رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس وزياراته الرعوية لأثيوبيا لم يزر أثيوبيا عدد يذكر من باباوات الإسكندرية, فالزيارة الأولى قام بها البابا ميخائيل أبان حكم الخليفة المنتصر بالله , والزيارة الثانية فى عهد البابا كيرلس الرابع, ولم تكن هاتان الزيارات بغرض رعوى، بل لحل مشاكل سياسية بين مصر وأثيوبيا, وقد قام الأنبا يؤانس عام 1930 بزيارة ثالثة تعتبر الزيارة الرعوية الأولى, وجاءت زيارة البابا كيرلس السادس لتكون هى الزيارة الرعوية الثانية , ثم عاد وزارها مرة أخرى لرئاسة مؤتمر الكنائس الشرقية الأرثوذكسية, فكان بذلك أول بطريرك يزور أثيوبيا مرتين. تفاصيل الزيارة الأولى سافر قداسته إلى أثيوبيا فى فجر يوم الأربعاء 26 أكتوبر سنة 1960, وقد قضى الساعات السابقة لسفره فى صلاة بدأت فى التاسعة مساء, واستمرت حتى منتصف الليل، واشترك فيها بعض المطارنة ورجال الاكليروس والشعب. وبعدها صاحبته الجموع إلى المطار، وودعته وداعاً حاراً. ووصل قداسته أديس أبابا عند الظهر، واستقبل فى المطار استقبالاً رسمياً كرؤساء الدول. وكان على رأس المستقبلين جلالة الإمبراطور هيلاسلاسى, وأعضاء الأسرة الإمبراطورية,والبطريرك الجالثليق، ورئيس الوزراء, والوزراء والأساقفة, وحكام المقاطعات. وأطلقت المدافع 21 طلقة, ثم توجه البابا بعد وصوله إلى كاتدرائية الثالوث الأقدس، حيث أقام صلاة الشكر,وفى المساء حضر حفل استقبال كبير فى القصر الإمبراطورى. ثم أقام صلاة رفع بخور عشية بكنيسة العذراء الخاصة بالدارالبطريركية. وفى يوم الخميس دشن كنيسة رئيس الشمامسة اسطفانونس، وطاف حولها بصحبة الإمبراطور ثلاث مرات فى موكب دينى جميل,ثم زار بعد ذلك كنيسة العذراء الطاهرة بجبل (أنطوطو), وفى المساء أقام قداسته صلاة رفع بخور عشية بكنيسة “ملص آلم” مخلص العالم. وفى يوم الجمعة زار كنيسة “أديس آلم” أى العالم الجديد, وهى كنيسة ذات شهرة دينية وتاريخية ذائعة الصيت فى أثيوبيا, وبعد الظهر زار كلية الثالوث الأقدساللاهوتية بأديس أبابا، وقد القى مديرها “الأسقف بولاديان الأرمنى الأرثوذكسى” كلمة ترحيب بقداسة البابا , وفى المساء أقام صلاة رفع بخور عشية بالكنيسة التىيوجد بها ضريح الإمبراطور منليك الثانى. وفى يوم السبت أقام قداسته صلاة القداس حسب عادته كل صباح فى كنيسة مخلص العالم . ثم توجه إلى دير “ليبانوس” أشهر دير أثيوبى حيث يوجد قبر القديستكلا هيمانوت وهو يبعد عن العاصمة بمسافة تزيد عن الساعتين بالسيارات, وبعد ذلك توجه إلى كنيسة “تسجى مريم”. وفى صباح الأحد أقام القداس الإلهى بكاتدرائية العذراء مريم بالبطريركية بأديس أبابا, وتناول الإفطار بعد ذلك على مائدة الأنبا باسيليوس البطريرك الجاثليق, وفى المساء أقام قداسته صلاة رفع بخور عشية فى كنيسة قصر رئيس مجلس الشيوخ. وفى فجر يوم الاثنين أقام قداسته فى كنيسة مارمرقس الملحقة بالقصر الإمبراطورى حضره الإمبراطور وأعضاء الأسرة الإمبراطورية وتناولوا من الأسرارالمقدسة, وعلى متن طائرة من سلاح الطيران الأثيوبى سافر قداسته إلى منطقة “لاليبلا” ذات الشهرة العالمية لكنائسها الاثنى عشر المنحوتة فى الجبل من القرن الثانى عشر, وقد استغرقت الرحلة ست ساعات منها ثلاث ساعات بالطائرة ومثلها بالسيارات فى طرق جبلية وعرة. وبدأ قداسته يوم الثلاثاء بإقامة صلاة القداس فى كنيسة “مخلص العالم” وزار مستشفى القديس بولس وتفقد مرضاه جميعاً. ثم زار مدرسة تدريب الشرطة, ومدرسة القديس بولس اللاهوتية. وأقام صلاة رفع بخور عشية فى كنيسة رئيس الملائكة جبرائيل. أما يوم الأربعاء وهو اليوم الثامن للرحلة, فكان يوافق يوم الاحتفال بالعيد الثلاثين لتتويج جلالة الإمبراطور. فتوجه البابا إلى كنيسة القديس جورجيوس لابساً الملابس الكهنوتية الأثيوبية, وخرجت العاصمة كلها لتحيته واستقباله, وعندما وصل جلالة الإمبراطور إلى الكنيسة, استقبله البابا عند الباب وعانقه، وتأبط ذراعه إلى داخل الكنيسة, وبعد ذلك توجه قداسته إلى البرلمان الأثيوبى, ومن المقصورة الإمبراطورية الكبرى تابع مراسيم افتتاح الدورة البرلمانية, ثم عاد قداسته إلى كنيسة القديس جورجيوس وأقام القداس الإلهى الذى انتهى فى الثالثة بعد الظهر، إذ كان اليوم أربعاء. وفى مساء ذات اليوم أقام جلالة الإمبراطور حفلاً لتوديع قداسته راجياً منه أن يكرر هذه الزيارة الرعوية, كما حضر حفل التوديع الذى أقامه له الأنبا باسيليوس البطريرك الجاثليق بالبطريركية. وأقام البابا صلاة رفع بخور عشية فى كنيسة الملاك روفائيل. وفى اليوم التاسع للرحلة أقام قداسته قداساً فى كاتدرائية الثالوث الأقدس فى أديس أبابا, ثم استقل قداسته ومرافقوه وأعضاء بعثة الشرف طائرة خاصة إلى منطقة جوندار, وعند بحيرة تانا منبع النيل الأزرق هبطت الطائرة إلى ارتفاع منخفض وباركها قداسته, ولما وصلت الطائرة إلى مطار جوندار كان فى استقباله حاكم المقاطعة والكهنة والشعب, وبعد أن قضى قداسته بعض الوقت هناك سافر إلى إقليم إرتريا, وتفقد أبنائه هناك… وبذلك انتهت الرحلة الرعوية الأولى لأثيوبيا, وكان البابا فيها موضع ترحيب من الجميع فقد أقيم لقداسته خلالها العديد من حفلات الاستقبال والتكريم, وكان قداسته أول باباوات الإسكندرية الذى يزور أقاليماً أثيوبية خارج أديس أبابا, وقد عاد قداسته والوفد المرافق له إلى القاهرة فى مساء يوم الاثنين 7 نوفمبر 1960م وقد استقبل فى المطار استقبالاً شعبياً كبيراً وكانت تجمع قداسة البابا بالامبراطور هيلاسلاسي اخر اباطرة اثيوبيا علاقة محبة كبيرة . فى عام 1956م بعد نياحة البابا يوساب وأثناء فترة خلو الكرسى المرقسى عاد الأثيوبيين بمطالب جديدة وهى : رفع درجة المطران الأثيوبى إلى درجة أن يكون نائب البطريرك فى أثيوبيا , ويكون لهم حق إنتخاب البطريرك سواء فى أعداد لا ئحة الإنتخاب و المشاركة فى الإنتخاب وترشيح أثيوبيين للكرسى البطريركى لأنهم جزء لا يتجزأ من الكنيسة ككل , فوافقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة مطران بنى سويف وقائممقام البطريرك على جميع المطالب الأثيوبية ما عداً أمراً واحداً ألا وهو مسألة ترشيح البطريرك إذ تمسك الأقباط بالتقاليد