لماذا يستبعد الإله المحّب الشيطان؟
الله حب وفي حبه لم يبخل على آدم في شيء، بل قدم له كل إمكانية تعمل لسعادته، حتى يحيا في ملء السلام، مغمورًا بالحب الإلهي من كل جانب.
لكن السؤال الذي يراود الكثيرون: لماذا سمح الله للشيطان العدو المخادع أن يجرب آدم ويمتحنه؟!
والسؤال التالي يتبع الأول: ولماذا لا يزال يسمح للشيطان المجرب والعالم بمغرياته وآلامه وللجسد بشهواته ورغباته أن تحارب النفس البشرية؟!
أود أن أقول أن السماح للشيطان أن يجرب آدم وحواء هو في الحقيقة لمسة من لمسات حب الله لهم هو من قبيل عشق الله بهما فبوجود هذه الحرب يعلن الله سلطان الإنسان وتقدير الله للإنسان إذ وهب حرية الإرادة.
فلو أن الله قدم لنا كل حب ووهبنا كل ما نحتاج غليه وتركنا ننعم في الفردوس بغير مجرب لكننا أشبه بقطع الشطرنج التي يحركها اللاعب فلا تشعر بانجذاب أو بغضة... (. إنما هي آلات صماء مطيعة بلا أحاسيس ولا مشاعر... وعندئذ تصير الحياة بلا طعم والفردوس بلا جمال.. لعجزهما في تقديم ما يمكن للإنسان أن يشارك الله في حب متبادل بإرادة حرة..
* فرصة للصراع:
+ لقد قدم الله فرصة للصراع، حيث كان يمكن للإنسان أن يحطم عدوه (الشيطان) بنفس الحرية التي بها استسلم له..
وهكذا أيضًا يصير الإنسان مستحقًا لنوال خلاصة بالنصرة (بنعمة الرب) ويصير في نفس الوقت للشيطان عقوبة اشد بالرغم من نوال الإنسان نصرة بذاك الذي سبق فأضره (أي بغلبته على الشيطان) وفي نفس الوقت يظهر صلاح الله بصورة أعظم حيث ينتقل الإنسان بعد حياته الحالية إلي فردوس مجيد مع حقه في جنى شجرة الحياة.