رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس البار بيمين الكييفي المريض (+1110م) 7 آب شرقي (20 آب غربي) كان القديس بيمين، منذ مولده، ضعيف البنية وعانى طيلة حياته عاهات جسدية شتى لم تؤذه بقدر ما أتاحت له أن يحفظ نفسه نقية من كل رذيلة. نذر، منذ ولودته الغضة، أن يصير راهباً، لكن والديه قاوماه. ذات يوم، إذ اشتدت علته وبدا كأنه أشرف على الموت عزم أبواه على أخذه إلى لافرا الكهوف في كييف سؤلاً لصلوات الرهبان. غير أن أدعية الآباء كانت بلا جدوى لأن قديس الله كان يعي أنه إذا ما شُفي فإن والديه سوف يبعداه عن الدير. لهذا صلى إلى الله سراً أن يمنع عنه الشفاء. وفي إحدى الليالي، إذ كان الجميع نائماً، ظهرت ملائكة في هيئة رئيس الدير وبعض الإخوة. فسّرت له أن هذه العلّة كانت تدبيرية من أجل خلاصه وأنه لن يستعيد عافيته إلا عشية رحيله. ثم اقتبل النذور باسم بيمين وأعطته الملائكة شمعة أوصته بتركها مضاءة أربعين نهاراً وأربعين ليلة. استيقظ الرهبان على صوت الأناشيد وأتوا إلى قلاية بيمين التي كانت عابقة برائحة الطيب، فاكتشفوا، بذهول، أن المريض كان يلبس الثوب الرهباني. استطلعوا وفحصوا ثم أقروا بصحة رهبانيه الرجل بعدما تبين لهم أن ثيابه المدنية وشعره المقصوص حديثاً قد جُعل على ضريح القديس ثيودوسيوس في الكنيسة. هكذا صار بإمكان بيمين أن يلازم الدير. ولسنين طويلة، عاش بيمين، بصورة متواصلة، أمراضاً رهيبة منفرة حتى إن الإخوة المكلفين العناية بالمرضى كانوا كثيراً ما يهملونه ويتخلفون عن العناية اللازمة به. كما كانوا يتركونه أياماً متواصلة بلا طعام ولا شراب. وقد جعلوا في قلايته أخاً آخر مريضاً. فلما كابد كلاهما النقص في الاهتمام زمناً، سأل بيمين رفيقه إذا ما كان ليرضى أن يقوم بخدمته لو استرد عافيته. فوافق الراهب الآخر وحظي، سريعاً، بالعافية بفضل صلاة قديس الله. لكنه، بعد وقت قصير من أداء الخدمة لبيمين، تعب وشعر بالقرف بإزاء علله وغادره كسواه إلى غير قلاية. إلا أنه عاد فمرض من جديد وعانى عطشاً لا ارتواء له. فلما انتهى الخبر إلى بيمين علق بالقول: "ما نزرعه إياه نحصد" (غلا7:6). ولكن رأفة به واجتناباً لرد الإساءة بالإساءة بعث يقول له أن يأتي لرؤيته. للحال نهض الراهب معافى تماماً وذهب يسأل العفو من رجل الله الذي ذكره بأن الذين يعتنون بالفقراء والمرضى يأخذون مكافأة أبدية ولا يهلكون أبداً. وأضاف أنه يكابد، من جهته، المحن بفرح دون أن يسأل الرب الإله البرء لثقته بوعد السيد: "بصبركم تقتنون نفوسكم" (لو19:21)، ولرجائه بأن يلقى في الحياة الأبدية جسداً لا يفسد. مذ ذاك لم يعد الراهب يغادر القديس، الذي كأيوب جديد لم يكن ليكف عن الشكران في محنه. مضى على قديس الله في هذه الحال عشرون عاماً. وعشية رحيله انتصبت ثلاثة أعمدة نارية فوق غرفة الطعام، ثم وجد القديس، في الكنيسة الرئيسية في الدير، صباحاً، في صحة تامة. وقد جال على القلالي وودع الإخوة وشفى المرضى، ثم توجّه إلى الكنيسة وساهم القدسات. تحول إلى مغارة القديس أنطونيوس الكييفي فتبرك وأشار إلى الموضع الذي رغب في أن يكون مثوى له. ثم قال بنبرة احتفالية: "ها هم الذين صيروني راهباً قادمون ليستقبلوا نفسي". وإذ تمدّد على سريره أسلم الروح بسلام. |
18 - 04 - 2017, 09:20 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: القديس البار بيمين الكييفي المريض (+1110م)
"اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ."
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس البار لافرنديوس الكهفي الكييفي |
القديس البار نيكون الكييفي |
القديس البار يوسف الكييفي |
القديس البار ثيوفيلوس الكييفي(+1853م) |
القديس البار بيمين الكييفي الصوام (القرن 12م) |