مع الله
لدينا كل ما نحتاج، لأن كل ما نحتاج هو الحب، وجميعنا لديه الحب بوفرة لا حدود لها! قد لا نشعر حقا بهذا الحب لكنه هناك دائما، متاح بكل وقت كي نمنحه للآخرين. كيف إذاً نشعر بهذا الحب الذي لا حدود له؟ نشعر به فقط حين نعطي منه! هذا عكس ما نظن عادة، ولكننا لذلك تحديدا كثيرا ما نفتقد الحب. عندما تشعر أنك بحاجة إلى الحب من خارجك فإن هذا الشعور نفسه يوقف فيض الحب الذي يتدفق بالأحرى من داخلك! هكذا إذاً يصير احتياجك للحب حقيقيا: أنت تظن أنك بحاجة إلى الحب لأنك لا تشعر به، ولكنك في محاولتك للحصول عليه تفشل ببساطة في إعطائه، وهكذا بالعكس يتأكد احتياجك بل يزيد! لنتذكر أننا في علاقتنا مع الآخرين لا نستطيع حقا أن نفعل الأمرين معا بالوقت ذاته: نحن إما أن نعطي الآخر شيئا ما، نمنحه اهتمامنا وانتباهنا ومحبتنا، وإما أننا بالعكس نحاول أن نحصل منه على شيء ما. نحن بعبارة أخرى إما مع "المصدر" ـ مع الله ـ في حال العطاء، وإما مع "الأنـا" في حال الآخذ. هاتان حالتان مختلفتان تماما من الوعي، تُنتج كل منهما بالتالي خبرة وتجربة وشعورا يختلف تماما عما تنتجه الحالة الأخرى!
الكاتبة الروحية الأمريكية جينــا ليــك