إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله. وإن كان يخدم أحدٌ فكأنه من قوة يمنحها الله، لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح ( 1بط 4: 11 )
إن خدمة الكلمة ليست هي المجال الوحيد الذي نحتاج فيه إلى شخص يمكننا أن نقول عنه أنه مُستخدم من الله.
فماذا عن الخدمة التدبيرية؛ أي تدبير أحوال شعب الله خاصة في الكنائس المحلية، ابتداءً من الاهتمام بالأحوال الروحية، ونهاية بأبسط الأمور التي تحتاج إليها النفوس الغالية على المسيح، نظير المقاعد التي يجلسون عليها، أو حتى نظافة المكان الذي يستمعون فيه إلى كلمة الله؟ ألا يحتاج هذا المجال إلى أُناس هم بحق مُستخدمين من الله؟ وأ لم تفشل كثير من الكنائس لغياب هذه النوعية منها؟
وماذا عن هؤلاء الذين يتعبون في الخفاء: يعدّون المؤتمرات والفرص الروحية، مهتمين بأصغر التفاصيل فيها ليهيئوا للنفوس فرصة الاستماع لكلمة الله؟
وماذا عن شاب رأيته في أحد المؤتمرات يقضي الساعات الطويلة واقفًا يغسل الأطباق؛ ولا غرض له سوى أن يعطي آخرين فرصة للراحة لكي يتهيئوا لسماع كلمة الله؟
وماذا عن زوجة ترعى أسرة كبيرة وتستهلك مطالب أسرتها طاقتها وكل وقتها، فليس عندها أي وقت لتؤدي أية خدمة خارج منزلها، لكنها نجحت في أن تُعين زوجها في تربية أولادهما بخوف الرب وإنذاره ليكونوا جميعًا ملكًا للمسيح، بل وجميعهم يخدمون الرب في مجالات مختلفة، ومع أن ظروفهم المادية كانت ضيقة جدًا، إلا أنها دبرت بيتها أحسن تدبير، وعلَّمت أولادها أحسن تعليم ليشغلوا أعلى المراكز.
وماذا عن شخص كل ما يعرف أن يعمله هو أن يقود سيارة، يجمع فيها المرضى وكبار السن، ويذهب بهم إلى الاجتماع لكي لا يُحرموا من سماع كلمة الله؟
وماذا عن مؤمن أعرفه، أكرمه الرب من الناحية المادية جدًا، وليست عنده أية مواهب إلا الإنفاق وبسخاء على عمل الرب في كل صوره، وعندما تقدمت به الأيام، ونصحته أن يكف عن العمل ويستريح، خاصة أنه عنده ما يكفيه، قال لي: لا أريد أن يأتي يوم أرى فيه عمل الرب محتاجًا لشيء ولا أستطيع المشاركة، أنا عندي ما يكفيني، لكن عمل الرب ما زال يحتاج إلى الكثير؟
ماذا عن كل هؤلاء؟ ألا يمكنك أن تقول بملء الفم عن كل واحد منهم، أنه مُستخدم من الله؟