منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 12 - 2016, 07:58 PM
الصورة الرمزية Rena Jesus
 
Rena Jesus Female
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Rena Jesus غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1424
تـاريخ التسجيـل : Sep 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 73,870

الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر!

هل تعرف ذلك الذي يحدث داخلك حينما ترتكب خطأ؟
ذلك الإحساس الذي ينتابك لو اقترفت عيباً؟
أو الشعور الصعب الذي يعذبك حينما ترتكب حراماً؟ هذا هو ما سنتحدث عنه اليوم.



الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر!

يوجد داخل كل منا كائن ضخم، عملاق مخيف، وحش كاسر، يظهر حينما تفعل شيئاً خطأ، أو عيباً، أو حراماً،
يسمون هذا الكائن أحياناً بالأنا الأعلى، وأحياناً أخرى بالضمير، وأحياناً بالنفس اللوّامة.

يتكوّن داخلنا هذا الجزء من تركيبنا النفسي ابتداء من سن ثلاث إلى خمس سنوات تقريباً، ويكون أحد أهم مصادره طريقة تربية الوالدين لنا، وكم فيها من حنان أو قسوة وعادات وتقاليد وموروثات المجتمع الذي نولد فيه، وكم فيه من تسامح وقبول، أو ظلم ورفض، وكذلك معتقدات وتعاليم ديننا (كما وصلتنا)،
وكم قام من أوصلها لنا بالتركيز على العفو والغفران، أو العقاب والانتقام.

مشكلة هذا الكائن الداخلي هي أنه كائن مسلح، وسلاحه قوي جداً، ويعطيه هذا السلاح سلطة وقوة وسيادة، ويجعله يتحكم فيك وفي أفكارك ومشاعرك وأيضاً تصرفاتك،
هذا السلاح اسمه (الشعور بالذنب).

حجم هذا الكائن داخلك، ودرجة قوته، وعلاقتك به هى التى تحدد بشكل كبير علاقتك بنفسك،
بمعنى أنه لو كانت طريقة تربيتك فيها قسوة شديدة، وعقاب بمناسبة وبدون مناسبة،
أو لو كنت تعيش فى مجتمع يملؤه الظلم ورفض الاختلاف،
أو لو كان ما وصلك من دينك هو فقط التخويف والتهويل والعذاب والوعيد،
سيكون وقتها حجم هذا الجزء داخلك كبيراً جداً، وتسليحه قويا جداً،
وسيشعرك بالذنب مع كل حركة، وكل فعل، وكل عاطفة،
يقول لك هذا عيب حتى لو لم يكن عيباً،
وهذا خطأ حتى لو كان صواباً،
وهذا حرام حتى لو كان أبعد ما يكون عن الحرام.
سيكون ضميرك قاسياً جداً عليك وعلى الآخرين،
ولن تكف نفسك عن لومك وعتابك وتعذيبك ليل نهار.

أما لو كان ما وصلك من التربية سعة الصدر والقبول غير المشروط،
ووصلك من المجتمع العدل والمساواة وقبول الآخر،
ووصلك من الدين السماح والعفو والمغفرة والرحمة،
فوقتها سيكون حجم هذا الجزء لديك متوسطا ومعقولا،
وعلاقته بك فيها لطف وهدوء وتفاهم،
سيكون ضميرك حى، لكنه ليس بقاسٍ،
سيكون بمقدورك إعطاء مساحات للخطأ والصواب، وفرص للعفو والسماح،
لنفسك قبل أى أحد آخر.

وبالطبع إذا وصلك من التربية إهمال واستهتار وعدم اهتمام،
ومن المجتمع كسل ولامبالاة وتفريط،
ومن الدين تشويه وادعاء وافتراء،
فلا يكون مكان لكلمة (ضمير) هنا على الإطلاق.

وبالطبع لا تعتبر هذه كلها قواعد لا تقبل الاستثناء،
فهناك عوامل أخرى تتحكم فى تكوين وحجم وقوة هذا الكائن الداخلى فينا،
أهمها الاستعداد الوراثى والتعبير الجينى، وغيرهما.

إذن.. يوجد داخلك مؤسسة قانونية وأخلاقية ودينية اسمها (الضمير)،
على رأسها كائن ضخم اسمه (الأنا الأعلى)،
يحاول أن يقوم بوظيفة هامة اسمها (النفس اللوامة)،
ويستخدم فى ذلك سلاحاً اسمه (الشعور بالذنب).

ولا أعتقد أن هناك كلمة تم تشويه معناها، ولا شعور حدث فيه مغالاة، ولا سلاح أسيء استخدامه
مثل (الشعور بالذنب).
عند بعض علماء الدين.. الشعور بالذنب ندم وتوبة.
وعند الآباء والأمهات.. الشعور بالذنب أدب وطاعة.
وعند كثير منا.. الشعور بالذنب سجن وعذاب.
ليس هذا فقط.. بل إن الشعور بالذنب هو أقوى سلاح فى تاريخ البشرية.

فأقوى سلاح يمكن أن يستخدمه أحد ضدك، هو أن يشعرك بالذنب تجاهه،
وأقوى سلاح يمكن أن تستخدمه ضد نفسك، هو أن تشعرها بالذنب بمناسبة وبدون مناسبة،
وأقوى سلاح يستخدمه بعض الآباء والأمهات كى يسجنوا أطفالهم فى سجون حصينة من الطاعة العمياء والصوت المنخفض والعين المكسورة، هو أن يشعروهم بالذنب، على مجرد وجودهم فى الحياة فى بعض الأحيان.

كما أن أقوى سلاح يستخدمه البعض باسم الدين زوراً وبهتاناً لامتلاك قلوب الناس وشل تفكيرهم وتعمية عيونهم وصمّ آذانهم، هو أن يزرعوا داخلهم شعوراً دائماً بالذنب تجاه أى فكرة وأى عاطفة وأى فعل.

ما الحل إذن لهذه المعضلة؟
كيف أرحم نفسى وأحميها من الشعور بالذنب، ويكون ضميرى مستيقظاً فى نفس الوقت؟ كيف أخطئ من دون أن أعذب نفسى أو أسمح لأحد بتعذيبها؟
كيف أفشل من دون أن أجلد نفسى أو أسمح لأحد أن يجلدها؟

دعني أخبرك..
يجب أولاً أن تعلم أن الشعور بالذنب له نوعان:
نوع صحى ومفيد ومطلوب،
ونوع آخر مرضي ومؤذ ومدمر،
وبينهما أنواع أخرى كثيرة.

الشعور الصحى بالذنب هو أنك حينما تخطئ وتكتشف أنك قد أخطأت، عليك أن تراجع نفسك، وتتعلم من خطئك، ولا تكرره، وتعتذر، أو تتوب.
أما الشعور المرضي بالذنب فهو أنك حينما تخطئ، تنصّب لنفسك بعدها محاكمة قاسية غير عادلة، تشعر فيها بأن الصواب خطأ، وأن الخطأ مصيبة، وأن المصيبة هى نهاية العالم، فتعلق لنفسك حبل المشنقة كل يوم، وتجلدها وتعذبها كل ساعة.

الأول تمارس فيه آدميتك بأنك تستحق ما منحه لك ربك من حق فى الخطأ والضعف والفشل، فتتعلم من خطئك، وتقبل ضعفك، وتحاول مرة أخرى بعد فشلك.
أما الثانى فتجرد فيه نفسك من آدميتك، ولا تسمح لها بممارسة حقها الربانى الذى من أجله تم تسميتك (إنسانا).

الأول فيه سماح وعفو وبداية جديدة فى كل مرة، وفرصة جديدة مع كل خطأ.
والثانى فيه عقاب داخلى قاس وعنيف مع كل ضعف، ويأس وقنوت وسواد مع كل فشل.

الأول لا تكرر فيه نفس الخطأ مرة أخرى متعمداً، لكنك قد تخطئ أخطاء أخرى غيره، وتتعلم منها ولا تكررها أيضاً.
والثانى ستكرر فيه نفس الخطأ كل يوم، بشكل قهرى سقيم لا ينتهى.

الأول هو النفس اللوامة بدون قسوة، والضمير الحى بدون مغالاة.
والثانى هو النفس القاسية الغاشمة، والضمير المتكلف المغالى فى العقاب.

الأول هو الألم الإنسانى الواعى الشريف..
والثانى هو المعاناة النفسية المريضة العمياء الساحقة لصاحبها.

سامح نفسك، وتعلم من أخطائك، وابدأ من جديد، فنحن لا نتعلم بدون أن نخطئ.
اقبل ضعفك، فأنت بشر، والضعف جزء من بشريتك.
تجاوز فشلك، وحاول مرة أخرى، فلا طعم للنجاح من دون تذوق الفشل.

من اليوم.. من الآن.. من هذه اللحظة..
لا تسمح لأحد أن يسلبك حق الخطأ.. ويعطيك مكانه الشعور بالذنب..
لا تسلم مفاتيح قبولك لنفسك لأى أحد.. ثم تنتظر منه القبول والرضا..
لا تنتظر صك الغفران من أى بشر.. مهما كان..
مهما كان..

cpd
رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2016, 08:01 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,829

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر!

ميرسي على مشاركتك الجميلة رينا
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 12 - 2016, 01:50 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Rena Jesus Female
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية Rena Jesus

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1424
تـاريخ التسجيـل : Sep 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 73,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rena Jesus غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر!

ميرسى لمرورك الغالى
الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر! الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر! الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر! الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر!
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 12 - 2016, 03:41 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,620

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر!

موضوع مميز
ربنا يباركك

  رد مع اقتباس
قديم 19 - 12 - 2016, 10:20 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Rena Jesus Female
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية Rena Jesus

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1424
تـاريخ التسجيـل : Sep 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 73,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rena Jesus غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر!

ميرسى لمرورك الغالى
الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر! الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر! الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر! الشعور بالذنب.. سلاح مُدِمر!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الشعور بالذنب
الشعور بالذنب
الشعور بالذنب
الشعور بالذنب
عند الشعور بالذنب


الساعة الآن 03:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024