رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابانا الذي في السماوات ليتقدس أسمك ليأتِ ملكوتك لِتكُن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. أعطنا خـُبزنا كفاف يومنا وأغفر لنا خطايانا كما نحن نَغفِر لِـمن اخطا إلينا ولاتـُدخلنا في التجارب لكن نجـِّنا من الشرير . آميـــــــــــــــن . بـدأ الرب بالصلاة الربيّة بكلمة " أبـانـا" ثم أنتقل إلى " إسمهُ" ومنها إلى" ملكوته". هنا يظهر الثالوث الأقدس ، الآب( أبانا) والأبن( الاسم : يسوع أي الله يُخلِص) والروح القدس( الملكوت الذي هو في داخلكم متى12: 28؛ 13: 11؛ لوقا17: 21). الصلاة إذا موجهة للثالوث الأقدس "الذي هو كائن وكــان وسيـأتي "( رؤيا 1: 4). فللنظر إذاً إلى هذا التقسيم بشكلٍ مُفصـل : أبانا.... كائن الآب: هو الكائن منذ الأزل لم يرهُ أحدٌ قـَط موجود بذاته ومن ذاته وهو سبب كل وجود ولايحتاج لآحد ولا لشيء ليكون موجوداً . هو كائنٌ اي أننا نعرف أنه موجودٌ لكننا لم نرَهُ قـَط ولم يَرهُ أحدٌ قـَط( يوحنا 1: 18). نقول عنه أنه كائن لأن كينوته وجوهره ووجوده لايفهمه العقل البشري فهو يفوق فهمنا ووجودنا بلا قياس. ولأننا منه فهو الآب . وعندما نحتاج الى رحمته نناديه ب أبانا . هكذا يفهمهُ الروح البشري . إسمــكَ.... وكـــان الأبــن : هو الكائن الذي كان أي كائن منذ الآزل مع الآب وقد كان أي تجسد وصار إنساناً تكون من جسدٍ لنراه لأنه ما من أحدٍ رآهُ. هو الكائن الذي كان اي هو الإله الذي تجسد. هو الأسم الذي يحمل إسم الله الاب: يسوع = أي الله يُخلص. فكينونته هي كينونة الخلاص البشري. ونحن عندما نأخذ صورته نتكون ابناءاً لله على صورتهِ فنصبح معهُ في فعل الكون والتكوين لأنه كان ليكوننا على صورتهٍ أبناءاً لله . ملكوتـكَ....... وسيـــأتـي الــروح القـُدس: هو الملكوت الموجود في داخلنا( لوقا17: 21). هو الذي أتى يوم العنصرة على رؤوس الرسل والعذراء . هو الذي حلَّ فينا بالمعموذية وأمتلكنا لله، فاصبحت أجسادنا هياكلاً للروح القدس ليصلي هو فينا ويُقدسنا فنعيشُ السماءَ ونحن على الارض. هو السماء التي فينا اي السماء التي فينا أي السماء تجسدت بأرضنا اي بأجسادنا فاصبحنا ملكوتاً لله وكهنوتاً ملوكياً مقدساً يُشكل ملكوت السماوات على الارض ويُتمم مشيئة الله على الأرض كما هي في السماء . وهو الذي سيأتي ليجمع مختاري الله . 1- أبانا : بـدأ الرب الصلاة الربيّة بكلمة" ابانا" ليُركز لنا ناظِرَينا على الآب ويعطينا الفكرة الرئيسية في الصلاة ذلك أن الصلاة تـُوجّه إليه إلاّ وتـُستجاب منه وبحسب مشيئته. فالأبن يطلب من ابيه متضرعاً وقلب الآب يستجيب لأبنهُ إذا كان الطلبُ موافقاَ لخلاصه. إذا نحن ابناء الله على مثال يسوع. نَقلةُ كبيرة من العبودية إلى البنّوة. هكذا بدأ يسوع من حيث أتى، اي بدأ من الآب وهو قد جاء من لَدُن الآب، فجمع فيه بنوّته للآب وبنوّته للبشر ليجمعنا ابناءً للآب فيه وفيه وحده فلا أحد يستطيع أن ينادي الآب "أبانا" إلا إذا كان في المسيح يسوع الأبن الوحيد(لوقا10: 22). لذلك بدأ بكلمة " أبانا" ليُظللنا بأبوة أبيهِ السماوي كما ظللت الغيوم الحاملة صوت الله رؤوس بطرس ويوحنا ويعقوب في التجلي على جبل ثابور، كما ظللت قدرةُ العلـيّ مريم العذراء ( لوقا 1: 35). وكما أن الغيوم هي مصدر الأمطار كذلك الآب هو مصدر البنوَّة فأذا لم يكن هناك غيومُ فلـن تكُن هناك أمطارُ ، وإذا لم تكُن بنوّتنا من الله فلن تكون بنوّة بل عبودّية. وابتداء الصلاة بكلمة " ابانا" تعطينا الأفكار والحقائق التالية: 1 الله الآب هو مصدر كل شيء يُوهب للآنسان (يوحنا 3: 27). 2 الآب هو المرجع في كل شيء ومرجع كل شيء ( يوحنا6: 38) . 3 إن رسالة المسيح صدرت من الاب وليس منه( يوحنا10: 2؛17: 2، 4، 8، 18؛14: 10، 24، 31) فهو مصدر كل شريعة وصلاحِ ومحبة ، ومصدر كل خير ، فالماء الذي يُحييكم يأتي من النبع لا من الساقية . 4 هو الكيان الذي يقوم فيه كلُّ وجود ، مثلاً : قبل أن يرى الأنسان، ويتكلم ، ويفهم ، ويقبل ، ويرفض، يجب أن يكون له كيانُ مؤهل للقيام بهذه الوظائف. وكما ان الكيان هو الجسد والنفس للأنسان ، ومن الجسد والنفس تظهر شخصيّة الآنسان ، ونشاطاته ، وأفكاره ، وأخلاقه، وأعماله ، ومواهبه، ومحبته، وكل خيرٍ أو شرٍّ يخرج منه بالفعل أو بالقول او بالفكر. كذلك يكون الأمر في الآب فهو: الكيان، وكيان كل كينونة وموجودُ قبل كل وجود ، فأي وجودٍ آخر غيره ظهر بعد ذلك فقد ظهر بسبب وجوده هو لأنه وجود كل وجود وكيان كل كيانٍ . بالأبن الوحيد يسوع المسيح قد خرجنا منه ابناءً كما يخرج الأبن من صُلبِ ابيهِ. لذا فالآب الذي يحمي إبنه من كا خطرٍ ويحمله على يديه يصرخ له الأبن " أبانا" و" يأتي" و"أبا" لن الآب هو مصدر الأبن ومصدر حمايته ومصدر حياته، هو الكيان الذي يحمل نفسنا وروحنا وأحاسيسنا وآلامنا وعذاباتنا وكل مايرافقنا في مسيرتنا إليـــــه. 5 " ابانا" تأتي أيضاً في بداية الصلاة لتدلَّ على حداثة ولادتنا الروحيّة كابناء للآب. مثلاً: اول كلمة ينطق بها الطفل عندما يحس ويشعر بأُمـه هي" ماما" لأن أمـُّه تحمله جسدّيا ونفسياَ كما يحمل الغصن الثمر. فالثمر إذا سقط من غصنه ينشف وييبس ، كذلك يكون الأمر في الانسان إذا حُرِمَ من امه فأنه إذا لم يمت ينمو نمواً ناقصاً وحاملا أمراضاً نفسيّة وربما عقليةُ ايضاً. هنا عندما نقول "أبانا" أو "أبا" أو"بابا" فيعني ذلك أننا كالطفل الذي لا يستطيع الأستقلال عن ابيه وإلا سنموت روحّياً أو ننمو ناقصين بالروح أو متمرضين بالخطيئة والموت والعلل الروحّية. فنحن نتعلم من المسيح المُتكـّل على ابيه بالكامل ، والذي صرخ له"أبا" و"يا ابتي" فنصرخ نحنُ على مثاله" ابانا" لأننا كالأطفال المولودين بالروح لانعرف من اين يأتي الطعام الروحي، ولا إلى أين يذهب بنا الروح ، ولامن اين يأتي الروح إلينا(يوحنا3: 5-8). فنحن إذا ابناءً للآب نتكل عليه ونعتمد عليه في كل شيء لأننا أطفالاً لانعرف المشي وابناءاً قاصرون بالروح لانستطيع أن نـُعيل أنفسنا روحّـياً. فأننا كالمولود الجديد يفتح عينيه ولكنه لايرى إلا خيالاتٍ وشبه الصور كذلك نحن في الروح فلا نرى منها إلا خيالات وشبه الصور(1كورنتس 13: 9-12) لذا لانعرف الطريق ولانعرف أين نحن ولانرى وجه الاب بشكل واضح ، ولأننا نحتاج إلى الاب نصرخ إليه " أبانا " . 