كيف يتم تدمير الاثار القبطية حكاية دير القديس يوحنا ابو الدرج

[Mary Naeem]

كيف يتم تدمير الاثار القبطية حكاية دير القديس يوحنا ابو الدرج

القصة قديمة جدا بترجع للقرن الرابع الميلادى ويمكن قبل كده كمان لان فى توثيق هناك بيرجع لسنة 264 ميلادية و القصة بدايتها ان كان فى منطقة راس ابو الدرج بالعين السخنة "فى جبل الجلالة البحرى" كان فى تجمع رهبانى كبير استمر لحد تقريبا القرن الثالث عشر وده وثقه كل الرحالة اللى زاروا المكان من سنة 1600 تقريبا لحد سنة 1964 واهمهم العلامة سيكار و الاب عبدالمسيح المسعودى و ذكر فى كتاب دليل الاديرة القبطية للعلامة الاسقف الانبا صموئيل اسقف شبين القناطر
و زارت المكان بعثة فرنسية تابعة للمعهد العلمى الفرنسى للاثار الشرقية وصدرعنهم تقرير شامل بالصور والخرائط وكان قائد البعثة هو الاب العلامة لويس مارتان.
فى عام 2005 صدر قرار المجلس الاعلى للاثار رقم 8177 باعتبار منطقة رأس ابو الدرج منطقة حرم اثرى بمساحة 276 فدان و 6 قيراط و 16.7 سهم طبقا للخريطة الموضحة و الملحقة بالقرار.
وكان دوما دير الانبا بولا ورهبانه متواجدين فى اطلال الدير الاثرى وهم من وثقوا الدير وحافظوا عليه بقدر امكانياتهم المحدودة.

الدير يتكون من القصر وهو مباشرة على طريق السخنة - غارب و بعض المغائر و المنشوبيات فى جبل الجلالة "منطقة راس ابو الدرج" ولكن اهم مغارة على الاطلاق هى مغارة الكنيسة وبها حجر يعود لسنة 264م وبها رسومات لصلبان وفريسكات نقوش قبطية تعود للقرون من الرابع الى السادس الميلادى و المغارة هى سكنى بعض رهبان دير الانبا بولا .
بعد بدء مشروع الجلالة شق الطريق الفرعى التبادلى المساحة المخصصة للدير بسبب اهمال هيئة اثار السويس التى تعاملت على ان كل الاثار الموجودة بالمنطقة هى فقط بئر ابو الدرج "بئر مياه للرهبان وكان يخدم المسافرين على طريق الحج القديم لفلسطين و الحجاز" و الحقيقة ان مسئولى الهيئة الهندسية فى مشروع الجلالة تعاملوا مع الاثر بمنتهى الرقى و احاطوه بسور تجاه الطريق حتى لا يتساقط عليه شئ فيتضرر .
وترك مسئولى الاثاار بالسويس مساحة الدير المعروفة بالقصر وهى مساحة غير محاطة بسور عرضة لعبث المستثمرين ودخول اللوادر الى منطقة الاطلال و جبانة الرهبان الاثرية لتدوس على عظام اجدادنا الرهبان .
لما اشتكى الاباء الرهبان للعقيد المسئول بالهيئة الهندسية من تساقط بعض الاحجار بالقرب مغارة الكنيسة وانها كنيسة اثرية سوف تتضرر كان شخص مسئول جدا و اوقف العمل فى الجانب الموجود به مغارة الكنيسة واكد احترام الهيئة الهندسية للدير و اهتمامها بان يتم ترميمه و ان يعود للحياة مرة اخرى وكان هذا ايضا موقف القيادات بالهيئة و كان ايضا موقف قيادات وزارة الاثار .
لكن موقف هيئة الاثار بالسويس وخاصة السيد محمود رجب كان التعنت ثم التعنت ضد الاثار القبطية و التراث الانسانى القبطى فمن تركته الارض لعبث المستثمرين للاستيلاء عليها وهى حرم اثرى للاشتباك مع الاباء الرهبان الذين حاولوا اقامة كارفان لمنع العبث بالاثار وتحرير محاضر ضدهم و التهديد بالحبس حتى وصل الامر لرفضه الاعتراف بان الاثر لدير ورفضه الاعتراف بان مغارة الكنيسة التى وثقتها لبعثة الفرنسية وكافة الرحالة على مدار قرون بانها اثر رفض السيد محمود رجب الاعتراف بها كأثر حتى ان الاباء ذهبوا يوما فوجدوا المغارة بمذبحها قد تم حرقهم ولم يتبق الا القليل من الفريسكات لنقوش لتثبت ان المكان هذا هو المثبت بالتقارير وهو ما اثبتته لجنة اللتوثيق التابعة لاثار البحر الاحمر و الحمدلله ان يوم الحرق لم يكن هناك رهبان بمغارة الكنيسة والا كانت الخسارة افدح وقد زار العقيد مجدى عبد الجواد مشرف الهيئة الهندسية على مشروع الجلالة المكان بعد حرقه وشاهد بنفسه اثار الجرق.
وبعد زيارة السيد الامين العام لوزارة الاثار للموقع على رأس اللجنة الدائمة و اعجابه بالمكان الاثرى و روح التعاون الشديدة منه ومن قيادات الوزارة الا ان موظفى الاثار فى السويس لازالوا يتعنتوا ضد الدير الاثرى بمنتهى التعصب و التطرف لتدمير ما تبقى من اطلال الدير لصالح المستثمرين .
الى متى اهمال الاثار القبطية "لانها قبطية"؟
الى متى يتحكم متطرفون فى وزارة الاثار لعرقلة ترميم اثار الاقباط و تراثهم ؟
الى متى يباع تاريخ مصر وتراثها لمن يملك المال ليعبث به؟