حل المشكلة

[walaa farouk]

إن وجهة نظرنا في الحياة ستحدد حياتنا وتصرفاتنا، إن عيون نفسنا وروحنا وجسدنا التي ننظر بها إلى ما يحيط بنا هي التي ترى وتحدد المسيرة التي سنخطو بها في طريق مشوارنا في هذه الحياة.
ومن منّا لاتواجهه المشاكل المادية والعملية بالإضافة للمشاكل والضغوط النفسية والروحية والجسدية، من منّا يسير في الحياة وابتسامته لاتفارق وجهه، من منّا يعلق لوحة كبيرة على صدره وكتب عليها باللون الوردي "الدنيا جميلة ووردية". أظن بأن الإجابة المنطقية لا يوجد أحد.
الحقيقة أن هناك فرق كبير بين التركيز في المشكلة، والتركيز على حل المشكلة.

وهذه أمثلة من الحياة العملية والواقعية التي لا يمكن تصدقيها ولكنها حصلت بالفعل:
بينما كانت وكالة ناسا الفضائية تبدأ في تجهيز الرحلات للفضاء الخارجي واجهتهم مشكلة كبيرة، هذه المشكلة تتمثل في أن رواد الفضاء لن يستطيعوا الكتابة بواسطة الأقلام بسبب انعدام الجاذبية، بمعنى أن الحبر لن يسقط من القلم على الورق بأي حال من الأحوال فماذا يفعلوا لحل هذه المشكلة!!؟؟؟
لحل هذه المشكلة:
قاموا بدراسات استمرت حوالي 10 سنوات كاملة وأكثر من 12 مليون دولار ليطّوروا قلماً جافاً يستطيع الكتابة في حالة انعدام الجاذبية، ليس هذا فقط بل والكتابة أيضاً على أي سطح أملس حتى الكريستال، وأيضاً الكتابة في درجة حرارة تصل إلى 300 درجة مئوية.
حل المشكلة من وجهة نظر أخرى
عندما واجه الروس نفس المشكلة فإنهم ببساطة قرروا استخدام أقلام رصاص كبديل عن الأقلام الجافة .
ومثال آخر:
ذات مرة باليابان وبمصنع صابون ضخم واجهتهم مشكلة كبيرة وهي مشكلة الصناديق الفارغة التي لم تعبأ بالصابون نظراً للخطأ في التعليب فماذا يفعلوا لكشف الصناديق الفارغة من الصناديق المعبأة!!!؟؟؟؟
لحل المشكلة
قام اليابانيون بصناعة جهاز يعمل بالأشعة السينية مخصص للكشف عن الصابون بداخل الصناديق ووضعوه أمام
خط خروج الصناديق بقسم التسليم، واضطروا لتعيين عمال جدد ليقوموا بإبعاد الصناديق الفارغة التي فضحها الجهاز
حل المشكلة من وجهة نظر أخرى
في مصنع آخر أصغر من السابق عندما واجهتهم نفس المشكلة فإنهم أتوا بمروحة اليكترونية وضبطوا قوتها بما يناسب وزن الصندوق الفارغ وتم توجيهها إلى خط خروج الصناديق بقسم التسليم بحيث أن الصندوق الفارغ سوف يسقط من تلقاء نفسه بفعل اندفاع الهواء.
صدق أو لا تُصدق إنها الحقيقة التي علينا العيش بها:
أن ننظر لحل المشكلة ونبحث عن حلول باستطاعتنا القيام بها بمعونة الله تعالى وآخرين ولا ننظر إلى المشكلة نفسها.
علينا أن نفكر في الحل البسيط والأيسر ولا ننظر إلى الحل البعيد المستحيل الذي ليس باستطاعتنا القيام به.
علينا أن نواجه حقيقة أن الحل بأيدينا نحن وننظر إلى امكانياتنا ونحددها ونحاول إيجاد الحل.

المشكلة دائماً ليست في حقيقة المشكلة بل في وجهة نظرنا نحوها وفي حكمنا الخاطئ عليها وعلى وجود حل لها أو لا.
الخيار لك ولي والخيار بين أيدينا إما أن نحاول أن نجد حلاً لمشاكلنا ونبرع في هذا... أو نبرع في تكبير وخلق مشاكلنا وتهويلها لتلتهم حياتنا كلها.

[Mary Naeem]

نبرع في تكبير وخلق مشاكلنا وتهويلها لتلتهم حياتنا كلها.
ربنا يباركك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى