رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحن لا نبجل الموت ولا نُكرَّم الأموات
اليوم أحببت أن نرى معاً برؤية تأملية عميقة على ضوء نور قيامة يسوع، الحياة الجديدة التي صارت لنا نحن الذين تغربنا عن الله زمان هذا مقداره، فحُرمنا من الحياة وارتبطنا بعالم الأموات حتى أننا صرنا نتكلم عن الموت كواقع نشهده ونعاينه في حياتنا اليومية في هذا العالم الساقط القريب من الفناء، والذي صار هو أعظم عظة ممكن أن نتكلم عنها فنتأثر بها، كما أننا نُأثر بها في الآخرين أيضاً، مهما ما كان قلبهم قاسي أو شرير، لأن الموت بشكل خاص مؤثر جداً في الإنسان لأنه الشيء الأصيل الذي اختبره في حياته الشخصية لذلك يستطيع ان يحسه ويشعر بعمله فيه.
يبجل الموت ويُكرم الأموات، بل ومن الممكن ان لا يحضر أفراح الناس لكنه لا يفوت واجب العزاء ابداً، بل ويتكلم عن الذي نتعلمه من الموت الذي صار عظة لنا لحساب يوم مماتنا.
فهذه الأمور الذي تخص الموت ليست حياتنا المسيحية إطلاقاً، فالمزمور الذي صار محور عظات الموت ويقول: ارجعي يا نفسي إلى راحتك لأن الرب قد أحسن إليكِ (مزمور 116: 7) مع أنه لا يتكلم عن الموت هنا، لذلك علينا أن نتعمق فيه حسب سياقه، لأن المرنم يقول: + ارجعي يا نفسي إلى راحتك لأن الرب قد أحسن إليكِ، لأنك أنقذت نفسي من الموت وعيني من الدمعة ورجلي من الزلق. أسلك قدام الرب في أرض الأحياء، كأس الخلاص أتناول وباسم الرب أدعو. (مزمور 116: 7 – 9، 13، 14)
إنجيل خلاصنا، فالرب في بداية الكرازة يقول: توبوا وآمنوا بالإنجيل، والدعوة هنا دعوة [ارجعي يا نفسي إلى راحتك لأن الرب أحسن إليكِ]، ولماذا أقول هذا الكلام، لأن الرب بنفسه قال: تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم (متى 11: 28)، فالمسيح الرب أتى ليُدخلنا راحته ونحن هنا على الأرض أحياء في الجسد، إذ زرع فينا ملكوت الله، لذلك علينا أن نربط الراحة هنا بما قاله عن نفسه لمريم حينما شاهدت موت أخيها لعازر: قال لها يسوع أنا هوَّ القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا (يوحنا 11: 25)، كما قال أيضاً: الحق، الحق، أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون (يوحنا 5: 25)
وليس من موت الجسد، فنحن لا نهتم بالأجساد اليوم، ولا نبجل الموت أبداً، لأن في المسيح صار لنا الحياة لأنه وعدنا بالحياة الأبدية بكونه وهبنا التبني بسبب تجسده، فصرنا أبناء لله فيه، وروح الحياة التي لنا في المسيح يسوع قد اعتقنا من ناموس الخطية والموت، فلم يعد الموت له سلطاناً علينا، وأغنيتنا الجديدة صارت: [أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا هاوية]، فلم يعد الموت يعلمنا كالغرباء عن الله، بل الحياة في الله تُعلمنا بكوننا رعية مع القديسين وأهل بيت الله، لأن المسيح الرب قام من بين الأموات وصعد باكورة لنا وهو الآن يجلس عن يمين الآب بجسم بشريتنا، إذ حينما مات بالجسد على الصليب استودع روحه بين يدي الآب حسب التدبير الخلاصي، فصار كل واحد فينا حياته مستودعه في المسيح بين يدي الآب ايضاً، فكيف نتعظ من الموت وحياتنا بين يدي الآب الحي لأن المسيح الرب حي واظهر لنا قيامته، وهذه هي الشهادة: أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه (1يوحنا 5: 11) كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي (يوحنا 6: 57) بعد قليل لا يراني العالم أيضاً، وأما أنتم فترونني، إني أنا حي فأنتم ستحيون (يوحنا 14: 19)
تعالوا إليَّ أيها الراغبون فيَّ واشبعوا من ثماري (سيراخ 24: 26)، لذلك نحن نؤكد على هذه الدعوة بكلام المزمور: ارجعي يا نفسي إلى راحتك (التي لكِ في المسيح) لأن الرب قد أحسن إليكِ بالخلاص الثمين، لذلك تسبيحة قلبنا المكرس لله تقول: + بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. الَّذِي يُشْبِعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ. اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلَ وَالْقَضَاءَ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ. عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ. الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا. لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. (مزمور 103: 1 – 13)
+ وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ. فَإِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ. لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ». اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ. (رومية 8: 11 – 17)
وما هو الذي ضاع منا حينما انحصرنا في الموت وصرنا نتعلَّم منه، فقد آن أوان انفتاح وعينا على مسيحيتنا لنعود نتنفس نسائم الحياة التي صارت لنا بروح الحياة في المسيح يسوع ربنا قيامتنا كلنا، فاستنشقوا معي الحياة في مخادعكم، وادخلوا لإنجيل خلاصنا بمهابة ومحبة ووقار، بتوبة وإيمان بمسيح القيامة والحياة فتحيا نفوسكم بقوة الحياة التي في الرب إلهنا الذي له المجد الدائم إلى الأبد آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حاكموك بخشبة الموت لتحكم أنت فى الموت وتقيم الأموات للحياه |
" نهاية الموت ومكان الأموات " الموت الثاني |
"الموت ومكان الأموات" مصير الأموات |
"الموت ومكان الأموات"الموت الجسدي |
الموت | الأموات |