الدم يكفر عن النفس
"لأن الدم يكفر عن النفس"
(لا 17: 11 )
الله هو صاحب الحق في حياة الإنسان. فمتى اعترف الإنسان بحقيقة حالته، وأدرك أن لا حق له في الحياة، وأن الله هو صاحب الحق، لأن أجرة الخطية هي موت عدلاً، فالله الكُلى الرحمة عيَّن مكاناً يلتقي فيه مع الإنسان وهو الصليب المرموز إليه في العهد القديم بمذبح النحاس، الصليب حيث قدَّم الله ابنه الوحيد كفارة لخطايانا "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16 ) .
ففي الصليب قد أخذ الله حقه في الحياة، والذي لا يأتي إلى الله عن هذا الطريق، طريق الكفارة التي تمت بموت المسيح يسوع على الصليب، كأنه داس حقوق الله العادلة متجاهلاً إياها، ظاناً في نفسه أن له الحق في الحياة، وفى هذا يستجلب قضاء وغضب الله على نفسه. "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36 ) .
لكن متى أدرك الإنسان أنه لا حق له في الحياة، وأن الله هو صاحب الحق، حينئذ يسمع شهادة الله في كلمته "أعطيتكم الدم للتكفير عن نفوسكم". ولا شك أن الكفارة هي عطية الله للإنسان. ولكن يجب أن نعرف أن الكفارة هي في الدم لأن "الدم يكفر عن النفس". فلم يضف على الدم شيء على الإطلاق، وكلمة الله في هذا الأمر صريحة وواضحة جداً. فلا تكفير إلا بالدم "وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب 9: 22 ) "الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا" (عب 9: 22 ، كو1: 14). "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (عب 9: 22 ) .
إن دم المسيح هو أساس كل شيء، فهو أساس عدل الله في تبرير الخاطئ الفاجر الذي يؤمن باسم ابن الله، وهو أساس ثقة الخاطئ في اقترابه من الله القدوس الذي عيناه أطهر من أن تنظرا الشر. لقد كان عدلاً أن يدين الله الخاطئ، ولكنه بواسطة موت المسيح أصبح باراً ومبرراً لكل مَنْ يؤمن به - أي أنه أصبح إلهاً باراً ومخلصاً.