الألم والتنقية الإلهية
«لكي تكون تزكية إيمانكم، وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يُمتحَن بالنار» ( 1بطرس 1: 7 )
يُشبِّه الرسول بطرس إيماننا وقت التجربة بالذهب حين يدخل النار. وإن كان الذهب ثمينًا لكنه فانٍ ، فإن إيماننا ثمين ولا يفنى. ولماذا يُدْخِل الصائغ الذهب في النار؟
أولاً: ليتنقى ولتُنتزع منه الشوائب والزغل وكل ما ليس ذهبًا، فيخرج ذهبًا مُصفى «إذا جرَّبَني أَخرجُ كالذهب» ( أي 23: 10 ).
ثانيًا: ليُشَكَّل ويُصاغ، ولتظهر فيه مهارة يدي الصائغ. نعم الذهب الخام ثمين، ولكن الذهب المُصاغ من يدي الصائغ الماهـر أثمن.
ثالثًا: لكيلا يتأثر بعوامل التعرية والأكسدة، فلا يتغيَّر لونه أو يفقد بريقه فيما بعد.
رابعًا: لتُمتَحن درجة نقائه ويُحدد تصنيفه وعياره.
ولماذا يُدخلنا إلهنا في التجربة؟ أولاً: ليُنقينا: حقًا إن كلمة الله تُنقينا «أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلَّمتكم به» ( يو 15: 3 )، وقد نتغيَّر ونتنقى أيضًا بعمل روح الله فينا أثناء حضورنا الاجتماعات الروحية وأثناء خلوتنا الفردية، ولكن هناك أمورًا في حياتنا لا يمكن أن تخرج منا إلا عندما ندخل أتون النار.
عندما أتأمل في قصة يعقوب، أتعجب بل أشعر بالخوف المقدس. فما أبعد الفارق بين يعقوب وهو واقف أمام إسحاق ليخدعه، ويعقوب في نهاية حياته وهو واقف أمام فرعون ليباركه. يعقوب الواقف أمام إسحاق شخص مملوءٌ مكرًا وخداعًا وشرًا وأنانية، ومُتكِّل على الجسد، فقد قال عنه إسحاق لعيسو: «قد جاءَ أخوك بمكر وأخذ بركَتَكَ» ( تك 27: 35 ). ولكن يدي الصائغ الماهـر أدخلته النار واستطاعت أن تُنقيه في نهاية حياته، فيعترف بمعاملات الرب الصالحة معه وهو يبارك ابنه يوسف قائلاً: «بركات أبيك فاقَت على بركات أبوَيَّ» ( تك 49: 26 ).
أخي، ليس غرض الرب من التجارب فناءنا، بل تنقيتنا وتأديبنا؛ لذلك يقول الرب ليعقوب: «أمَّا أنتَ يا عبدي يعقوب فلا تَخَف، لأني أنا معك، لأني أُفني كل الأُمم الذين بدَّدتُكَ إليهم. أما أنت فلا أُفنيك، بل أُؤدِّبك بالحق ولا أُبرئكَ تبرئةً» ( إر 46: 28 ).
أخي، عندما يسمح الرب بالنار في حياتك، ثق أنها يسيرة وحسب احتمالك، ولتنقيتك ولخيرك.
مجدي صموئيل