رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلام عميق لكم وفيض نعمة منسكبة من الله في روح وداعة يسوع واتضاعه بالتمجيد والشكر وخوف التقوى اللائق بالله الذي دعانا بالمجد والفضيلة لنكون شركاء الطبيعة الإلهية، أكتب إليكم عن أعظم مقتنيات يقتنيها المؤمن الحي بالله، لأن كل من ينضم لعائلة الله صار من أهل بيته، من أسرته الخاصة، له ميراث من كنوز ثمينة قد أعدها الله لكل من جذبهم وشدهم إليه، وعلى كل واحد أن يقتنيها لنفسه ولا يفرط فيها أبداً، بل يُنميها ويربح بها. في واقع خبرتنا الروحية المُعاشه، قد دُعينا دعوة مهيبة مقدسة، لننال الحياة الأبدية في شركة القديسين، على المائدة الملوكية التي نحصل منها على الغذاء الحي الذي يمدنا بكل طاقة روحية، لكي نسلك في طريق الكمال نحو الغاية الموضوعة أمامنا، لنصل لذلك الميناء الهادئ مُكللين بإكليل الغلبة والنُصرة حسب شدة استطاعة عمل قوة الله فينا. ولكي نصل لهذه الرفعة – سالكين في النور – ونحقق كمال دعوتنا حسب مسرة قصد الذي دعانا، وندخل في معرفة الأسرار الإلهية الفائقة المعرفة، ويكون لنا رؤية واضحة في طريق الحق والبرّ، لا بُدَّ من أن نقتني الكنز العظيم الذي يُسمى [الإفراز والتمييز]، لنُميز كل شيء بوعي انفتاح البصيرة على الحق، لنعرف كيف نسلك في الطريق بتقوى وضبط النفس، لنسير بلياقة، باستقامة دون أن نتخبط، نسير بنشاط، وفي خفة نخطو خطوة بعد خطوة للأمام نحو الغاية الموضوعة أمام أعيننا كغرض نسعى إليه، لأن كثيرين بدأوا الطريق والشركة المقدسة، لكنهم ضلوا وسقطوا وهم يظنون أنهم يسلكون باستقامة في النور، بكون لهم كل معرفة روحية ولاهوتية الذي يظنون أنهم بها يعرفون الأسرار الإلهية المجيدة ومؤهلون للمجد العتيد الذي سيستعلن قريباً، إذ يعتمدون على المعرفة والمعلومات الذي اقتنوها بالقراءة أو بالسمع، سواء ممن لهم خبرة في الطريق أو من لاهوتيين محنكين.. الخ، أو انخدعوا بسبب أنهم فرحوا بلقاء الرب وتوبتهم الأولى، ومكثوا في الطريق عند البدايات ولم يتقدموا ويثمروا ولا ثمرة واحدة ظاهره في حياتهم، وجلسوا متسرعين على كراسي التعليم يقدمون شرح وتفسير الكتب المقدسة بدقة العلماء المحنكين الباحثين، وبعضهم قدَّم الإرشاد الروحي للآخرين، وبدون أن يعوا أو يدروا سقطوا من البداية نفسها وأضاعوا عمل الله الذي بدأ في قلبهم مثل البذرة المغروسة في الأرض الجيدة والتي بدأت في الإنبات وخروج بشائر تدل على قوة البذرة وصحتها، لكن فرح ظهور بشائر الإنبات يجعل البعض لا يدرك أن البذرة حينما تنبت لن تأتي بثمر قبل ميعادها الطبيعي المُعين لها حسب نوعها، لأن الطبيعة نفسها تُعلمنا أن كل شيء تحت السماء له وقته الخاص، فلا يأتي الحصاد قبل اكتمال نمو البذار، ولا ينالون الربح إلا بعد تتميم العمل على أكمل وجه، لكن قبل إكمال العمل لا يوجد ربح، وقبل أوان الإثمار لا يأتي الفرح الكامل بالحصاد. فيا أحباء الله الذي هو معنا يُلازمنا في كل خطوات حياتنا، لأن الكلمة صار جسداً وحل فينا، اعلموا أن المؤمن الحقيقي الحي بالله يحيا مُميزاً كل شيء، لأنه لا يسير في الظلام بل في النور، لذلك فهو لا ينخدع بسهولة أو يسعد بالفرح الناقص؛ هو يفرح بالطبع بكل ما يحققه فيه الرب بعمل يده الرفيعة، لكنه يعلم يقيناً أنه لم يصل للكمال بعد، وما زال أمامه الطريق لم يكتمل، لذلك يفرح ويُسر جداً، لكنه ينسى ما للوراء ويمتد إلى الأمام بسعي لا يهدأ أو يكل. وأيضاً علينا أن نُدرك أن المدعو من الله يقوده الله بروحه في الطريق، لذلك فهو لا ينخدع تحت ستار الخير، ولا باسم المحبة العاطفية النفسانية التي تُحركها المشاعر الإنسانية الطبيعية حسب الجسد، ولا ينخدع بكثرة المعارف الروحية العميقة أو اللاهوتية الواسعة ولا حتى بقوة التعليم الصحيح، لأن كثيرون يُشوشون فيُخدعون لأنهم لم ينالوا – من الرب – عطية الإفراز والتمييز ومعرفة مداخل النفس ومخارجها، فلا يعلمون ما يتناسب مع شخصيتهم وحالتهم ودعوتهم، وبالتالي لن يتأصلوا ويتأسسوا في المحبة النازلة من عند أبي الأنوار مسكوبة بالروح القدس في القلب، ولذلك لا يستطيعوا أن يدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، ويعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة (أنظر أفسس 3: 14، 16، 18). لأن أن لم نحصل على قوة الله في باطننا ونقتني روح التمييز، فأنه لن تغمرنا البهجة الإلهية وتلازمنا القوة العلوية ليلاً ونهاراً، ولن نعرف غنى الأسرار السماوية وندخل في سرّ كلمة الله الخارجة من فمه لتستقر في قلبنا، لتصير عندنا أحلى من العسل وقطر الشهد (مزمور 19: 10)، فنجد ونبصر – واقعياً على مستوى الخبرة الشخصية – أن الله معنا على الدوام ويعطينا إلهاماً وأسراراً عظيمة لا يستطيع أحد أن ينطق بها، لأنها أسرار تُعلن للنفس وتدخل إليها بسرّ الجذب الإلهي، لأنه هو من يمسك بزمام النفس ويضبطها ويُشذبها ويقومها بالتقوى ويؤدبها بعصا رعايته ويُدخلها لمحضره، وهي خبرة لا تُعطى بالأفكار ولا المعلومات وكثرة المعارف اللاهوتية والروحية المقدمة من الناس، بل بالصلوات والأصوام، بالطلبات والتوسلات والتضرعات التي لا تهدأ ولا تسكت لأنها ممزوجة ومعجونة بإصرار من يُريد أن ينال ليقتني ويكتنز من الله أبيه في المسيح يسوع. وبناءً على ذلك، علينا ألا ننخدع بمعرفتنا الشخصية مهما ما كانت صحيحة ودقيقة ومدى اتساعها وعمقها، مهما ما كان يقيننا منها وقناعتنا بها، ولا نعتمد على مشاعرنا وأحاسيسنا وميل قلبنا الخفي، وبخاصة لو لم تكن عطية التمييز من مقتنيات نفوسنا، لذلك علينا أن نُصلي ليلاً ونهاراً بدوام، دون كلل أو ملل، بكل تضرع وتوسل، بإصرار المُحبين لله الطالبين وجهه، لا نسكت ولا ندعه يسكت، لننال موهبة الإفراز والتمييز بروحه، هذه التي لا يقتنيها أو يسعى إليها إلا قلة قليلة نادرة أدركت من بعد زمان طويل هذا مقداره أن لا حياة لهم مستقيمة تتميز بالصحة والعافية الروحية، بدون هذه الهبة والعطية الثمينة للغاية. وطوبى لمن يعرف نفسه المعرفة الحقيقية في نور إعلان إنجيل بشارة حياة التجديد في المسيح يسوع، فأنه يصل بسهوله إلى المجد السماوي الفائق ويقتني كل الأسرار البهية المعزية للنفس جداً، حتى أنه يرى ما لا يُرى من بهاء المجد السماوي مستقياً دائماً من نبع صفاء أفراح القديسين الملتفين حول القدوس المُبارك، مرنمين تسبيحاً من القلب ببهجة نشيد الخلاص الذي لنا، الذي لا يعرفه سوى من دخل في سرّ الدعوة الإلهية مُقدماً قلبه وحياته كلها لسيده ليملك على كيانه كله، الذي له المجد والإكرام والعزة والسجود بالوقار والتقوى آمين. كونوا معافين في سر التقوى وفرح الرب قوتنا ولنُعين بعضنا البعض دائماً بكثرة طلبات الصلوات والتضرعات ليوم اجتماعنا كلنا في ذلك الموطن السعيد حول شمس برنا وفرح حياتنا كلنا منقول للإفادة |
24 - 09 - 2017, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: أعظم مقتنيات المؤمنين المحبين للسيد المسيح
لأن أن لم نحصل على قوة الله في باطننا ونقتني روح التمييز، فأنه لن تغمرنا البهجة الإلهية وتلازمنا القوة العلوية ليلاً ونهاراً، ميرسى على الموضوع المثمر ربنا يفرح قلبك رامز |
||||
25 - 09 - 2017, 11:03 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أعظم مقتنيات المؤمنين المحبين للسيد المسيح
كونوا معافين في سر التقوى وفرح الرب قوتنا
ولنُعين بعضنا البعض دائماً بكثرة طلبات الصلوات والتضرعات ليوم اجتماعنا كلنا في ذلك الموطن السعيد حول شمس برنا وفرح حياتنا كلنا\ ربنا يباركك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|