رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل للكلام فائدة؟ هل الكلام يغير الواقع؟ ماذا إذا تكلمت وواجهت الحقائق؟ ألن تكون النتيجة فقط هي أنني أتألم، ولن يتغير شيء؟ أليس من الأفضل أن أنسى وأتجاهل وكأن شيئًا لم ولن يكون؟ هل الكلام سيوقف معاناتي؟ هل الكلام سيغير زوجي؟ هل الكلام سيجعل من يسيء إليّ يتوقف عن إساءته؟ هل الكلام سوف يعيد لي زوجتي التي تركتني، أو يعيد لي طفولتي المفقودة وشبابي الضائع؟ هل يعيد الكلام الزمن للوراء؟ من الأفضل لي أن أنسى وأتناسى، من الأفضل ألا أشعر مطلقًا، من الأفضل ألا أفكر، من الأفضل أن أعيش مغيبًا بأي طريقة من الطرق. أدفن نفسي في العمل أو خدمة الآخرين، أو ربما من الأفضل أن أبحث عن شراء الأشياء أو تحقيق الإنجازات، أو حتى إن لم أستطع أن أفعل كل ذلك، فلأستغرق في المتعة أو أُغيّب وعيي بالمخدرات أو بالجنس، أو بأي شيء آخر. أما ما تقولونه عن الكلام والمواجهة والحقيقة والاعتراف، فهذه أمور لا تجلب إلا الألم. كثيرًا ما نسمع من يقول هذا الكلام، أو يعيشه دون أن يكون لديه حتى الوعي أن يقوله. وهذا كلام له منطقه، فالكلام والمواجهة هي أمور جد صعبة، خصوصًا إذا ما كان الأمر متعلقًا بمواجهة ألم إساءة شديدة في الماضي أو مواجهة خزي فقدان السيطرة على سلوكيات أو علاقات في الحاضر. السؤال: هل الكلام يغير الواقع؟ الإجابة: نعم, قد لا يغير واقع ما حدث أو يحدث، وقد لا يغير الآخرين، لكنه يغيرنا نحن، يغير واقعنا الداخلي، ونحن عندما نتغير، سنستطيع أن نغير الواقع. لن نستطيع بالطبع تغيير ماضينا وما حدث فيه، لكننا نستطيع -بمعونة الله سبحانه- أن نقبل ما حدث في الماضي، ونغير الحاضر والمستقبل الذي نعيشه و سوف نعيشه. الكلام يجعلنا أكثر وعيًا بأفكارنا وسيطرة عليها، فلا نقبل أفكارًا خاطئة ومنظومات فكرية ومعتقدات غير صحيحة عن أنفسنا وعن العالم والآخرين والمستقبل. الكلام يصلنا بمشاعرنا ويجعلنا قادرين على التعبير عنها وإدارتها، وبالتالي إدارة سلوكياتنا بصورة أفضل. الكلام أمام آخرين يفهموننا ويُقدّرون قيمتنا كبشر مهما كان ما تعرضنا له في الماضي وما نفعله في الحاضر، يرد لنا كرامتنا البشرية التي ربما أهانها آخرون، أو أهنّاها نحن بأنفسنا. كل هذا يجعل مفهومنا عن أنفسنا وقيمتنا كبشر يتغير. فنحب أنفسنا الغالية ونقبلها، ونحب الحياة ونحب الآخرين ونستطيع أن نستقبل غفران الله ورحمته وحنانه. ربما عندما نتغير نحن نستطيع أن نحتمل الآخرين بصورة أفضل، وربما نستطيع أن نمنعهم من الاستمرار في إيذائنا. والأهم من ذلك أن نتوقف نحن عن إيذاء أنفسنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا نجيد الكلام عنك ونفشل في الكلام معك |
اسكت قليلا قبل الكلام لتفحص جيدا كيف يكون الكلام |
طوبى للذي يحب الكلام الصالح المستقيم، ويمقت الكلام الدنيء الهدّام |
ما فيش فايدة |
ما فيش فايدة |