إحدى الليالي، كان فالنتاين يجري مراسم زواج لشاب وعروسه، وفجأة دخل جنود القيصر إلى مكان عقد الزواج حيث تم القبض عليه، وألقي فالنتاين في السجن، وصدر بحقه حكم الإعدام لمخالفته أوامر قيصر. عمل فالنتاين جهده أن يحافظ على معنوياته وعلى فرحه في الرب. جاء إلى زيارته في السجن عدد كبير من الأزواج الذين سبق له وعقد قرانهم، ولأن معظمهم منعوا من زيارته في زنزانته من قبل جنود روما، فقد قام الأشخاص الذين زاروه بإلقاء الورد وورق مكتوب عليه عبارات التشجيع من خلال شبابيك السجن. لقد أراد هؤلاء الرجال والنساء أن يعرف فالنتاين بأنهم يحبونه ويهتمون لأمره. في أحد الأيام، زارت ابنة أحد حراس السجن فالنتاين في زنزانته، حيث سمح لها والدها باللقاء مع خادم الرب فالنتاين. لقد رفضت هذه الشابة أمر القيصر وآمنت أن ما قام به فالنتاين من تزويج الشباب كان عملاً بطولياً وصائباً. وفي يوم 14 شباط سنة 269م زارت هذه الشابة السجن لرؤية فالنتاين، فوجدت أنه قد فارق الحياة، ولكنه ترك لها ملاحظة مكتوبة على قصاصة من الورق، وهذه الملاحظة تقول:Love from your Valentine "محبة لك من فالنتاين خاصتك". ومنذ ذلك الوقت، أصبح يوم 14 شباط يوم عيد للاحتفال بذكرى هذا الإنسان الذي ضحى بحياته من أجل حب الله والناس، وأصبح الناس يتذكرون القديس فالنتاين، والأهم أنهم أخذوا يحتفلون بالحب. كل إنسان عاقل وطبيعي يحب الحب، وأنا أومن أن كل واحد منا يريد أن يكون محبوباً وأن يكون محباً، ولكن المشكلة أننا غالباً ما نفتقر للحب، أو أن حبنا للآخرين له شروط. بل ويمكنني القول أن حب الناس بشكل عام قاصر وناقص. وسؤالي لنا جميعا في هذا اليوم: كيف نستطيع أن نطور وننمي في حياتنا حباً معطاءً وناضجاً نجسده في يوم القديس فالنتاين، بل وفي كل يوم من أيام حياتنا. وللرد على هذا السؤال، لا أجد أعظم من كلمات الرب يسوع في يوحنا 34:13-35 "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ". ويوحنا 9:15-17 "كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ. هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. بِهَذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً". تحدث ربنا يسوع له كل المجد كثيراً عن الحب. ففي خطابه الأخير لتلاميذه في يوحنا اصحاح 13 إلى نهاية اصحاح 17، نجد أن الرب يسوع استخدم كلمة الحب ومشتقاتها 36 مرة بالضبط. وهذه الحقيقة تبرهن بسطوع الأهمية القصوى التي وضعها الرب يسوع للحب. فربنا يسوع كله حب، وهو الإله المحب، والإله الذي يوصينا بالحب... له حقاً كل الحب وكل المجد. يعلن لنا ربنا يسوع بوضوح كيف يمكننا الحصول على الحب الذي يستحق العطاء، وكيف أن الحب أو المحبة الحقيقية تبدأ في حياتنا عندما نأخذ بإيمان محبة الله المقدمة لنا. العالم يعرف الحب ويعيش الحب، ولكنه يبقى حباً ناقصاً ومشوهاً ما لم يكن مؤسساً على إله الحب ورب الحب. فعندما تملأ محبة الله الحقيقية قلوبنا، نستطيع أن نحب حباً حقيقياً بدون أغراض أنانية أو دوافع ردية. لقد عرف الرب يسوع أن أيامه قد أصبحت معدودة على الأرض مع تلاميذه، لذلك صرف معهم أيامه وساعاته الأخيرة معلماً إياهم عن عمق محبته ومحبة الآب لهم، حيث قال لهم في يوحنا 9:15 "كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي". لاحظوا معي كلمات الرب يسوع لنا