أنا عطشان
"بَعْدَ هذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: "أَنَا عَطْشَانُ". وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاًّ، فَمَلَأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ" (يوحنا 19: 230).
بسبب المشابَهة بين لفظة "إلهي" واسم النبي إيليا في اللغة الأرامية، استنتج بعض الواقفين هناك أن المسيح يستنجد بالنبي إيليا. ويظهر أن هذه الصرخة فكَّت أغلال الظلام. فبزوال الألم الروحي عند انقشاع نور الشمس، عاد الألم الجسدي بشدة فقال (وليس صرخ): "أنا عطشان". هوذا معطي ماء الحياة الذي قال للسامرية: "من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش أبداً". يقول: "أنا عطشان". لأن عطشه جسدي، والماء الذي يعطيه هو الروح.
عند هذا ركض أحد الحراس وملأ أسفنجة خلاً ووضعها على قصبة وسقاه، فاعترضه بعض قساة القلوب قائلين: "أتركْهُ لنر: هل يأتي إيليا ليُنْزِله ويخلّصَه". أما المسيح فرضي أن يمتصَّ هذا الشراب المنعش، لأنه قصد أن يسلّم روحه بكل ما يمكن من النشاط. فعند كلمته هذه الخامسة تمت نبوة أخرى تقول: "فِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاًّ" (مزمور 69:21).