أنت البار وحدك الذى قيل عنك " فى كل ضيقتهم تضايق "
أهكذا تـُعبّر لى عن شعورك ؟ أى أن كل ضيق يمر بى حتى ولو كان بسبب أخطائى أو لو كان ليس فى محله ...
فى كل ضيق يمر بى تحس سريعا وتشعر بعمق وتعيش معى معاناتى متضايقا .
كان يونان فى غـّم ليس فى محله ولكن قيل عنك " وأراد الرب ان يخلصه من غمه " ...
وكان إيليا متعبا من الشعور بالوحدة والخوف من بطش آخاب فأرسلت له ملاكا بطعام وشراب يناديه " قم وكل .."
كل إحساس بالجوع يمر بإنسان على الأرض تحوله فى رقة شعورك إلى جوع لك حتى أن تقديم الطعام للجائع إعتبرته تقديم ذبيحة لك
وهكذا كل إحساس بالحزن أيا كان نوعه ومهما كان الفعل المسبب له ، وكل عريان يحتاج إلى ثوب يستر جسده أو عمل محبة يستر عورته أو سمعته ، وكل سجين مظلوم لأجل الإيمان النقى .....
كل هذا أظهرت لى فيه رقة شعورك أيها الإله العظيم وحدك،
أرينى يا إلهى - الرقيق الشعور - كما تكون الحساسية شديدة للخطية هكذا تكون المشاعر أكثر رقة تجاه الخطاة والمجربين
علمنى يا إلهى الرقيق الشعور أن التوبة كما هى عمل فردى شخصى تماما هى عمل جماعى مع كل الخليقة فى كل المسكونة : إحساس بكل إنسان ، وجهاد لراحة كل إنسان، وصبر لتعضيد الإنسان ، ....
يا إلهى الرقيق الشعور ، علمنى أنا المبتدأ فى التوبه أن أراعى الألفاظ التى تخرج من بين شفتى لتكون ألفاظا طيبة حلوة ، ألفاظ دفاع صادق عن مظلوم، ألفاظ تشجيع وتعضيد، ألفاظ حكمة وتوجيه ، الفاظ توقير واحترام، الفاظ شكر واعتذار، ألفاظ تعبر عن قلب تائب رقيق الشعور يراعى شعور الآخر
يا إلهى الرقيق الشعور ...، علمنى وأنا المبتدئ فى التوبة أن أراعى التصرف لكى يُعبـّر عن قلب يجاهد للنقاوة الحقيقية ... لكى تمتلئ كل أعمالى من إحساس المديون الذى سامحه سيده بالكثير وعليه مهما كان دين العبد رفيقه أن يسامحه ويدين نفسه ...
نعم ذكرنى يا رقيق الشعور أنك تعتبر جرح الشعور الضعيف خطأ موجه لشخصك الإلهى ... ذكرنى دوما أن تلميذ المسيح التائب هو صاحب الشعور الرقيق والكلام الرقيق والتصرف الرقيق