اليوم، فهو يقول: أنا أحببتكم... وأنا لم أتغير... فما زلت أحبكم... ثم يطلب منا أن نثبت في محبته كل أيام حياتنا. لو صرف الواحد منا 4 سنوات في دراسة اللاهوت للحصول على شهادة بكالوريوس. ثم ثلاث سنوات لشهادة الماجستير، ثم ثلاث سنوات أخرى للحصول على الدكتوراة في اللاهوت، فإن هذه السنوات العشر في دراسة اللاهوت لا تعادل معرفة الحقيقة الرائعة التي يعلنها الرب يسوع لنا بأنه يحبنا. فقبول محبة الرب يسوع، والحياة في هذه المحبة كل يوم هي أهم وأعظم خطوة للحصول على الحب الذي يستحق العطاء للآخرين. فكلما اقتربنا أكثر وأكثر من ربنا يسوع بالصلاة وبقراءة الكلمة وبالطاعة وبالحياة المقدسة وبالامتلاء بالروح القدس. أجل كلما اقتربنا أكثر وأكثر من الرب يسوع، فإن حياتنا تصبح كالقناة أو حتى كالنهر الذي يفيض بالمحبة الصادقة والرائعة تجاه جميع الناس. أنظروا معي ما يقوله الرب يسوع في يوحنا 5:15 "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً". أي أننا كلما اقتربنا أكثر من الرب يسوع، وكلما ارتبطنا به وتعلقنا به، فإنه يسكب من فيض محبته في قلوبنا، وعندها نمتلك حباً حقيقياً له قيمة عملية، ويستحق أن نقدمه للآخرين. فمحبة الرب يسوع كاملة ونقية وطاهرة. كذلك محبته معطاءة ومضحية، لذلك أعلن لنا بقوة قائلاً في يوحنا 13:15 "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ". وهذا بالضبط ما عمله ربنا من أجلنا. لقد وضع نفسه حتى الموت، موت الصليب، من أجلنا، وهذه أروع وأعظم وأقدس وأشمل صور الحب. في أيام ربنا يسوع المسيح، كان يطلق على تلاميذ أي فيلسوف أو معلم لقب عبيد، ولكن ربنا يسوع غيّر طبيعة هذه العلاقة وقال لتلاميذه في يوحنا 15:15 "لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي". ففي علاقة كل واحد منا مع الله، يرفع الرب يسوع مقامنا من عبيد إلى أحباء وأصدقاء.وهذه الحقيقة تفرض علينا أن نسأل أنفسنا: هل نحن فعلاً أحباء وأصدقاء؟ وأي نوع من الأحباء نحن؟ هل فقط نستلم المحبة ونسيّج عليها، أم نتركها تفيض في حياتنا. فشتان بين قولنا أن يسوع يحبنا وقولنا أننا نحب يسوع. إن محبة يسوع لنا هي حقيقية دائمة وثابتة، ولكن محبتنا ليسوع متقلبة ومتغيرة، وأحياناً قد تصبح معدومة. فإن كنت تحب الرب يسوع، فهل أنت حقاً تقصد ما تقول؟ هل تعيش هذا الحب؟ هل تظهر هذا الحب؟ هل حقاً أنت إنسان مسيحي محب. إن كنت تكره أو ترفض أو تحقد على إنسان واحد في الوجود، فأنت لا تحب الرب يسوع، بل أنت تخدع نفسك، وتحتاج أن تتوب وأن تطلب من الله أن يغفر لك ويرحمك قبل فوات الأوان. اقرأوا معي هذه الكلمات القوية في رسالة يوحنا الأولى 9:2-11 "مَنْ قَالَ إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ. مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ". وللأسف أقول: ما أكثر الذين تملأ الكراهية قلوبهم. أجل ما أكثر الذين يسلكون في الظلمة ولا يعلمون إلى أين هم ماضون في حياتهم، غير مدركين أنهم في طريق الهاوية والشر سائرين، والسبب ببساطة أنهم أناس تعشش الكراهية والأحقاد في قلوبهم، ولكنهم في نفس الوقت يدّعون بأنهم مسيحيين وبأنهم يحبون الله، ولمثل هؤلاء كتب الرسول يوحنا في رسالته الأولى 20:4-21 "إِنْ قَالَ أَحَدٌ: إِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هَذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضاً". ربنا