إن لم يَبنِ الرب البيت، فباطلاً يتعب البناؤون» ( مزمور 127: 1 )
كان ”أوجست ستريندبرج“ (1849-1912) واحدًا من أشهر وأهم الكُتَّاب السويديين. وهو معروف، ليس فقط لإبداعه أشكالاً مُبتكرة للقصة، بل أيضًا لتوصُّله إلى نظريات فلسفية متنوعة تغطي شتى مجالات الحياة. ولقد دأب على احتقار الإيمان المسيحي عدَّة سنوات. بيد أنه بعد ذلك بدأ يبحث في الإيمان المسيحي. وقُبيل موته بأربع سنوات كتب:
”رأس الكلام هو أنني أنسب كل سوء حظ صادَفني، وكل تعاسة أصابتني إلى سبب وحيد: هو أنني بلا إله. كل مَن كسر العلاقة مع الذات الإلهية لا يمكن أن يتمتع بأية بركة“.
”إن المؤمن قد يجتاز في مصائب، ولكنه يختلف عن غيره في النظرة إليها؛ هي بالنسبة له امتحانات يقبلها، وإذ تمر تخلف وراءها سلامًا وسعادة تامة“.
”قد ألتمس العذر لنفسي بتسمية مُعلِّمي شبابي غير المؤمنين .. إلا أنني لا ألوم إلا نفسي. وإذ أفعل أجد شخصًا يُعينني على تحمُّل الملام“.
كانت تلك كلمات ”ستريندبرج“، والتي تُعبِّر عن تغيير واضح في موقفه، وتنكُّره لحياته الماضية. فعدم التماس الأعذار والاعتراف بالذنب أمام الله هي الخطوة الأولى للخلاص. لقد أدرك أن أصل المشكلة في حياته هو أنه كان يعيش منفصلاً عن الله. ودون جدال أقرَّ بذنبه الشخصي. والآن مَن كان ”ستريندبرج“ يعني بقوله (الذي اقتبسناه آنفًا): ”أجد شخصًا يُعينني على تحمُّل الملاَم“؟ واضح أنه كان يفكِّر في الرب يسوع المسيح، حَمَل الله. كان يرجو أن يُعينه الفادي على احتمال الذنب. ولكن الكتاب المقدس يَعدنا بما هو أعظم: فَحَمَل الله يرفع الذنب بالكُليَّة. فثمة أحد مكانين فقط يمكن أن تستقـر عليهما الخطية: إما على رأسك، أو على المسيح؛ حَمَل الله. فإذا كانت خطيتك على رأسك، فأنت هالك. أما إذا حملها المسيح عنك، فأنت حرّ مخلَّص. اختر لنفسك وتمسَّك بالقرار.
والآن: هل اختار ”أوجست ستريندبرج“ الاختيار الأخير؟ نعم! فنحن لا نقرأ فيما بعد أنه يحمل ذنبه بمعونة شخص آخر. بل بالأحرى نجده يكتب أنه وضع كل رجائه في الصليب، حيث حمل المسيح خطايانا في جسده.
ووفقًا لرغبة ”ستريندبرج“ نُصِب صليب على قبره، ونُقش عليه القول: ”أيها المصلوب، نُحييك، فأنت وحدك رجاؤنا“.