في البداية أعتذر على العنوان الصادم، ولكن الهدف هو التعرف على الأخطاء التي ذكرت في الكتاب المقدس ليس نقدًا لهم بل لكي نتعلم منهم ونفهم تعاملات الله مع الأخطاء وذلك تطبيقًا للسبب الذي سمح به الله بذكر الأخطاء في الكتاب.
بالرغم من أن يوسف كان تقي ورفض الخطية مع زوجه فوطيفار، مما أدى إلى دخوله السجن آلا أنه يذكر الكتاب عنه أنه كان ينقل نميمة أخوته لوالده “يُوسُفُ إِذْ كَانَ ٱبْنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً، كَانَ يَرْعَى مَعَ إِخْوَتِهِ ٱلْغَنَمَ وَهُوَ غُلَامٌ عِنْدَ بَنِي بِلْهَةَ وَبَنِي زِلْفَةَ ٱمْرَأَتَيْ أَبِيهِ، وَأَتَى يُوسُفُ بِنَمِيمَتِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ إِلَى أَبِيهِمْ.”(اَلتَّكْوِينُ ٣٧:٢) بالرغم من أن نميمة أخوة يوسف كانت رديئة وخاطئة آلا أن ما فعله يوسف أيضاً بنقل الكلام يعتبر شبه شر، فهو يوضع تحت مسمى النميمة أيضاً، ورفض الله النميمة في العهد القديم مع مريم وهارون عندما تكلموا على موسى ورفضها في العهد الجديد على لسان بولس في رسالة كورنثوس الثانية “لِأَنِّي أَخَافُ إِذَا جِئْتُ أَنْ لَا أَجِدَكُمْ كَمَا أُرِيدُ، وَأُوجَدَ مِنْكُمْ كَمَا لَا تُرِيدُونَ. أَنْ تُوجَدَ خُصُومَاتٌ وَمُحَاسَدَاتٌ وَسَخَطَاتٌ وَتَحَزُّبَاتٌ وَمَذَمَّاتٌ وَنَمِيمَاتٌ وَتَكَبُّرَاتٌ وَتَشْوِيشَاتٌ.”(كُورِنْثُوسَ ٱلثَّانِيةُ ١٢:٢٠) أو أنه كان يخبر والده بما يقوله أخوته فيزداد غضب يعقوب من أخوة يوسف وهذا ما قال عنه الكتاب زارع خصومات بين الأخوة ووصفه بمكرهه للرب “هَذِهِ ٱلسِّتَّةُ يُبْغِضُهَا ٱلرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرَهَةُ نَفْسِهِ: عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ، لِسَانٌ كَاذِبٌ، أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَمًا بَرِيئًا، قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَارًا رَدِيئَةً، أَرْجُلٌ سَرِيعَةُ ٱلْجَرَيَانِ إِلَى ٱلسُّوءِ، شَاهِدُ زُورٍ يَفُوهُ بِٱلْأَكَاذِيبِ، وَزَارِعُ خُصُومَاتٍ بَيْنَ إِخْوَةٍ.”(أَمْثَالٌ٦: ١٦-١٩).
تعاملات الله
جعل الله محبة في قلب يعقوب ليوسف ليعوضه عن قسوة أخوته، بالرغم من كل الصعوبات التي مر بها يوسف في حياته لم يترأى الله له مثل أبائه إسحق وإبراهيم ويعقوب، لكنه الوحيد الذي ذكر عنه الكتاب أن الله كان معه “وَكَانَ ٱلرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلًا نَاجِحًا.”(اَلتَّكْوِينُ ٣٩:٢) بالرغم من أننا يمكن أن نعتبر ما فعله يوسف شبه شر آلا أن الله لم يذكر أي إدانة له بل على العكس باركه وكان معه، وذكر عن إيمانه في عبرانيين ١١.