و لكن يا صديقتي .... هذا جرح لا يلتئم ....
و هذه ذكريات لا يبهت لونها مع مرور الوقت ......
لا أعتقد أنني أمر بحالة من النكران كما تعتقدين ...
فأنا أعلم جيدا أن ذاك الذي رحل ....
قد رحل بكامل إرادته ... و أنه لن يعود يوما ....
أعلم ذلك جيدا ...
لا زلت أذكر جفاء عينيه في آخر لقاء بيننا ...
عينان خاويتان كبيت مهجور بارد ....
بلا شفقة ... بلا رحمة .... بلا شيء ....
و كأنه يعاقبني على شيء فاجع قد ارتكبته لا أعلم ماهيته ....
لم أرى سوى الكراهية ..... الكثير من الكراهية التي لازالت تؤلم عظامي ...
رحل دون أن ينظر للوراء ..... رحل دون إجابات ....
هكذا فقط ..... رحل حين قرر الرحيل في ليلة و ضحاها ....
هذا رجل قد وهبته عظيم الحب و الحنان ...
رجل لا تغفى عيناي إلا على صدره ....
أي ألم هو هذا .... ليس بألم ....
لا أعتقد أنني أتألم الآن ...
لم أعد أعرف ماهية الألم .....
كل ما أشعر به ... هو أنني لا أستحق أن أبصر نهار يوم آخر ...
أنا امرأة ضعيفة للغاية ...
بلا كرامة .... بلا كبرياء .....
لا تستطيع مقاومة الشعور بالخذلان ....
امرأة ساذجة .....
لا زالت تبحث عن إجابات بين قصاصات الذكريات المتناثرة ....
امرأة بائسة لا زالت تنتشي بذكرى رائحة رجل آخر كلماته لها ...
"وجهك .... أريد أن أطمس ملامح وجهك في ذاكرتي إلى الأبد .... " .....
cpd