الغنوشي وتجديد المصالحة بين الاخوان والنظام المصري
لماذا يحمل راشد الغنوشي هم المصالحة بين جماعة الاخوان والنظام المصري؟ سؤال مهم يتم طرحه في الآونة الاخيرة بين الأوساط السياسية خصوصا تلك المتابعة لتحركات جماعة الاخوان سواء كان على المستوى المحلي او المستوى الدولي، وكثرت التخمينات حول الاجابة على هذا السؤال خصوصا بعدما قال رئيس حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس، راشد الغنوشي، إن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، رفض اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وإن مصر لديها مشكلة مع الإسلاميين، ولا تريد لعنصر إسلامي أن يكون طرفا في حل الأزمة الليبية، وكشف عن أنه طلب وساطة السعودية في الأزمة بين جماعة الإخوان ونظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.
راشد الغنوشي وأضاف الغنوشي، في حوار مع صحيفة «الخبر» الجزائرية نشرته، مساء أمس الأول، أنه عندما زار السيسي، الجزائر ليقنع بوتفليقة بإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب، قال الأخير «الإخوان خدموا معنا في الدولة، وتصدوا معنا للإرهاب، ولديهم ضحايا أكثر من ٥٠٠ من القيادات الإسلامية، فكيف ندرجهم في قائمة الإرهاب»، واصفاً التجربة الجزائرية بأنها تمثل ثقلا وعنصر إقناع قوياً لعدم وضع كل الإسلاميين في كيس واحد ويكتب عليه إرهاب. وكشف الغنوشي عن أنه خلال لقائه ولى العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، طلب توسط السعودية لإصلاح ذات البين بين النظام المصري والإخوان في مصر، وإطفاء الحريق، لما تتمتع به السعودية من ثقل روحي، كما أن مصر قلب المنطقة العربية، انطلاقا من استبعاد منطق الإقصاء، واعتبار أنه لا سلم ولا استقرار في مصر إلا باحترام كامل المكونات الأساسية للشعب الكبير واحترام مكانة الجيش، لأنه لا سياسة في مصر بعيدا عن الجيش، واحترام المكون الإسلامي والمكون الإخوانى، باعتباره مكونا عريقا لا يمكن استبعاده إلى جانب المكونات الأخرى، مستبعداً أن تنجح الوساطة السعودية في ظل الظروف الحالية في مصر. وتابع الغنوشي أن الجزائر نجحت في إقناع مصر بأن أي معادلة حل في ليبيا لا ينبغي أن تقصى أحدا، موضحا أنه طلب من بوتفليقة الضغط على مصر لقبول الواقع الليبي كما هو، وبأطرافه بمختلف توجهاتهم، مشيراً إلى أنه التقى المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، في إيطاليا، ونصحه بجمع دول الجوار العربي لليبيا، الجزائر وتونس ومصر، باعتبارها الدول المعنية أكثر من غيرها بالوضع الليبي والمتضرر الأكبر من الأزمة، ويمكن أن تكون المستفيد الأكبر من استقرار الوضع في ليبيا، مرجحاً أن تمثل المبادرة الجزائرية التونسية المصرية، إطارا للحل، وتحمل آفاقا له، معتبراً أن مصر من مصلحتها إطفاء الحريق الليبي، لأنها متضررة من الأزمة الليبية مدللا على ذلك بعدد المصريين الذين ذبحوا في ليبيا.
ثروت الخرباوي فيما قال ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعةالإخوان، إن محاولات راشد الغنوشي لمطالبة السعودية للوساطة بين الحكومة المصرية والإخوان تعود لعدة أشهر ماضية، موضحا أن الغنوشي ذهب للمملكة وطالبها بضرورة التدخل وطرح ملف المصالحة مع الإخوان داخل مصر، وتعهد للمملكة أن تلتزم الإخوان بكل الشروط التي سيتم الاتفاق عليها في المفاوضات، موضحا أن هذه المحاولات فشلت، بعدما أعلنت مصر أن الأزمة مع الإخوان أزمة مع الشعب وليس الحكومة، وأن استمرار العنف الإخوانى يحول أمام أي محاولات للمصالحة.
وفي هذا السياق قال الدكتور كمال الهلباوي: إن أي حديث حول مصالحة الدولة وجماعة الإخوان الإرهابية، غير صحيح. موضحا: إن الجماعة لو كان لديها نية جادة في ذلك، لأوقفت القنوات المحرضة ضد مؤسسات الدولة، والتي تعمل من تركيا وبريطانيا. واعتبر الهلباوي: أن ترويج أحاديث المصالحة والمراجعات بشكل مكثف، خطأ أساسي للإعلام المصري، الذي يقرأ الأمور بطريقة تجافي الواقع والمنطق، كلما ظهرت إشاعة بشأن ذلك. كان راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، زعم في حوار لإحدى الصحف الجزائرية: إنه وسّط السعودية للصلح بين الجماعة والدولة المصرية. ولاقت التصريحات حالة من التفاعل، بين التأييد والرفض، بينما لم يخرج أي بيان رسمي من الإخوان أو مؤسسات الدولة للتعليق على ما جاء في سياق الحوار. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن هناك لجنة شكلها التنظيم الدولي للإخوان بعضوية كل من يوسفالقرضاوي ومحمد أحمد الراشد، لدراسة أوضاع الإخوان في مصر، وخلصت إلى أن يقوم راشد الغنوشي بطرح إمكانية تدخل المملكة السعودية لطرح مبادرة والتوسط لحل أزمة الإخوان ولكنها فشلت في النهاية. وأوضح القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن إخوان مصر يتواصلون مع إخوان تونس لبدء حملات تحريض ضد الدولة المصرية، بعد فشل مساعيهم للمصالحة بين الإخوان والحكومة المصرية، ومحاولة تشويه مصر في المنطقة. ومن هنا يتضح ان راشد الغنوشي مكلف من قبل التنظيم الدولي لجماعة الاخوان بالتصرف في ملف المصالحة مع النظام المصري وقد سبق لبوابة الحركات الاسلامية ان تناولت ملف المصالحة بين الاخوان والنظيم المصري في العديد من التقارير الخاصة بهذا الملف، ونوهت في العديد من هذه التقارير بان هناك خلف كل حديث عن المصالحة عملية ارهابية للضغط على النظام المصري لقبول المصالحة، كذلك ما تمارسه قطر والسعودية وتركيا من تمويل التنظيم الدولي والوقوف بجواره في وجه مصر مما يؤدي في النهاية الى فشل المساعي للمصالحة حيث ان الجماعة تعمل في النهاية على تنفيذ اجندات مموليها بغض النظر عن مدى تأثير هذه الاجندات على الدولة المصرية والمواطن المصري، وبهذا يضع التنظيم الدولي نفسه في خانة المعاداة للدولة المصرية.
هذا الخبر منقول من : وكالات