أغلبنا بنشوف ولادنا مش مطيعين ومزعجين بدرجة كبيرة...
بس يمكن عمرنا ما فكرنا ولادنا بيشوفونا ازاى؟!
يمكن نظن انهم شايفيننا زى ماحنا شايفين نفسنا: بنتعب جدا عشانهم وبنحبهم جدا وبنتفانى في رعايتهم... ومالناش شاغل إلا مصلحتهم ومستقبلهم
لكن للأسف الحقيقة بعيدة عن هذا التصور
هم مش بيشوفوا إلا اللى احنا بنظهره ليهم
ومالهمش دعوة باللى جوانا.. ببساطة لأنهم بيشوفوا ظواهر الأمور
يعنى لما ازعق لابنى عشان يذاكر, هو مش بيفكر انى اكيد عايزة مصلحته ونفسى ينجح في دراسته وفي حياته كلها, وعايزة أعلّمه الإحساس بالمسئولية...
كل اللى هيفكر فيه انه بيتم إجباره على حاجة مش بيحبها
وكذلك في الأكل مثلا, ساعات بنجبرهم على الأكل عشان عايزينهم يبقوا بصحة كويسة, لكن هم مش بيفكروا في كده, بيفكر بس انه متضايق وحاسس بالإجبار في كل تفاصيل حياته..
و بسبب تفاصيل حياتنا الكتيرة اوى... وبسبب النظام اللى بنحاول نحرص عليه... هم شايفيننا طول الوقت بنزعق وطول الوقت بنقول تعليمات ومتسلطين
لما اتطلب من بعض الأطفال في إحدى الدراسات انهم يرسموا أمهاتهم... كتير منهم رسموا صورة مرعبة لواحدة بتصرخ
أكيد مفيش اى أم فينا تتمنى ان ولادها يشوفوها بالشكل ده
غول بيصرخ طول الوقت
اكيد نفسنا يشوفوا الحب الكبير اللى جوانا
لكن للأسف هم مش شايفينه...
عارفة ليه؟ لأننا بننسى
بننسى نعبّر لهم عنه... بننسى نحسسهم بحبنا
ممكن أم تقول : وهي دى حاجة محتاجة كلام أو تعبير؟
أيوه, ماتفتكريش ان حبك لولادك أمر بديهى بالنسبة لهم زى ما هو بديهى للكبار
احنا لازم نعبر لأبنائنا صراحة عن حبنا لهم ، وبدون أى مناسبة ومن غير أي انجاز
احنا بننسى لأننا طول الوقت مشغولين باللى اتعمل واللى ماتعملش واللى محتاج يتعمل....
فى كتاب "الأب وولده" يخاطب دكتور دودسون الآباء قائلا: "حاولوا أن تتخيلوا كيف يراكم ابنكم، أليس صحيحا أن 99% من دوركم ينحصر فى مطالبته بأمر ما، واصدار التوجيهات اليه بالامتناع عن عمل ما أو فى توبيخه على سلوك ما؟ إذا كان جوابكم على هذا السؤال بنعم فإنكم لستم بصدد إقامة علاقات حميمة عميقة بينكم وبينه، إنه بحاجة إلى التواجد معكم فى فترات لا تطالبونه أثنائها بأى شىء، فترات تلهون فيها وتكونوا ًمسرورين خلالها بالتواجد معا وحسب، وخاصة فى الخمس سنوات الأولى من حياة الطفل".
كمان عشان نشيل الصورة السيئة دى من تفكيرهم, لازم نتوقف عن الزعيق, لازم ندّى الموضوع حجمه الحقيقى, ونحاول نوجه الطفل بأسلوب هادى
و كل اللى جرّبوا الطريقة دى عمليا لمسوا الفرق الكبير في علاقتهم بالولاد وفي سلوك الأطفال اللى فعلا بيبقوا أكثر استجابة.
إنما لما بنزعق الطفل جايز يستجيب خوفا مننا
لكن للأسف بنبقى فقدنا التواصل معاه, مفيش إقناع, مفيش علاقة طيبة... فقط زعيق وصراخ, وممكن كمان يتطور لإيذاء جسدى أو نفسى, زى المقارنات والنقد القاسى والتهديد...
آه السيطرة على انفعالنا مش سهلة, بس مش مستحيلة
احنا بنعرف ازاى نسيطر على غضبنا طول الوقت طالما احنا بره البيت او بنتكلم مع حد غريب....
طيب ليه مش بنبذل بعض المجهود في اننا نسيطر على غضبنا مع ولادنا؟
ولادنا أحق من أي حد تانى
ولادنا هم اللى باقيين لنا
هم الأمل
هم الولد الصالح اللى هيدعيلنا
خلوهم يفتكرونا بالخير وتبقى ذكرياتهم عننا سعيدة