أن يكون البطريرك مصرياً أثوذكسياً , وبتاء على هذا رفضت الكنيسة الأثيوبية الإشتراك فى سيامة البابا كيرلس السادس فى مايو عام 1959م. وكانت هذه الأزمة تقلق أبونا مينا البراموسى المتوحد وبعد الإختيار الإلهى له ليكون بطريركاً , وقبل حفل السيامة فى 10 مايو 1959 م – أرسل قداسته بصفه شخصية الدكتور إدوارد بشرى إلى أثيوبيا حاملاً رسالة شخصية منه إلى الإمبراطور هيلاسلاسى يقول فيها : ” أبعث بهذه الرسالة إلى جلالتكم بعد أن شاءت نعمة الرب وإختارت ضعفى لهذا المنصب الخطير , وأنى أشعر بجعوة الرب وبجسامة المسئوليات التى تتطلبها رعاية النفوس , وأثق أن الذى دعانى هو القادر أن يعيننى على توجيه سفينة كنيسته إلى ميناء الخلاص ويسرنى أن أعبر لجلالتكم عما يكنه قلبى وتقدير لشعبنا الأثيوبى العزيز , ولكنيسة مار مرقس بلادكم المباركة , ولا شك أنه متى سارت روح المحبة المسيحية الحقيقية والفهم والتقدير المتبادل , فإنه يمكن تذليل كل الصعوبات , والوصول إلى حلول مرضية وبدء عهد جديد يساعد على توطيد هذه الرابطة المقدسة التى طالما حاميتم عنها جلالتكم وسهرتم على صيانتها وتوطيدها طوال حياتكم , ومما يزيد إبتهاجى أن يشترك أخوتى فى ليقاناباباسات (المطران) وأساقفة أثيوبيا فى وضع ايديهم على رأس بابا الإسكندرية فى صلاة الرسامة لأول مرة فى تاريخ كنيستنا , مما سيزيدنى شعوراً بعمق هذه الرابطة وقوتها , وأنى أتطلع بعين الفرح الى ذلك اليوم الذى ألتقى فيه بجلالتكم فى أثيوبيا العزيزة وفى الإقليم المصرى أيضا حتى يتم سرورنا الروحى فى الرب ” كتاب مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس – القس رافائيل أفا مينا / حنا يوسف عطا , وعاد مندوب أبونا مينا يوم السيامة حاملاً رسالة إعتذار عن عدم المشاركة فى حفل الرسامة ولكنهم تفهموا روح المحبة التى تكمن فى قلب القادم ليجلس على كرسى مار مرقس – وحاول البابا كيرلس السادس لم ييأس فى رغبته فى تحسين علاقة الكنيسة القبطية مع أثيوبيا فقال فى رسالته الباباوية الأولى يوم الرسالة قال فيها : ” كما نتوجه بأصدق التحية وبركاتنا الرسولية إلى الأخ الحبيب الأرثوذكسى المبارك حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا وإلى جلالة الإمبراطورة والأمراء وإخوتنا المطران ياسيليوس وجمسع الساقفة والكهنة والشمامسة وشعبنا الأثيوبى العزيز … ” وفى 16 مايو 1959م بعد السيامة المقدسة كتب قداسة البابا كيرلس السادس رسالة ثانية إلى الإمبراطور هيلاثيلاسى جاء فيها قال فيها : ” لقد تأثرنا بالغ التأثر وقدرنا شعور الألم الذى عبرتم عنه جلالتكم فى رسالتكم الشفهية لعدم تمكنكم من الإشتراك فى حفل الرسامة , ونحن نتضرع إلى الرب أن تحل نعمة روحه المقدسة فترد إلى الكنيسة سلامها وطمأنينتها بروح المحبة المخلصة والتسامح التى ضمناها فى رسالتنا السابقة , إن الإحتياجات الروحية والإجتماعية المتزايدة لشعب الرب فى هذه الأيام ومسئوليات الكنيسة نحوها تتضاعف يوماً بعد آخر مما يتطلب العناية بتنظيم أعمال الكنيسة الرعوية والإدارية بالطريقة