لا يجامل، بل إن كلمته كالسيف الذي يخترق إلى أعماق النفس البشرية: الذي يبغض أخاه الإنسان، ويدّعي في نفس الوقت أنه يحب الله، هو مجرد إنسان كاذب. ونحن نعرف أن الشيطان كذاب وأبو الكذاب، أي أن الذي يكره أي إنسان في الوجود هو إبن روحي وشرعي للشيطان، ومصيره سيكون مع الشيطان. لذلك علينا أن نطيع الوصية التي لنا منه: "أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضاً". توضيح: التقيت مع الآنسة -التي اصبحت زوجتي - أول مرة عام 1980 حيث جاءت لزيارة ابنة عمي في بلدنا بيت ساحور. وهناك رأيتها أول مرة، ووقعت في حبها. أجل: كان حباً من أول لقاء وأول نظرة.ومن يومها عاهدتها على الحب.ومرت الأيام، وتزوجنا، وأنجبنا أربعة أولاد، وكبرنا في العمر، وكبر حبنا معنا. واليوم وبعد ثلاثين سنة، ما يزال حبنا قوياً ورائعاً وجميلاً. فأينما أكون، في حقل الخدمة أو خارج البيت وحتى مسافراً خارج الوطن، فإن حب زوجتي يبقى لي زاداً، ومحبتي لله جعلت حبي لزوجتي أشمل وأوسع وأعمق. هي في فكري أينما كنت.ومثل هذا الحب هو ما يريده الله منا من نحوه ومن نحو شريك حياتنا. أحياناً لا يعرف الواحد منا كيف يعبر عن الحب الذي في قلبه نحو الله ونحو الناس. لذلك علينا أن ندرك بأن القضية ليست مشاعر وأحاسيس فقط، بل عمل وممارسة وتصميم وقرار داخلي. فالله يقول: "تحب قريبك كنفسك" ولكنك لا تستطيع أن تعبر عن هذا الحب بالمشاعر والأحاسيس. لذلك عليك أن تقرر أن تحب هذا القريب، ولو كانت مشاعرك باردة، بادر بأي عمل نحو هذا الإنسان ولو بالسلام عليه أو عليها، وبالابتسام في وجهه، وزيارته، وهذا القرار الواعي المرافق لعمل ملموس سيتطور مع الأيام، وستجد أن المشاعر الإيجابية ستنمو في قلبك نحو هذا الشخص، ومن ثم ستختبر فعلاً حباً صادقاً نحو من اعتقدت سلفاً بأنه من المستحيل عليك أن تحب هذا الإنسان. فلا تضيع وقتك في التفكير في كيفية الحب نحو القريب، بل اعمل عملاً من أعمال الحب، وستجد الحب يملأ قلبك فعلاً. الحب الحقيقي مكلف وثمين، وأحياناً يكون مؤلماً وموجعاً. ولكن الكراهية سهلة وسريعة، وأسبابها كثيرة: أنت تكره شخصاً لأن طباعه ليست مثل طباعك أنت تكره شخصاً لأنه مختلفاً عنك أنت تكره شخصاً ربما لسبب غيرتك منه ومن نجاحه في الحياة الذي يذكرك بفشلك أنت تكره شخصاً لأنك لم تأخذ منه ما أردت أخذه، أو لأنه كشف فيك أموراً سلبية... أنت تكره شخصاً لأنه قد أساء لك أو لأحد أفراد أسرتك... ولكن: إن كنت مسيحياً، وإن كنت حقاً تصلي الصلاة الربانية: "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا"، وإن كنت تثق بالله أن يخرجك من وضعك الصعب إلى وضع أفضل، فبالتالي لا تعطي إبليس مكاناً، وتحرر من الكراهية، واطرح الرفض والكراهية والحقد بعيداً من حياتك... وليكن عيد الحب، عيد القديس فالنتاين، عيدك الشخصي. كن أنت فالنتاين لكل من يضعهم الله في طريقك... كن محبة متدفقة لكل الذين من حولك. فالله محبة. يمكنك أن تحب الناس: إذا استمعت إليهم : إذا تحدثت معهم وليس عليهم : إذا صرفت وقتاً معهم : إذا شاركتهم بما لديك من بركات ومواهب : إذا قبلتهم على طبيعتهم كما هم : إذا تواضعت وغفرت لهم إساءاتهم المحبة تستر الذنوب وتنسى الأسى ولا تعيش في الماضي بل في الحاضر افرح بالرب