تأثير أفراح الخلاص على الشخص نفسه
1- قبول الخلاص فرحًا (لو19: 6): كان زكا يستقي من ينابيع أريحا الفاسدة «هُوَذَا مَوْقِعُ الْمَدِينَةِ حَسَنٌ ... أَمَّا الْمِيَاهُ فَرَدِيَّةٌ وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ» (2مل2: 19). وكان يعمل رئيسًا للعشارين، وكان غنيًا. وتمتَّع زكا في مدينة أريحا بمسراتها، لكنه لم يشعر بطعم الفرح في حياته لأن «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا» (يو4: 13). وعندما سمع أن الرب مُزمع أن يمُرّ من هناك «طَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ». ورغم كل الصعاب التي واجهته، فإنه تخطاها متسلقًا الجميزة لكي يرى نبع الخلاص ومصدر الأفراح الغني، فناداه صوت الرب: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ»، «فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا» (لو19: 1-10). ففي زكا نرى صورة للخاطئ الذي يستقي من مياه العالم الرديئة، ويصير غنيًا دون أن يشعر بطعم الفرح، وعندما يلتقي بالرب يسوع، يقبلهُ فرحًا.
2- الذهاب في الطريق فرحًا (أع8: 39): لقد جاء الخصي الحبشي وزير كنداكة ملكة الحبشة إلى أورشليم ليسجد (أع8: 27)، وتمَّم الفرائض، ولم يشعر بالفرح. وفي طريق العودة كان يقرأ في إشعياء 53 عن الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يمنح الفرح الحقيقي، وبشَّره فيلبس من هذا الكتاب بيسوع. والروح القدس يختم القصة بالقول: «وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا» (أع8: 26-39). والطريق هنا لا يقتصر على الحبشة فقط، ولكنه الطريق إلى بيت الآب. فقد تقابل الخصي مع مانح الفرح، ومضى في الطريق نحو بيت الآب فرحًا. لقد بدأ طريق الفرح الذي لن ينتهي. وفي بيت الآب، يوم عرس الخروف، مكتوب: «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ» (رؤ19: 7). ففي الخصي الحبشي نرى طريق الفرح الذي بدأ ولن ينتهي.