ماينفعش بأى حال من الأحوال إنى ماشوفش وجه الشبه بين عقلية الإرهابيين اللى فجروا نفسهم فى الكنايس (وقبلهم كتير).. وبين عقلية المتحرشين اللى اتحرشوا بفتاة الزقازيق الأسبوع اللى فات (وغيرهم كتير).. رغم ما يبدو من فوارق- أراها ظاهرية..
ماتستغربش.. وشوف معايا..
الإرهابى اللى فجر نفسه فى الكنيسة شايف إن المسيحيين ناس كفار أشرار أقل منه شأناً وقيمة وحقوقاً.. والمتحرش شايف إن البنات كائنات ضئيلة أقل من الرجل شأناً وقيمة وحقوقاً..
الإرهابى شايف إن المسيحيين بيفتنوا المسلمين وبيتآمروا عليهم علشان ينصًروهم طول الوقت.. والمتحرش شايف إن البنات مالهومش وظيفة إلا إنهم يفتنوا الرجال ويخرجوههم عن شعورهم، ويبعدوهم عن دينهم..
الإرهابى اختزل المسيحيين فى خانة الديانة.. والمتحرش اختزل المرأة فى خانة الجنس..
الإرهابى استخدم قوة غاشمة وعنف بغيض علشان يرهب غيره.. والمتحرش استخدم برضه قوته الرجولية العضلية الزائفة، وعنفه الحيوانى المقيت علشان يتحرش بغيره..
أقولكم أوجه شبه أكبر..
الإرهابى وهو بيموت كان شايف نفسه فى مشهد جنسى مع الحور العين فى الجنة.. والمتحرش كان برضه شايف نفسه فى مشهد جنسى مع فتاة عارية (على الأرض)..
الإرهابى مارس الإرهاب عن طريق العنف.. والمتحرش مارس الإرهاب عن طريق الجنس..
والرابطة النفسية بين العنف والجنس معروفة ومشهورة وواضحة من أيام فرويد والتحليل النفسي لغاية النهاردة..
عاوز وجه شبه أعمق..
الاتنين عندهم نفس الموقف من الآخر..
الاتنين بيكرهوا الآخر المختلف عنهم فى أى شئ..
واحد بيكره الآخر المختلف عنه فى الدين.. والعقيدة.. والفكر.. وبيحقر من شأنه.. ويستعلى عليه.. ولا يجد أى مشكلة فى قتله (جسدياً ونفسياً)..
والتانى بيكره الآخر/الأخرى المختلفة عنه فى الملبس.. والمظهر.. والحركة.. ويحقر من شأنها.. ويستعلى عليها.. ولا يجد أى مشكلة فى قتلها (نفسياً وجنسياً)..
الاتنين مقسومين من جواهم نصفين.. وبيقسموا أى حد غيرهم نصفين.. ومن لم يكن معنا فهو علينا..
الاتنين عندهم أسوأ شكل من أشكال التشويه النفسي.. ومش هاقول المرض النفسي.. علشان المرضى النفسيين أشرف من كدا ألف مرة..
الاتنين واقفين عند أكثر طرق التفكير بدائية.. طريقة الكر والفر من الآخر بيستخدمها الطفل الصغير فى أول ست شهور من نموه النفسي..
الاتنين بيستخدموا أخيب وأجبن وألعن شكل من أشكال العلاقة بالآخر: سحقه.. تدميره.. التخلص منه..
الاتنين مليانين كراهية.. بيكرهوا الحياة.. وبيكرهوا الحب.. وبيكرهوا الأمل..
أقولك بقى أكبر وجه شبه.. بس ياريت ماتتخضش.. أو ماتعملش نفسك مخضوض..
الاتنين خارجين من نفس الثقافة.. ونفس التربية.. ونفس التعليم..
أيون..
نفس الثقافة.. ونفس التربية.. ونفس التعليم..
وكلنا عارفين التفاصيل..
مش آن الآوان بقى نراجع ثقافتنا ومكوناتها والمدخلات الإرهابية الغريبة عليها..
مش جه الوقت اللى نراجع فيه الرسايل اللى بنوصلها لنفسنا ولأولادنا فى البيت وفى الشارع وفى دور العبادة..
طيب مش ننظر نظرة حقيقية متأنية لمناهجنا ومدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا..
مش كفاية شعارات وإدانات وشجب ومزايدات وكدب على نفسنا، وإنكار للحقيقية، وتجاهل للواقع..
هانستنى إيه تانى أكتر من كده.
