5 أسرار عن «رأفت الهجان» في ذكرى وفاته
في مثل هذا اليوم منذ 35 عاما، رحل عن عالمنا شخص حمل شخصيتين معا، لقبته إسرائيل بـ«الأسفين المزدوج»، امتلأت حياته بالعديد من الأسرار والمغامرات، وكان لمهارته الفنية في التمثيل، وإتقانه للعبرية مفتاح الدخول لتل أبيب، كي يصبح جاسوسا حمل إلى مصر العديد من المعلومات التي ساعدت في نصر أكتوبر.. إنه رفعت الجمال أو جاك بيتون أو رأفت الهجان الذي أصبح بمثابة أسطورة مصرية نسجت لها العديد من قصص المسلسلات والأفلام
تسليمه للمخابرات
كانت أولى الأسرار في حياة «رفعت الجمال»، هي كواليس انضمامه للمخابرات المصرية، فبعد أن سافر الهجان إلى ليبيا بعد التطورات السياسية في مصر عام 1953، تم إلقاء القبض عليه من قبل ضابط بريطاني، رغم أنه كان بحوزته جواز سفر بريطاني، إلا أن الضابط البريطاني شك أنه يهودي وقام بتسليمه إلى المخابرات المصرية، والتي حققت معه باعتباره شخصية يهودية.
وقد ذكر الهجان في مذكراته التي كتبها بخط يده، أنه عقب القبض عليه تم احتجازه عدة أيام، ثم عرض عليه العمل كجاسوس، كانت مهمته تقتصر في بادئ الأمر على التجسس على مجتمع اليهود في الإسكندرية، ولكن عقب نجاح عملية الوحدة 131 تم استدعاؤه إلى القاهرة، ليلتقي بضابط حالته الجديد على غالي، والذي أخبره بأن مهمته ستتطور وسيتم الاستفادة منه للعمل خارج حدود البلاد، خاصة وأن إسرائيل ستتعامل معه نظرا لتاريخه السابق.
نفوذه في إسرائيل
أما الأمر الثاني الذي حملته حياة رأفت الهجان، فكان تأثير العلاقة الوثيقة بين جاك بيتون «الاسم الحركي لرأفت الهجان»، وموشي ديان «وزير الدفاع أثناء حربى 1967» و«أكتوبر 1973»، و«جولدا مائير» رئيسة الوزراء أثناء الحربين، والتي كانت من شأنها أن تأمر الهجان بتحسن معاملة زوجته.
ذكرت زوجة رأفت الهجان في مذكراتها، أن الهجان وموشي حينما يجتمعان كان لا يعكر صفوهما شئ، فحياتهما كانت مزاحا، أما جولدا مائير فكانت بمثابة الأم للهجان، فتقول: «كثيرا ما كانت جولدا مائير تسألنى عما إذا كان «جاك» يحسن معاملتى أم لا، كانت على استعداد أن تأمره بالجلوس أمامها لتوجيهه خيرا بى وتأمره بذلك، غير أنى كنت أقول لها إنه مثال للرجل الملتزم»، وتلك العلاقات الوثيقة ضمنت له أن يصبح ذا نفوذ داخل المجتمع الإسرائيلي.
جاسوس الأسد
ومن ضمن الأسرار التي تضمنتها حياة رأفت الهجان، هو أن له الفضل في كشف جاسوس الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ففي عام 1955 تمكن شاب يدعى «إيلي كوهين» وهو يهودي ولد في الإسكندرية، من أن يكون أحد المقربين إلى الرئيس الراحل حافظ الأسد، بعد أن انضم لشبكة جاسوسية عام 1948 في الإسكندرية وتم القبض عليه، لينتقل بعدها إلى سوريا تحت اسم «كامل أمين ثابت» عام 1955، وتمكن بعلاقاته المتينة من الوصول إلى الرئيس السوري.
ولكن لم يلبث الأمر طويلا، حيث لعبت الصدفة دورا في كشف غطائه، حينما كشفه «الهجان»، بعدما رأى صورته مع صديق له، وتواصل على الفور مع المخابرات المصرية، والتي بدورها أخبرت المخابرات السورية، وصدر حكم بإعدام كوهين في 1965.
نكسة 1967
كما انطوت صفحات مذكرات الجمال على أسرار أخرى، منها كواليس تتعلق بنكسة 1967، حيث ذكر الهجان في مذكراته، أنه كان مصرا على ألا يولد ابنه في إسرائيل، لهذا طلب من زوجته السفر إلى ألمانيا لإنجاب طفله كي لا يتجنس بالإسرائيلية.
وأضاف أنه أثناء وجوده بألمانيا تمكن باتصالاته مع مسئولين بتل أبيب، من معرفة أن إسرائيل تستعد للهجوم على مصر، في يونيو 1967م، وقد أبلغ المسئولين في مصر بهذا، إلا أنهم لم يأخذوا معلوماته على محمل الجد، نظرا لوجود معلومات تفيد بأن الضربة ستنصب على سوريا فقط، فوقعت النكسة.
وعلى الرغم من إحباطه مما حدث، إلا أنه ظل يتواصل مع المخابرات المصرية، وأمدهم بمعلومات بالغة الخطورة توافرت لديه عن حرب أكتوبر، وكان لتلك المعلومات تأثير واضح في نصر 1973، وبعدها طالب الجمال بالعودة إلى مصر لكن المخابرات المصرية لم تسمح له، بحجة أنه لا يمكن حمايته برفقة أسرته طوال الوقت.
رئيس الوزراء
وفي جانب آخر من حياته، رفض الهجان منصب في مجلس الوزراء الإسرائيلي كي لا يكشف غطاءه المصري، حيث روى في مذكراته، أنه حينما وصل من ألمانيا إلى إسرائيل، وجد «موشي ديان» يحمل مفاجأة له، ألا وهي وضع اسمه ليكون أحد المرشحين لعضوية مجلس الوزراء الإسرائيلي.
وعلى الرغم من إغراء المنصب له إلا أنه رفض، خاصة بعدما عرف أن إسرائيل سوف تتحرى عنه بصورة أكثر دقة، وهو أمر خطير بالنسبة لهويته، لهذا أقنع ديان بالعدول عن الفكرة وأخبره أنه ينوي الاستقرار نهائيا في ألمانيا برفقة زوجته وطفله.