الفول والطعمية رغم الأضرار الصحية مسمار بطن المصريين
في إحدى الحواري الداخلية في منطقة الهرم تجلس السيدة حميدة الشهيرة بطعميتها التي تجذب برائحتها المارين من كل الاتجاهات، ولينضم منهم الكثيرون لطوابير الوقوف أمام طاسة الزيت العميقة التي تجلس بها على الأرض.
اقتربتُ منها وسألتها ما سبب حرص كل عائلات المنطقة على شراء طعميتك؟ فأجابتني بأنه رزق الله، وهي ورثته عن والدتها التي تحمل نفس الاسم، وكانوا يقبلون على طعميتها من كل المناطق المجاورة للمنطقة التي تسكن بها، وهي لا تعرف سوي هذه الصنعة البسيطة، وعن الزيت التي تستخدمه في قلي الطعمية تقول: الزيت لا أغيره إلا عندما ينتهي تماما، وقد أسكب عليه زيتا جديدا ويبقي القديم في القعر، والسبب أن قارعة الزيت أصبحت غالية جدا حتى التموين في كثير من الأحيان لا يكون به زيت ويكون ناقص، فكيف أتصرف؟ ولو قمت بتغيير الزيت لن يكفيني مائة جنيه باليوم زيت فقط.
ويستكمل الحديث محمد أبو زيد الذي ضاق صدره بقلة العمل والرزق فقرر صنع عربة خشبية يقف بها مع كل صباح لإعداد أطباق الفول والساندوتشات أيضا ويستكمل الحديث قائلا: كان الرزق الذي تجلبه لي العربة غير كاف نظرا لانتشار العربات الأخرى لمن ينافسوني على بيع الفول، ولأن العمل يصبح قاصرا على ساعات النهار الأولى ومن هنا قررت شراء طاسة واتفقت مع أحد المطاعم التي أشتري منها يوميا عجين الطعمية وإعداد الطعمية بجانب الفول الذي أطهيه بنفسي، ولا أجد حيلة أخرى في الرزق لكن الكثيرين يهاجموننا ولا يجدون لنا البديل وليل نهار يقولون الزيت المغلي يسبب الأمراض، ولو بالفعل قمت بتغيير الزيت كل يوم لن أقدر على التكلفة، وربما أجد نفسي أخسر ماديا، ولا أجد لقمة العيش، ولكن كله كلام وبلا أساس، فدائما كنت آكل من على عربات الفول ووالدي عمره ثمانون عاما وبصحته ولم يصب بأمراض السرطان ولا غيره كما يقولون، ولكن الناس لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل.
الفول والطعمية
أما عبده عرفة صاحب محل فول وطعمية بمنطقة الهرم فيقول: طول عمرنا نأكل الفول والطعمية أكثر ما نأكل أي شيء آخر وبنفس الزيت ونفس الفول والطعمية ولا يحدث شيئا، وأنا أعمل في هذا المطعم منذ ما يزيد عن عشرين عاما، ولم يشتك أحد من أنه تسمم أو أصابه المرض، بل بالعكس كل يوم هناك زحام شديد على الفول والطعمية والبطاطس المحمرة والباذنجان المخلل وبابا الغنوج والمسقعة وكله من الزيت والفول ده أكل الشعب المصري طول عمره.
ويعلق د. مجدي نزيه المعهد القومي للأغذية قائلا: الغذاء العام في مصر لا رقابة عليه خاصة بالنسبة لمحال بيع الغذاء الموجودة في الشارع ولكن بالنسبة للغذاء الموجه لفئة معينة سواء بداخل الجمعيات أو المستشفيات فهو الذي لا بد من توجيه الرقابة الكاملة عليه، وإن كنت أرى أن المشكلة الأساسية في مجتمعنا تكمن في المستهلك نفسه الذي يخرج للأكل في الشارع، وهو ما فعلناه نحن من غيرنا نمط حياتنا اليومي، وأصبح المستهلك يأكل في الشارع عمال على بطال وأصبح ما يعادل 90 في المئة من الشبابا يعملون في أعمال خدمية فقط، وهو ما يشجع الأفراد للبحث عن وسيلة عمل سهلة، وذلك نظرا لظروفهم الاقتصادية ويجب على المستهلكين أن يتناولوا خارج البيت الأغذية في أضيق الحدود مثل سندوتشات الجبنة الرومي مثلا والبيض المسلوق وأي وجبات من هذا القبيل الذي أقل ما يكون به تدخل بشري؛ لأن حتى تأثير المواد المضافة لهذه الأغذية يختلف تأثيرها على كل فرد غير الأخر مثل السجائر ونحن بحاجة لمعامل دقيقة حتى يمكننا تحليل مكونات هذه الأطعمة حتى نطلق عليها مثل هذه الاتهامات، ولكن في واقع الأمر لا يوجد لدينا مستند علمي لضرر هذه الأطعمة.
وتضيف د.زينب عوض الله المسئولة بجمعية حماية المستهلك، جميع أنواع المأكولات تخضع للرقابة، ولا أقصد هنا أطعمة دون غيرها ويصبح المسئول هي وزارة الصحة ووزارات أخرى مساعدة ونحن بالنسبة لنا كجمعية حقوق المستهلك، فلا يوجد مندوبون للذهاب إلى مطاعم الأكل المختلفة لمراقبة المأكولات بشكل صحيح وهنا الهدف هو نشر الوعي بين المستهلكين؛ لأنه لو هناك سلعة اتضح فيها خطورة القانون يعطيني حق التوعية للمستهلكين ولو هناك مأكولات ومواد فاسدة موجودة نأخد عينات مساعدة الأجهزة الرسمية وهناك بعض الأشخاص الذين لهم حق الضبطية القضائية في جهاز حماية المستهلك بعد ثبوت الحالة ونوعيتها على النيابة ثم سلك إلقاء ليجد الفاسد عقابه.
31 - 03 - 2018, 12:24 PM
رد: الفول والطعمية رغم الأضرار الصحية مسمار بطن المصريين
العرض العادي
