رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرقة المصريين _ غريغوريوس النيسي
سرقة المصريين القديس غريغوريوس النيسي "وفعل بنو اسرائيل بحسب قول موسى. طلبوا من المصريين امتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا. واعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى اعاروهم.فسلبوا المصريين." خر 12 قاد موسى الشعب إلى خارج مصر، وبالمثل فإن كل من يتبع خطوات موسى يخَّلص كل من يستمعون إلى كلماته من الطاغية المصري. وكل من يتبع القائد إلى الفضيلة – يجب - في رأيي- ألا تنقصه ثروة مصر أو يكون محرومًا من كنوز الغرباء، ولكن يجب عليه أن يحصل عليها ويستخدمها لمنفعته. وهذا هو بالضبط ما أمر موسى الشعب أن يفعله. هذا ما أمر موسى الشعب بعمله. ومن الواضح، أن هذا الكلام يجب أن لا يُؤخذ بمعناه الحرفي، كما يجب أن لا يُتَّهم موسى المُشرِّع بالتحريض على نهب أموال الأثرياء وعلى ارتكاب المظالم. قد يكون التفكير في ذلك تجنياً ولا سيما إذا ترسَّم الانسان الشرائع التالية التي تنهي عن ظُلم القريب. أما أن يُقال إن موسى رأى أنه من الطبيعي أن يَعمَدَ اليهود إلى هذا الاسلوب ليعوّضوا ممّا لهم من أجور لم يستوفوها، فلا يُزيل الصعوبة، إذ لا يُبَرِّئ ذلك أمره من الكذب والخداع. فإستعارة شيء من الآخرين والتمنُّع عن ردِّه لهم، هو ارتكاب سرقة. وإذا كان هذا الشيء لك كان هنالك خداع كُذب فيه على المُقرض وبُعثَ فيه أمَل أسترداد مِلكه. فجدير بنا، إذاً، أن نُهمِل المعنى الحرفي ونتمسك بالمعنى الروحي، وقد أمر الكتاب المقدس من حرَّرتهم الفضيلة بأن يتزودوا بغنى الثقافة الدنيوية التي ينعم بغناها الوثنيون، من مثل الفلسفة الأدبية، وفلسفة الطبيعة، والهندسة، والفلك، والجدَل وسائر العلوم التي يُعنَى بها الوثنيون. فمُرشدنا يأمرنا بأن نستلَّها من المصريين الذين يستعملونها لكي نستخدمها عند اقتضاء الحاجة في تزيين هيكل الوحي بكنوز الحكمة البشرية. ونحن نرى أن جميع الذين استولوا على هذه الغنائم حملوها إلى موسى عند تابوت الشهادة كإسهام منهم في بناء المقادس. ونحن نرى أنَّ مثل هذا يتكرر حُدوثه في أيامنا هذه، إذ يحمل الكثيرون إلى كنيسة الله تقدمة الثقافة الدنيوية، على غرار ما فعل باسيليوس العظيم، الذي ادَّخر في صباه أروع كنوز مصر، ثم كرَّسها لكي تُستخدم في تزيين الهيكل الحقيقي الذي هو الكنيسة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|