6 " أبانا " أيضاً تعني أننا وُلدنا من الله ولم نعـُد مولودين من أبٍ جسدي أو من الارض . فنحن قد وُلدنا كأسحق ولم نَعُد كأسماعيل ( تكوين21: 1-14) ، واصبحنا اسياداً لا عبيداً(يوحنا15: 15) ، ولأنَ الأبن يشبه ابيهِ فالمولودُ من أب جسديّ مثله والمولود من الله هو إلهيُّ على صورته (يوحنا 1: 12-13) ، لذا نـُدعى نحن آلهة لأن الله هو لنا الآب(يوحنا10 : 34) ولأن الحياة التي في الآب اصبحت فينا وهي تنبع منـّا إلى الآبد على مثال وصورة الآب الذي وُلدنا منه (يوحنا4: 14). 7 "ابانا" في بداية الصلاة تظهر البداية التي نعود إليها في نهاية الصلاة .الآب هو المصدر والهدف النهائي لنا. كالحلقة الدائرية نخرج منه مولودين بالجسد ونعود إليه مولودين بالروح. والدائرة الآزلية التي تدعى الآب تتكون من عددٍ لامتناه من النقاط أي المصادر التي نخرج نحن منها لنعود إليها في نفس النقطة اي المصدر التي تصبح بعد عودتنا إليها هدفاً وغاية . الآب إذاً هو البداية وهو ، هو المصدر وهو الغاية، ليس لهُ بداية وليس له نهاية(رؤيا22: 13). فلو رسمنا دائرة مفتوحة من الاعلى وكتبنا بالفراغ كلمة السماء وفي الجهه السفلى كلمة الارض وتبثنا بسهم بإتجاه عقرب الساعه على محيط الدائره والنقوم بما يلي: نبدأ ب"أبانا الذي في السموات" لتنطلق صلاتنا من الآب السماوي ، ومن السماء ،ومن مصدر الحياة، مارّةً بالارض"...كما في السماء كذلك على الارض" أي الحياة الفانية أو الحياة الأنتقالية. والحياة الأنتقالية تعني أننا في حركة إنتقالية غير ثابتة لذلك نولد ، وننمو، ، ونموت ، مرتحلين في حالة وجودٍ إلى حالة وجودٍ أخرى ولكن في النهاية إلى اين؟ فأما إلى الموت وإما إلى الحياة الأبدية"..... لكن نجنا من الشرير " والنجاة من الشرير هي نجاة من الموت ، والنجاة من الموت هي حياة أبدية ، والحياة الابدية ليست على الارض بل في السماء،لكن السماء ليست هي مصدر الحياة الأبدية بل الاب هو مصدرها. وهكذا نعود في الصلاة الربية إلى الاب بعد أن إنطلقنا منه. فالصلاة الربّية هي صلاة العودة إلى الآب اي العودة إلى حالتنا الآولى قبل خطيئة آدم وحوّاء أي الى حالة وجود الله في حياتنا ، أو حياة السماء التي أشار إليها الرب في[ (متى12: 28؛ 13: 11؛ 25: 34) ، (لوقا11: 20 ؛ 12: 32 ؛17: 21)] ، وهذا هو ملكوت السماوات وحالة السماء اي العودة إلى الأب . |
10 - 07 - 2012, 10:05 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الصلاه الربانيه وشرحها
شكرا للمشاركة الجميلة
ربنا يبارك خدمتك |
||||
11 - 07 - 2012, 04:31 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصلاه الربانيه وشرحها
شكرا على المشاركة الجميلة ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شوفت بوست واحد كاتب الصلاه الربانيه بالشكل |
المنارة وسرجها في الكتاب المقدس |
الصلاه الربانيه |
الصلاه الربانيه.... حوار بدون مونتاج |
موضوع متكامل عن الابصاليات السنوية وشرحها بالتفصيل |