ستيفن هوكينج حى يسبه ميتون
ذات يوم سألوه: ما هى النصيحة التى تريد أن تقولها لنا؟ فقال: «العمل يضيف إليك معنى، وغاية، والحياة بدونه حياة خاوية» ترى هل علم ستيفن هوكينج أن الخاوين الذى يعيشون حياتهم الخاوية سيتخذون من مناسبة موته موسما لمحاسبته ومحاكمته بدلا من الله؟ \ لم يهتم بهم ستيفن هوكينج عالم الفيزياء الأشهر فى العالم الذى لقب بالسفير الشعبى للعلوم طوال حياته، ولم يهتموا به أيضا طوال حياته، فحياته كانت علما وأملا وصبرا ومثابرة، أما حياتهم فكانت كسلا وخمولا وسكونا ومواتا، لكن هؤلاء الميتين خشوا من أن يتحول هذا العالم إلى رمز شعبى فى بلاد الموات فنصاب ببعض من حياة، فهاجموه وحرموا الترحم عليه فهو فى نظرهم ليس سوى «ملحد» أما هم فهم المؤمنون أصحاب الأفضلية المطلقة. صَفُّونا صفّاً صفّاً/ الأجهرُ صوتاً والأطول وضعوه فى الصَّفِّ الأول/ ذو الصوت الخافت والمتوانى وضعوه فى الصف الثانى/ أعطوا كُلاً منا ديناراً من ذهب قانى برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل/ قالوا: صيحوا زنديقٌ كافر/ صحنا: زنديقٌ كافر/ قالوا: صيحوا، فليُقتل أنَّا نحمل دمه فى رقبتنا/ فليُقتل أنا نحمل دمه فى رقبتنا/ قالوا: امضو فمضينا/ الأجهرُ صوتاً والأطول يمضى فى الصَّفِّ الأول/ ذو الصوت الخافت والمتوانى/ يمضى فى الصَّفِّ الثانى. هكذا وصف صلاح عبدالصبور هؤلاء الأموات فى مسرحيته الخالدة «مأساة الحلاج» فقد قتل هؤلاء الأموات القطب الصوفى حسين بن منصور الحلاج فى القرن الثالث الهجرى بنفس التهمة التى يحاولون الآن قتل ستيفن هوكينج بها بعد مماته «قالوا زنديق كافر قلنا زنديق كافر» غير مدركين أنهم بهذه التهمة يمجدون ما يطلقون عليه كلمة «إلحاد» لأنهم ينعتون كل عالم أو نابه بها، فطبيعى أن يدرك كل من له عقل أن هؤلاء الأفذاذ على صواب لأنهم رغما عن مدعى الإيمان ومدعى الأفضلية الإيمانية يقودون البشرية نحو التقدم ويسهمون بأفكارهم وأبحاثهم وأطروحاتهم فى تغيير شكل الحياة على الأرض.