وادى البكاء
طوبى لأناس عِزُّهُم بِك طُرُقُ بيتك فى قلوبهم.عابرين فى وادى البكاء يُصيّرونه ينبوعاً.أيضاً ببركات يُغطّون مُورَة-
مز84(5و6)
قيل إن وادى البكاء طريق موّصل إلى أورشليم ولم يكن فيه آبار فهو ناشف بلا ماء وكان الشعب يصعد إلى أورشليم فى هذا الطريق مترنماً ترنيمات المصاعد(مز120-134).
ومن الطبيعى أن الذى يسير على الأقدام يبذل جهداً ويحتاج إلى الماء ليعوّض ما فُقد من الجسم
لكن الشعب كان يعبر هذا الطريق وأصوات الترنيم تعلو معبرة عن الفرح والسرور لأنهم سيصعدون إلى أورشليم وهناك يُروْنَ قُدّام الله فى صهيون(مز7:84).وسرور الشعب لهذا الغرض جعله يرتقى فوق صعوبة وادى البكاء الذى بلا ماء بل يُصيّرونه ينبوعاً.
عزيزى..وأنت تعبر وادى البكاء وادى الألم وأنت تحت تجربة معينة أجازك الله فيها لا تنسى أن الرب هو غرضك وهدفك.إن التجربة موجودة وربما تشعر أنها ثقيلة وتقول مع أيوب:
"ليت كَرْبى وُزِن ومصيبتى رُفعِت فى الموازين جميعها لأنها الآن أثقل من رمل البحر من أجل ذلك لَعَنا كلامى.."أى6(2و3).
لا يا عزيزى إنه لا تُصيبنا تجربة إلا بشرية فالله لا يُجرّب فوق الطاقة البشرية..ولكن الله أمين الذى لا يدعنا نُجرّب فوق ما نستطيع بل يجعل مع التجربة المنفذ لنستطيع أن نحتمل"-
1كو(13:10).
واسمع أيوب الذى ينطق بهذه الكلمات فى نهاية اختباره يقول:"يسمع الأُذن قد سمعت عنك والآن رأيتك عينى"-أى(5:42).
ربما سمعت عن الرب الكثير وهذا جميل لكن ما أجمل أن تراه حتى ولو فى الألم.
عزيزى المتألم:تعال نحسبها مع رجل الحسابات المضبوطة:
بولس الرسول على الرغم من أنه تألم كثيراً وأعطى شوكة فى الجسد-2كو(7:12) لكن اسمعه يقول:"فإنى أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد الذى يُستعلن فينا"
رو(18:8).وأيضاً اعتبرها ليست ثقيلة بل قال عنها"خفة ضيقتنا"واعتبرها ليست دائمة بل وقتية ولكنها تُنشىء لنا أكثر فأكثر ثِقل مجداً أبدياً
2كو(17:4).
فهيا بنا نفرح ونحن واقعون فى التجربة
(يع2:1).ليس نفرح فقط بل نبتهج بفرح لا يُنطق به ومجيد-1بط(6:1).وأخيراً تشدّد واحتمل التجربة لأنه مكتوب"طوبى للرجل الذى يحتمل التجربة لأنه إذا تزكّى ينال إكليل الحياة الذى وعد به الرب للذين يحبونه"-(يع1).