جافين بريتور بيني Gavin Pretor-Pinney

[Mary Naeem]

جافين بريتور بيني Gavin Pretor-Pinney

هو مؤلف كتب ومقدم برامج بريطاني متخصص في دراسات الطقس وتحديدًا السحب، حتى أنه أسس جمعية شهيرة حاليًا باسم غريب “جمعية تقدير السحب Cloud Appreciation Society” في يناير 2005! وكما يشير الاسم، فالجمعية تهدف لتعزيز فهم الأفراد حول العالم للسحب وكذلك تقدير جمالها وروعتها. لا تستغربوا الاسم ولا الهدف، فهذه الجمعية تضم أكثر من 42 ألف عضو حول العالم من 15 دولة حتى الآن!
ولسنين طويلة مضت، ظل جافين يتلقى صورًا ومقاطع فيديو لنوع غريب غير مألوف من السحب. سحب مخيفة تبدو كأمواج مهولة تتهادى ببطء في السماء! لم يسبق أن أورد الأولّون شيئًا عن هذه السحب من قبل، ولا يوجد لها اسم حتى!

وتيرة تكرار ظهور وتسجيل مشاهدة هذه السحب في أماكن مختلفة حول العالم، نفى فكرة أن تكون مجرد تجمع عشوائي أو نتاج مصادفة. هذا تشكيل سحابي يحدث لظروف جوية معينة، وسيستمر في الظهور متى توفرت تلك الظروف! هكذا، أخذ جافين على عاتقه مهمة التعريف بهذه السحب والاعتراف بها رسميًا. وكبداية أطلق عليها اسم “أندولادوس أسبيراتوس undulatus asperatus” أو “الأمواج المتوحشة” كما تعني باللاتينية! الاسم مدهش يبدو كتعويذة سحرية من عالم هاري بوتر، وكما ترون بالصور فالاسم مناسب تمامًا!

تتسم معظم السحب العادية بأنها ذات قاعدة مسطحة، في حين تظهر سحب الأسبيراتوس كما لو أن لديها تركيبة عمودية في الأسفل؛لذلك فإن بعض التخمينات توحي إلى أنها ذات صلة بالسحب العدسيّة Lenticular Clouds التي تتشكّل قرب الجبال، أو سحب الماماتوس Mammatus Clouds التي تصاحبالعواصف الرعدية.

السحب العدسيّةLenticular Clouds



سحب الماماتوس Mammatus Clouds



فقط الشهر الماضي مارس 2017، وبعد مرور 9 سنوات كاملة على تقدم جافين بطلب لتصنيف رسمي بسحب أندولادوس أسبيراتوس، اعترفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية World Meteorological Organization بسحب جافين وأدرجتها أخيرًا بأطلس السحب العالمي International Cloud Atlas! فقط مع تعديل بسيط، حيث غيرت الاسم إلى أسبيريتاس Asperitas بدلًا من أندولادوس أسبيراتوس Undulatus Asperatus. والمثير هنا أن أسبيريتاس تعد الإضافة الجديدة الأولى للأطلس منذ ما يزيد عن نصف قرن!
يصف جافين السحب بأنها…

أمواج تتهادى في السماء. قد تظهر صافية أو مرقطة بأمواج أصغر وأحيانًا تملك أجزاءً تسقط منها كسنون حادة كما لو كنت تنظر لسطح البحر لكن من أسفل.

هذا وصف جميل بالفعل، لكني أراها مرعبة تستدعي أجواء يوم القيامة نفسه! فلضخامة التكوين السحابي أسبيريتاس، تتباين إضاءة وكثافة أجزاء السحابة مما يؤدي لتأثيرات بصرية درامية، خاصة وأن أسبيريتاس تتكون على ارتفاع منخفض جراء جبهات التيارات الهوائية التي تخلق أمواجًا متموجة في الغلاف الجوي. ولربما يذكركم مقطع الفيديو التالي بمشهد هجوم الغزاة على كوكب الأرض في فيلم يوم التحرير Independence Day! هذه هي السحابة التي يمكن لسفينة الغزاة الأم أن تتخفى بها بكل سهولة من أجل دخول درامي يوقع الرعب في قلوب سكان الأرض. فقط تخيلوا هذه السحابة فوق رؤوسكم في يوم غائم وستنقبض قلوبكم فورًا!
تجدر الإشارة هنا إلى أن أول صورة معروفة لسحب أسبيريتاس كانت من تصوير Cedar Rapids في ولاية آيوا الأمريكية في عام 2006، ليتوالى رصد حالات ظهور أخرى في فرنسا، والنرويج، واسكتلندا وغيرها من الدول حول العالم. لكن هل هي جديدة حقًا؟ بالطبع لا! قد تكون غير مسجلة حتى وقت قريب أو غير معترف بها رسميًا حتى الشهر الماضي كما رأينا، لكنها كانت موجودة بالطبع من قبل! الأمر أشبه بدعابة اكتشاف غاز الأكسجين عام 1771 والسؤال عما كان يتنفسه الناس قبل هذا التاريخ! هكذا، فأسبيريتاس موجودة منذ زمن بعيد، وربما منذ البداية، لكن على الأغلب أدت ظروف تكوينها الأكثر ندرة وكذلك عدم انتشار الكاميرات والهواتف المحمولة قديمًا إلى عدم توثيق رؤيتها أو ذكرها من قبل وحتى وقت قريب.

[walaa farouk]

ميرسى على مشاركتك الجميلة مرمر
ربنا يبارك تعبك

[Mary Naeem]

شكرا على المرور