التى تمكنها من تأدية رسالتها وتحقيق مسئولياتها على الوجه الذى يريح ضميرنا أمام الرب , وسيشمل هذا التنظيم بنعمة الرب جميع أقاليم الكرازة المرقسية التى يتسع عمل الرب فيها بشكل ملحوظ , ولشعورنا بإزدياد التبعات الملقاة على كنيسة مار مرقس فى أثيوبيا فى نهضتها الحديثة , بفضل جلالتكم وإهتمامكم , ويسرنا أن يكون رفع مركز رئيس كنيسة مار مرقس بأثيوبيا موضع عنايتنا بصفة خاصة , مع تنظيم سلطاته فى الرسامات بما يرشدنا إليه الروح القدس , لذا يسرنا أن نوفد إليكم أخوتنا الآباء المطارنة نيافة ألنبا لوكاس مطران منفلوط ونيافة الأنبا يؤانس مطران الخرطوم ونيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية , لتأكيد مشاعرنا السابق التعبير عنها ولدعوة من يقع عليه إختيار جلالتكم من أبناء الكنيسة للحضور إلينا والإشتراك فى دراسة هذا التنظيم ورسم حدوده ومسئولياته تحت قيادتنا الشخصية حتى تتحقق الكنيسة رسالتها لمجد الرب وخلاص النفوس ولم يقتصر البابا كيرلس السادس على الرسالة السابقة ولكنه أرسل رسالة أخرى إلى نيافة الأنبا باسيليوس المطران ألثيوبى عبر فيها عن صدق مشاعره ورغبته القوية فى تدعيم العمل الكنسى والرعوى لكنيسة مار مرقس الرسول فى كلا البلدين مصر وأثيوبيا . وفى الأسبوع الثانى من يونيو 1959 م حضر وفد أثيوبى للمفاوضات وفتح باب الحوار من جديد وكان الوفد الأثيوبى يتكون من : الدجازماشى أسارات كاسا نائب جلالة الإمبراطور هيلاثيلاسى الأول – نيافة الأنبا ثيؤفيلس أسقف هور – أتومرسى حزن النائب بالبرلمان ألأثيوبى وشكل قداسة البابا وفداً قبطياً فى هذه المباحثات يتكون من : نيافة الأنبا لوكاس مطران منفلوط – نيافة الأنبا يؤانس مطران الخرطوم – نيافة الأنبا باسيليوس مطران القدس الجديد – المهندس يوسف سعد – السفير عدلى أندراوس – السفير دسمترى رزق – الدكتور مراد كامل – القمص مكارى السريانى ( فيما بعد اصبح نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات ) لسكرتارية المفاوضات بين الكنيستين. |
10 - 03 - 2018, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: البابا كيرلس وزياراته الرعوية لأثيوبيا
كل عيد ام وانتم طيبين ربنا يبارك حياتك وخدمتك
بركة شفاعة ابابا كيرلس تشملنا جميعا |
||||
11 - 03 - 2018, 11:24 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا كيرلس وزياراته الرعوية لأثيوبيا
شكرا على المرور |
||||
11 - 03 - 2018, 11:33 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: البابا كيرلس وزياراته الرعوية لأثيوبيا
بركة صلاته تكون معنا امييين |
||||
12 - 03 - 2018, 11:32 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا كيرلس وزياراته الرعوية لأثيوبيا
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بدأ البابا كيرلس السادس زياراته الرعوية بالأسكندرية |
البابا كيرلس وزياراته الرعوية |
البابا أنسطاسيوس وأعماله الرعوية |
رحلات البابا كيرلس الخامس الرعوية |
البابا يبدأ زيارته الرعوية إلى الإسكندرية الأحد |