اليوم. وعش حياتك في الملأ وتحرر من قيود الكراهية أجل: أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً. ونحن هنا ككنيسة لسنا كاملين. بل لدينا عيوبنا ونواقصنا. فنحن أولاً وأخيراً مجموعة من البشر الخطاة، ولكننا اختبرنا الخلاص بالنعمة بالإيمان بعمل المسيح على الصليب، ونحن الآن نعرف أن الله يريدنا أن نحبه من كل القلب والنفس والفكر والقدرة، ونعرف أن الله يريدنا أن نحب بعضنا البعض، وأن نحب قريبنا كما نحب أنفسنا. أي أن الله يريد من كنيستنا أن تكون جماعة مَحَبَّة وجماعة مُحِبَّة. أنا أريد أن آتي إلى الكنيسة وأنا على يقين أن كل شخص هنا يحبني، وبأنني بالمقابل أحب كل شخص. وإذا أحببنا بعضنا بعضاً كما أحبنا المسيح، فإننا سنصبح كنيسة حب وسنصبح كالمغناطيس نجذب إلى جماعتنا جميع المحرومين والجائعين إلى الحب، وبحضورهم إلى الكنيسة سيختبرون الخلاص وينالون الحياة الأبدية. 1. محبتنا لبعضنا البعض تعكس المسيح في حياتنا- يوحنا 34:13-35 "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ". 2. محبتنا لبعضنا البعض تكمل الناموس- رومية 8:13-9 "لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ. لأَنَّ لاَ تَزْنِ لاَ تَقْتُلْ لاَ تَسْرِقْ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ لاَ تَشْتَهِ وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ". 3. محبتنا لبعضنا البعض أساسها حصولنا على الخلاص- 1بطرس 22:1-23 "طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ. مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ". 4. محبتنا لبعضنا البعض هو إثبات حقيقي لمسيحيتنا- يوحنا الأولى 10:3-11 "بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ. لأَنَّ هَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً". 5. محبتنا لبعضنا البعض هي وصية تتطلب استجابة- يوحنا الأولى 23:3 "وَهَذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ: أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أَعْطَانَا وَصِيَّةً". 6. محبتنا لبعضنا البعض هي تجاوب وانعكاس لمحبة الله لنا- يوحنا الأولى 7:4-11 "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هَكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضاً أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً". 7. محبتنا لبعضنا البعض هي برهان رائع ودليل قاطع على وجود الله- يوحنا الأولى 12:4 "اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا". دعوة: أسألكم باسم الرب يسوع. أسألكم بكل ما هو عزيز عليك. لا تدع هذا اليوم يمضي وفي قلبك رفض أو كراهية أو حقد نحو أي شخص في الوجود. صلِّ معي الآن، واطلب من الله أن يطهر قلبك بدم المسيح، وأن يملأك بالروح القدس لتنال القوة السماوية حتى تستطيع أن تحب كما أحبنا المسيح، وحتى نتحرر بالحق، لأنه إن حررنا الرب يسوع فبالحقيقة نكون أحراراً. |
03 - 07 - 2018, 10:17 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عيد الحب Valentine Day
7. محبتنا لبعضنا البعض هي برهان رائع ودليل قاطع على وجود الله- يوحنا الأولى 12:4 "اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا".
آمين يا رب |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|