منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 03 - 2018, 02:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

كاتب مسلم يتحدث عن معجزة السيد المسيح
كاتب مسلم يتحدث عن معجزة السيد المسيح
هى أمُّ المُعجزات جميعاً. مُعجزة تتكرر أمامنا كل يوم، فلا تفقِد شيئاً من سحرها وغموضها.
يوم 9 يناير 2017، وقفتُ أمام باب غُرفة صغيرة فى المُستشفى. انفتح الباب بعد ثُلث ساعة، وكأنه بوابة الحياة ذاتها. خرج «يحيى» تحملانه فتاتان تُسرعان الخطو. يقول صلاح جاهين: «شايلينى شيل دخلت أنا فى الحياة وبكرة ح أخرج منها شايلينى شيل»!


أهلاً يا يحيى. تعالَ شاركنا قصتنا. تعالَ كرِّر مآسينا واحمل صخرتك وامضِ مثلنا. افرح واحزن وتألم واغضب وتحمس وكابد اليأس وتعلق بالأمل وتجرع الحب وفارق الأحبة. كله مكتوب. كن شُجاعاً ولا تتبع خطواتنا. المسرح مسرحك غنِ أغنيتك!.


يحيى هو ذاك الوافدُ الجديد إلى عالمنا. لم أكن أعرف الكثير عن قصة النبى يحيى قبل اختيار الاسم. عرفتُ أنه المُقابل للنبى يوحنا لدى المسيحيين (جون بالإنجليزية). على أن «يحيى» المذكور فى القرآن قريب من قلوب المُسلمين. ذِكره مرتبط فى الوعى بمعجزة الميلاد: «أنى يكون لى غُلامٌ وكانت امرأتى عاقراً وقد بلغتُ من الكِبر عِتياً؟!» هكذا تحدث زكريا فى سورة مريم. وكانت البشارة: «يا زكريا، إنا نُبشرك بغُلام اسمه يحيى». ثم جاء التكليف للصبى: «يا يحيى خُذ الكتاب بقوة، وآتيناه الحُكم صبياً». وهى كلمة مُحيرة وعجيبة. ما معنى أن يأخذ المرء الكتاب بقوة؟. هل معناه أن يُنفذ ما فى الكتاب حرفياً (والمقصود هنا هو شريعة اليهود)؟ هل معناه أن يأخذ الكلمات بالجدية والامتلاء الكامل وأن يجعلها نبراس حياته؟ أن يصير هو والكتاب (المبدأ أوالكلمة أو الفكرة) شيئاً واحداً؟


مهما يكن من أمر، فلن أجد أُمنية أو نصيحة لـ «يحيى»، الوافد الجديد للعالم، أفضل من أن يأخذ الكتاب بقوة: أن يعمل بما يؤمن. أن يؤمن بما يعمل.


لاحظ أن ذِكر يحيى جاء فى سورة مريم. الخيط الجامع بين قصته وقصة السيدة العذراء هو أن كلتيهما معجزتا ميلاد. الأولى ميلاد رغم كبر السن وكون الزوجة عاقراً، والثانية ميلاد رغم عدم وجود حليل. الأولى نادرة الحدوث، والثانية ليس لها نظير أو سابقة أو لاحقة. المُسلمون يؤمنون إيماناً مُطلقاً بمُعجزة ميلاد السيد المسيح. هو إيمان حرفى وكامل يفوق حتى إيمان بعض الطوائف المسيحية. مردُ هذا الإيمان العميق هو روعة سورة مريم واستقرارها فى وعى كل مُسلم. آيات مريم قريبة من القلوب لأنها تُناجى فينا جميعاً احتفاءنا واحتفالنا بالميلاد الجديد. تأخذنا إلى حالات ميلاد فريدة وخارقة للطبيعة. تجعلنا نتأمل من جديد فى حالات الميلاد العادى التى تصادفنا فى حياتنا. تدفعنا لأن نرى فى كل ميلاد معجزة بصورة أو بأخرى. معجزة متجددة ومتكررة. أن ننحنى خشوعاً للأم وسيط مُعجزة الميلاد. أن نتذكر ما حيينا آلامها. أن نُدرك أننا جميعاً أبناء هذا الألم وتلك المكابدة النبيلة.


الكائن الحى هو ذاك القادر على التكاثر. على إعادة إنتاج نُسخ مختلفة منه. إنها شهوة البقاء. الدافع الأول لاستمرار الحياة على وجه الأرض. البشر صاغوا نظاماً اجتماعياً لتأطير شهوة البقاء وعملية التكاثر. هى مؤامرة جماعية للحفاظ على النوع اسمها الزواج. جهدٌ نُشارك فيه جميعاً بحُكم عضويتنا فى الجماعة البشرية. الغاية هى استمرار حياتنا كجماعة ممتدة فى الزمن. أحياناً يتمرد البعض مثل شاعر المعرة الذى قال «هذا جناه أبى على وما جنيتُ على أحد» فخوراً بأنه لم «يرتكب» فى أحد ذات الجريمة التى ارتكبها أبوه معه بإجباره على المجىء إلى الدنيا. لا يهم. التكاثر فرض كفاية. يكفى أن ينوء به عددٌ كافٍ منا، نحن البشر، لكى تستمر المسيرة!.


الميلاد هو طريقتنا لكى نقول للحياة إننا باقون، حتى وإن رحلنا. هو سبيلنا لممارسة خداع الذات بالحصول على الخلود!.


الميلاد، من ناحية أخرى، هو وسيلة الحياة لصناعة المزيد من القصص. مزيد من الأفراح والأتراح. المزيد من الدراما المُمتدة!.


ماذا أقول لك يا يحيى وأنت تبدأ قصة جديدة، قصتك؟ أقول لك كُن رجلاً ولا أزيد. ستعلم مع الأيام كم هو صعب أن تكون رجلاً. إنه عبءٌ كبيرٌ، وحِمل عظيم!


وأنقل عن الأديب الكبير محمد مستجاب هذه القطعة الصغيرة التى افتتح بها إحدى أعماله تحت عنوان «البشارة»:


«ويكون لك ولد ذكر من صُلبك، تضيع عينه اليُمنى جهلاً واليسرى ثقافة، يُهلك أطناناً من التبغ والورق وأبيات الشعر والشاى ومُكعبات الثلج وآيات التكوين والمبادئ والملوك والخفراء والثرثرة والشعارات والوزراء، يكون رءوماً قلقاً جامحاً، جامعاً لصفات الكلاب والعصافير والحنظل والحشرات والأبقار ».
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لماذا انشق حجاب الهيكل عندما أسلم السيد المسيح الروح؟
يتحدث السيد المسيح عن الجحش الذي طلبه
السيد المسيح وهو يتحدث الى القديس مينا مؤسس الدير
كيف يُظهر كاتب إنجيل برنابا شخصية السيد المسيح؟
حصريا صور تلوين السيد المسيح يتحدث الى الجموع


الساعة الآن 04:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024